تنفس العقاريون خلال الأيام الماضية"الصعداء"، بينما يتنفس نظراؤهم المساهمون"النزلاء"مع مؤشر الأسهم. فهم لم يكتفوا بالحديث عن عدم تكبدهم أي خسائر، بل"بالغوا"في تفاؤل قطاعهم واستقطابه مجدداً مستثمرين كثراً تركوه الى سوق الأسهم. الا ان ما فقده مؤشر الأسهم السعودية خلال الأيام الماضية، يتجه الى خلط"الأوراق"الاستثمارية لمصلحة القطاع العقاري، وفقاً لما يتمناه ويراه العقاريون. وقال رئيس مجلس ادارة شركة المهرجان العقارية حمدان بن طوالة:"ان 70 في المئة من المساهمين في سوق الاسهم سيرجعون الى الاستثمار في العقار، خصوصاً انه توقف في الفترة الماضية بسبب الاسهم إلا ان الامان في تجارة العقار سيجعل الناس يعودون للاستثمار فيه بعد الانتكاسة القوية في سوق الأٍسهم التي راح ضحيتها صغار المستثمرين". وأضاف:"على رغم المكاسب الخيالية التي حققها سوق الاسهم، الا ان التجارة الصحيحة والآمنة هي العقار الذي يعرفه كل السعوديين وطريقة تجارته والمضاربة فيه، ولكن خلال الفترة القريبة الماضية زاد الطلب على الاراضي الخام والمخططات بشكل كبير في مختلف مناطق السعودية من الرياضوجدة ومكة والمدينة وتبوك وحائل وغيرها، كما ان هناك طلباً متزايد على الاستثمار في شراء الفلل والعمائر السكنية وهناك عدد من رجال الاعمال قدموا 500 مليون ريال للاستثمار في العقار بعد الفوضى الحاصلة في الاسهم وطلبوا 10 في المئة ارباحاً بعيداً من الأمراض والضغط النفسي". وتابع:"أكثر المستثمرين والمضاربين في سوق الاسهم مصابون بالضغط والسكر بسبب ارتفاع المؤشر ونزوله، أما العقار فعلى العكس تماماً وهي تجارة واضحة وشفافة ومرجع كل التجار". من جهتها، قالت نائبة المدير العام لشركة المطلق العقارية موضي المطلق ان"صغار المستثمرين هم الضحية وتحملوا المخاطر من اجل الربح السريع وهم اصبحو الآن بين الأسهم والعقار كما ان العقار بعد تعثر المساهمات العقارية بشكل عام لن يجعلهم يغامرون من جديد فيها، بل سيتجهون الى الاستثمار في العقار، خصوصاً الأراضي التجارية وسيعودون الى القناعة بربح 10 في المئة في السنة بدلاً من ربحها في اسبوع واحد في الأسهم، والأسهم مجرد شاشات ومؤشرات مخاطرها كثيرة وجمة على عكس العقار الذي يتمتع بالامان ويعتبر أصولاً ثابتة على عكس سوق الاسهم التي يجهلها الكثير من السعوديين على رغم مرض العقار في الوقت الحالي، إلا انه بدأ يتماثل للشفاء بعد عودة الناس له ومعرفة قوته مقارنة بأي سوق أخرى والاتجاه الآن هو بناء المجمعات التجارية والأسواق". ووصف رئيس مجلس ادارة شركة عقار وبناء للاستثمارات العقارية وليد السلوم الاسهم ب"الوهم والسراب". وعلق بقوله:"ان من الواجب على الذين يتابعون شاشات الاسهم الاتجاه الى مجال الصناعة المثمر، خصوصاً أننا سمعنا كثيراً عن أناس اصيبوا بجلطات وامراض بسبب الاسهم حتى انها جرفت معها العديد من تجار العقار الى الاسهم، والمصيبة بعد الانتكاسة الآن سيغرق العديد ممن اخذوا تسهيلات وقروضاً مصرفية في ديون وكذلك ستهاجر بعض رؤوس الاموال الى دول الخليج". وأضاف:"هناك مميزات في سوق العقار غير الأمان فهو على عكس أي تجارة اخرى، بينما وضع الأسهم في الوقت الحالي تسبب في خسائر كبيرة، وهذه الأمور تودي الى انهيار الاقتصاد وتسببت كذلك في ارتفاع اسعار الايجارات وارتفاع اسعار العقار وتجد على سبيل المثال ان الشقق السكنية ارتفعت ايجارها من 24 الف الى 40 الف وكذلك من 18 ألف الى 30 ألف ريال، ومن الواجب على العقاريين العودة بقوة الى النهوض من جديد بالعقار بعد فترة الركود التي مر بها خلال السنتين الماضيتين". واكد المدير العام لشركة الراجحي العقارية عبدالرحمن الراجحي عودة السعوديين الى الاستثمار في العقار، وهناك المثل السعودي المعروف ان العقار يمرض ولا يموت، بينما هذا المنتج الأسهم مشكك فيه، والناس يشترون فيه ورقاً ويبيعون ورقاً.... على عكس العقار البيع والشراء فيه واضح وبأصول معروفة للجميع، وكلنا نعرف ما تسببت به الأسهم من توقف البناء والشراء خلال الفترة الماضية ولكن حان الوقت للعقار أن يعود الى وضعه الطبيعي بعد موت الاسهم والوهم الذي عاشه السعوديون.