شهدت مناطق عدة أمس عواصف ترابية وأمطاراً غزيرة، ما تسبب في وقوع أضرار مادية وبشرية متفاوتة. وأكد مصدر مسؤول وفاة 11 شخصاً وإصابة عشرات آخرين، جرفتهم السيول في مراكز عدة في منطقة تبوك. وذكر مصدر في الإدارة العامة للمرور في الرياض ل"الحياة"أن الإدارة تلقت نحو 200 بلاغ عن حوادث مرورية خلال الساعتين اللتين تسبقان مغيب الشمس. وأكد أن هذه الحوادث لم تتسبب في أي أضرار بشرية، مشيراً إلى أن غالبيتها كانت عبارة عن اصطدام عدد من السيارات ببعضها البعض. ولفت إلى أن دوريات المرور انتشرت في كل أنحاء الرياض وفي طرقها السريعة لتنظيم حركة السير. ومن جانبه، وصف الخبير الفلكي الدكتور صالح الزعاق هذه الأجواء بأنها أمر طبيعي ومعتاد جراء انتهاء موسم"الشبط"الذي يتسم ببرد جاف، وابتداء موسم"العقارب"الذي يكون البرد فيه رطباً. وقال ل"الحياة"إن الجو العاصف لن يستمر طويلاً، معيداً ذلك إلى أسباب عدة، أبرزها هبوب الرياح، واتسام الجو بالرطوبة، ومتوقعاً سقوط أمطار غزيرة خلال الأيام القليلة المقبلة. ومن جهة أخرى، أعلن رئيس خدمات الإطفاء والإنقاذ في مطار الملك خالد الدولي في الرياض سامي عبدالواحد أن المطار لم يسجل أي حالة تأخير في الرحلات الجوية سواء محلية أو دولية، واصفاً الجو بأنه"طبيعي ولا يعوق حركة الطيران". وصرح مصدر مسؤول في الدفاع المدني في تبوك ل"الحياة"بأنه تم نقل عشرات الأشخاص إلى المستشفيات العامة وعدد من المستشفيات العسكرية والخاصة. فيما أكد مصدر في الهلال الأحمر في المنطقة نفسها ل"الحياة"إسعاف 325 حالة طارئة منذ مساء أول من أمس. ومن جهته أكد مسؤول أمني تلقي الجهات المختصة بلاغات بوقوع 134 حادث سير. إلى ذلك، تشرد عشرات الأشخاص من منازلهم في أحياء أبو سبعة والرويعيات والمنتزه والسليمانية في مدينة تبوك. وأرجع مدير الدفاع المدني في منطقة تبوك العميد سليمان الحويطي حدوث حالات الوفيات والإصابات إلى قيام البعض بعبور الأودية، من دون مراعاة خطورة الوضع، وطالب الجميع بضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم عبور تلك الأودية نهائياً، والتقيد بتعليمات رجال الأمن. وأوضح أنه تم استخراج 29 سيارة بداخلها عوائل في تبوك وضباء وحقل والبدع والديسة والقليبة والحرة والبديعة. ودمرت السيول اللوحات الإعلانية على الطرقات وبعض أعمدة الإنارة وأغرقت عشرات السيارات وتسببت في تعطيل الإشارات الضوئية، كما منعت آلاف الأهالي من الوصول إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة. وأبدى عدد من الأهالي تذمرهم من"فشل"بلدية تبوك في إيجاد حلول تمنع وقوع هذه المشكلة"التي تواجهنا سنوياً". وفي مدينة سكاكا في منطقة الجوف لم يتردد بعض الأهالي في التعبير عن"فرحتهم"بالأمطار، فيما انهمكت أمانة المنطقة في شفط المياه من الشوارع الرئيسية، بعدما عرقلت حركة السير، وتمركزت دوريات المرور أمام الإشارات الضوئية لمساعدة السيارات المتعطلة. وقال أحد أهالي المدينة، سلطان المحمد إن المنطقة لم تشهد أمطاراً غزيرة منذ انقضاء موسم الربيع الفائت، أي قبل نحو تسعة شهور، متمنياً استمرار الأمطار"حتى يعم نفعها أرجاء المنطقة"، على حد قوله. وتوجه الكثيرون من هواة البر منذ الصباح الباكر إلى المناطق البرية. وعلى صعيد متصل، أكد مصدر في إدارة مرور منطقة القصيم عدم وقوع حوادث سير. لكن الغبار الذي تسرب إلى داخل الجوامع في مدينة بريدة تسبب في إصابة عدد من المصلين بضيق تنفس شديد، ومنع الكثيرين من الاستمتاع بمهرجان الربيع المقام في منتزه القصيم الوطني شرق المدينة نفسها. وأدت العاصفة الترابية إلى توقف عدد كبير من السيارات على جوانب الطرق في منطقة حائل، حتى عصر أمس عندما هطلت أمطار غزيرة. وقال المواطن عبدالله الشمري 85 عاماً إن وقوع مثل هذه العواصف في فصل الشتاء هو أمر نادر الحدوث، وقال:"لا أذكر وقوع مثل هذه العواصف في هذا الوقت من العام في السنوات ال50 الماضية". وأضاف:"تعودنا على العواصف الرملية فقط في فصل الصيف بسبب قلة الأمطار".