تختلف علاقة الموظف بمديره والطالب في الجامعة بأستاذه في الوقت الحالي، قد تصل إلى كسر الحواجز الرسمية التي كان عليها في السابق، بسبب تبادلهما الأحاديث الطويلة التي لا علاقة لها بالعمل والتعليم في موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك». ويتفاجأ عدد من المعلمين والأساتذة بوجود طلابهم في «تويتر» يسألونهم عن بعض الواجبات والدروس، وكذلك عن بدء الإجازات والدوامات، لكنها لا تتوقف على تلك الأسئلة، بل تمتد إلى الإساءة لهم من خلال استخدام أسماء مستعارة، في حين لا يواجه عدد من المديرين حرجاً مع موظفيهم، كون علاقتهم تعتمد على الاحترام المتبادل. ويؤكد المعلم نايف السالم أن عدداً من طلابه يتابعونه في «تويتر»، ويعلقون على المواضيع التي يطرحها، مضيفاً: «العلاقة بين المعلم والطالب تغيرت كثيراً عن السابق، إذ إن مواقع التواصل كسرت حواجز كثيرة في علاقتهما، وجعلت من تبادل الأحاديث خارج المدرسة في مواقع التواصل ممكناً». ويقول المغرد فهد الزغيبي: «لا توجد علاقة بين الموظفين ومديريهم في «تويتر»، إلا إن كان بينهما صداقة خارج العمل. موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يزيد من ثقة الطالب في نفسه، ويخلق داخله روح المسؤولية التي تنعكس إيجاباً على عطائه». ويشتكي عدد من طلاب الجامعات من طريقة تعامل أساتذتهم معهم في مواقع التواصل الاجتماعي، كونهم لم يقدموا لهم ما يفيدهم عبر التقنية الحديثة، إذ تؤكد الطالبة الجامعية ريما العتيبي أن أستاذتها في الجامعة كانت علاقتها معها في «تويتر» رسمية جداً، «ولا تسهب في أطروحاتها معنا، وتفضل أن تبقى الحواجز بيننا حتى في مواقع التواصل». وأضافت: «مواقع التواصل لها تأثير واضح وسريع في تغيير قناعات ومفاهيم الطلاب، إذ إنه عالم يسهم في زيادة نمو عقولهم، ولا يشكل حواجز لهم مع معلميهم»، مشيرةً إلى أن الطالب بإمكانه تبادل الحوارات التي لا تحتاج إلى مواعيد مع الأطباء والمثقفين، ما يساعدهم في تغذية أفكارهم. ويعتبر المغرد ماجد العنزي أن العلاقة الإلكترونية بين الموظف ومديره تكسر الحواجز التي وضعتها بعض القيود والأعراف الاجتماعية والمهنية، مضيفاً: «تسهم شبكات التواصل الاجتماعي في جعل هذه العلاقة غير رسمية، بل تفتح آفاقاً وأبعاداً أخرى لفهم الجوانب الشخصية وتأثيرها على العلاقة الرسمية، ما يسهم في تكوين صداقات حقيقية بين المعلم والطالب والموظف والمدير التي كانت يصعب تكوينها». وعن علاقة الطالب بمعلمه في «تويتر»، أوضح أنها لن يكون تأثيرها سلباً على تحصيل الطالب العلمي، إلا أن كان المعلم غير جاد في إيصال رسالته التعليمة». ويلجأ عدد من أساتذة الجامعة إلى الابتعاد عن شبكات التواصل الاجتماعي، بحجة أنها تفقدهم هيبتهم أمام طلابهم، إذ يعمدون إلى التسجيل في تلك المواقع بأسماء مستعارة، تجنباً للإحراج الذي سيواجههم في حال ظهورهم بأسمائهم الحقيقية، بينما يتواجد أكاديميون بشكل لافت في «تويتر» لطرح آرائهم في مواضيع غير متعلقة بالدراسة الجامعية، ومساعدة طلابهم في الإجابة على بعض الأسئلة العلمية.