أكد السفير الباكستاني في الرياض عبدالعزيز ميرزا، أن زيارة ولي العهد السعودي إلى بلاده تجسيد للعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين الرياض واسلام اباد، مشيراً إلى أن الزيارة التي استغرقت يومين، شهدت، اضافة الى الحفاوة البالغة، محادثات مكثفة بين الضيف وقادة باكستان، شملت الجوانب السياسية والاقتصادية، وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الرياض واسلام اباد، وقال ميرزا:"أعتقد أن دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين، وبحث الأمور ذات الاهتمام المشترك، هي أهم محاور الزيارة، إذ تسعى إسلام أباد إلى زيادة الاستثمارات السعودية فى باكستان". واعتبر السفير الباكستاني في الرياض العلاقات السعودية - الباكستانية التي انطلقت بقوة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، واستمرت في تصاعد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نموذجاً للعلاقات الثنائية القوية، وقال:"تعكس زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التاريخية لإسلام أباد في شباط فبراير الماضي، الاهتمام الكبير الذي توليه السعودية لباكستان، وتأتي تلبية ولي العهد السعودي دعوة الرئيس الباكستاني، بزيارته الأخيرة لإسلام أباد تأكيداً على ذلك الاهتمام". ومن الجانب الباكستاني، اعتبر ميرزا الاهتمام الكبير الذي حظي به خادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق له في زيارته الأخيرة لباكستان، من استقبال رسمي وشعبي كبير، يعكس بوضوح، إضافة إلى متانة علاقات الأخوة والصداقة التي تربط البلدين، حرص الحكومة الباكستانية على علاقتها مع السعودية، ويعبّر عما يحمله الشعب الباكستاني من احترام وتقدير للسعودية قيادة وشعباً. وأضاف السفير الباكستاني أن الحكومة والشعب الباكستانيين، يحتفظان في ذاكرتهما بتاريخ مشرف لمواقف السعودية تجاههما في الأزمات، وقال:"تشعر الحكومة والشعب الباكستاني بامتنان عميق للمساعدات الاغاثية السريعة والمستمرة، التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضحايا الزلزال الذي تعرضت له باكستان، من خلال إقامة جسر جوي لنقل المساعدات الإغاثية، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، وكذلك الصندوق السعودي للتنمية، لتمويل مشاريع إسكان وطرق وتعليم وصحة، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقف فيها الحكومة والشعب السعوديان إلى جانب الباكستانيين، إذ تتمتع السعودية بتاريخ مشرف من المواقف المماثلة مع باكستان ودول العالم". يذكر أن زيارة خادم الحرمين الشريفين السابقة لباكستان، أثمرت توقيع خمسة اتفاقات ثنائية بين الرياضوإسلام أباد، شملت مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية، وتفادي الازدواج الضريبي، والتعاون في مجال العلوم والتقنية، وبرنامج التعاون في مجال التعليم الفني والتدريب المهني. وتوقع المراقبون السياسيون أن تسهم هذه الاتفاقات في تعزيز العلاقات الثنائية في هذه المجالات. وتدعم في شكل غير مباشر تعزيز جوانب أخرى في العلاقات بين البلدين. واعتبر مصدر في السفارة الباكستانية في الرياض، زيارة ولي العهد السعودي، تأتي ضمن اتفاق سابق لقادة البلدين على تكثيف تبادل الزيارات الثنائية على المستويات كافة، لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون والتفاهم على كل الأصعدة بين البلدين، لتطوير التعاون في المجالات الاقتصادي والتجاري والاستثماري. بما في ذلك توسيع وتسهيل الاستثمارات والمشاريع المشتركة، خصوصاً في ما يتعلق بالطاقة والبنية التحتية، ووصف المصدر زيارة ولي العهد السعودي بأنها"زيارة رسمية تاريخية"، مشيراً إلى أنها ستضيف بصمة واضحة في تاريخ العلاقة بين البلدين.