قام المزارع سليمان الخويطر بزراعة أكثر من 700 شجرة غضا، وهي شجيرات صحراوية تشتهر بها متنزهات عنيزة الرملية، بهدف المحافظة عليها من الانقراض! وتحظى أشجار الغضا باهتمام واسع من أهالي عنيزة منذ القدم، حتى أن بعض كبار شعرائهم أخذوا يتغنون بها وبجمالها وبرائحتها في قصائدهم. ودائماً يردد عشاق أشجار الغضا أبيات الشاعر المعروف أحمد الخراز التي تقول: أنا اللي من ضاق بعيوني فضاء, وادلهمت وأصبح بعيني سواد، رحت أوسع خاطري يم الغضا, كان جوي صيف وإلا بالبراد. ويؤكد الخويطر أن اهتمامه بهذه الشجرة نابع من خشيته أن تفقد مكانتها المعروفة بسبب العوامل الخارجية التي أصبحت تهددها بالانقراض. وقال:"عاهدت نفسي أن أنمي هذه الشجرة، ومنذ عامين وأنا أقوم بزراعتها في مزرعتي الخاصة مكرراً التجارب حتى وصلت إلى أفضل الطرق وأسرعها في إنمائها". وأضاف أنه يستعد حالياً لنقل 700 شجرة غضا من مزرعته إلى متنزهات الغضا التي كانت غابات متصلة قبل 20 عاماً. وأوضح أن"كثرة الرعي والاحتطاب الجائر ودهس السيارات والدراجات النارية لهذه الأشجار أعاقت نموها من جديد، وأصبحت المتنزهات تعاني من خطر التصحر والانقراض". ويشير إلى أنه منذ أكثر من 30 عاماً قامت لجنة أهالي عنيزة بإنفاق مبلغ مليون ريال لترسيم وتحديد وحماية متنزهات الغضا،"وهو مبلغ كبير جداً في ذلك الوقت، ويعبر عن مقدار حب أهالي عنيزة لهذه الشجرة"، على حد قول الخويطر. ويذكر أنه وجد كل الدعم والتشجيع من محافظ عنيزة الذي زار مشتله الخاص بزراعة الغضا. ويأمل الخويطر بفتح المجال له في شكل أكبر حتى يكون هناك تعاون مشترك مع الجهات الزراعية الرسمية في المحافظة لإعادة إنماء غابات الغضا. أما الشاعر أحمد الخراز المعروف بشاعر الغضا فطالب الجهات المسؤولة بسرعة عمل سياج مانع حول مناطق عدة في متنزهات الغضا لمنع دخول سيارات المحتطبين إليها، بهدف مساعدة تلك الشجرة على النمو من جديد، لتعود المتنزهات إلى سابق عصرها فخطر تصحرها وارد، وهذا ما عبر عنه في قصيدة عنوانها"حب الغضا"عندما قال: المصيبة كان ما قالوا قضا, من سبايب جور حطاب الفساد.