فجأة ومن دون مقدمات تذكر، سوى انخفاض في درجات الحرارة منذ الصباح الباكر، شهدت معظم المدن السعودية تقريباً، والواقعة على امتداد الشريط الغربي والشمالي، والشمال الغربي، وصولاًً إلى وسط البلاد، أمطاراً غير مسبوقة ابتداءً من منطقة الحدود الشمالية، مروراً بتبوك، ثم إلى وسط السعودية في مدينة القصيم، وانتهاءً بالمدينةالمنورة، ثم جدةومكةالمكرمة، وأخيراً المشاعر المقدسة. وكانت رئاسة الأرصاد والبيئة قد توقعت هطول أمطار على مناطق السعودية. وقال خبير الأرصاد والبيئة في معهد خادم الحرمين الشريفين للأبحاث الدكتور عبد الفتاح مرغلاني، إن جيوباً هوائية متضاربة أدت إلى هبوب عاصفة ترابية بدأت من الساحل وشملت مدن: ينبعوجدةومكةالمكرمة ومنى، ما تسبب في تجمع السحب الغزيرة وهطول الأمطار. ومن جهته، قال عميد المعهد، الدكتور أسامة البار إن هطول الأمطار والعاصفة الهوائية، كانا ضمن حسابات خطة حج هذا العام. وتسببت الأمطار في بعض المدن وأبرزها المدينةالمنورة، ومكةالمكرمة، وجدة في تسجيل حوادث عدة من بينها: التماس الكهربائي، والاحتجاز في المياه، واختناق حركة السير، وإصابات في السيارات. إلا أنه لم تسجل خسائر في الأرواح. وفي جدة سجلت غرفة عمليات الدفاع المدني نحو 60 حادثاً، نتيجة هطول أمطار كثيفة على مدينة جدة، منذ ساعات الصباح الأولى، ووصفت جميع هذه الحوادث بالبسيطة حيث تمت السيطرة عليها، ولم ينجم عنها إي إصابات بشرية. ومن جهتها، وضعت أمانة مدينة جدة خطة لإزاحة تجمعات مياه الأمطار. وقال أمين مدينة جدة المهندس عبد الله المعلمي"إن الأمانة وضعت خطة لرفع تجمعات مياه الأمطار من الشوارع الرئيسة خلال 24ساعة، وإزاحتها من الشوارع الداخلية خلال 48 ساعة، كما تمكنت من فتح الشوارع الرئيسة لتسهيل حركة السيارات بها خلال ست ساعات من توقف الأمطار". وقدرت كمية الأمطار التي هطلت على جدة صباح يوم أمس ب 32 مليمتراً مكعباً. وقال مدير شعبة العمليات المكلف بإدارة الدفاع المدني في جدة العقيد محمد الثقفي، في تصريح إلى "الحياة" إن غرفة العمليات في الدفاع المدني، سجلت 60 حادث التماس كهربائي، وثلاثة حوادث احتجاز في المصعد، نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي في عدد من المباني في مدينة جدة"، مضيفاً "إنها حوادث بسيطة، ولم ينجم عنها إي إصابات بشرية، وقد تمت السيطرة عليها في الحال، وذلك بالتعاون مع شركة الكهرباء، وأمانة مدينة جدة". وأوضح الثقفي "أن إدارة الدفاع المدني وضعت خطة لتفادي حدوث إي إصابات ناجمة عن هطول الأمطار يوم أمس، والقضاء على تجمعات المياه في الشوارع بأسرع وقت ممكن، من خلال ضابط التنسيق المتواجد في غرفة عمليات أمانة مدينة جدة، و عشرة ضباط آخرين تواجدوا في الميدان، لمتابعة الوضع عن كثب". وفي السياق نفسه هطلت أمطار كثيفة على مدينة مكةالمكرمة، ما استدعى تواجد أكبر للدفاع المدني في مشعر منى، لتفادي حدوث أي إصابات للحجاج. وفي المدينةالمنورة، هطلت أمطار غزيرة تسببت في حدوث اختناقات في السير، وارتباك في حركة المرور حتى "الشلل". وسجلت غرف عمليات الدفاع المدني حوادث بسيطة. إلا أن مصادر أخرى، أشارت إلى أن بعض القرى القريبة من المدينةالمنورة مثل "اليتمة" احتجز فيها عدد من الأشخاص. وتحركت 19 فرقة من الدفاع المدني في المدينة لإنقاذ حركة السير وبعض الحوادث، وشاركت أيضاً الطائرات العمودية. وقال مدير الدفاع المدني اللواء سليمان الردادي، إنه تم إنقاذ 30 أسرة احتجزت بسبب مياه الأمطار. وعلمت "الحياة" أن أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير مقرن بن عبد العزيز، وجه بسرعة توفير الخدمات لوصول الحجاج، وضرورة إيجاد البدائل. أما في مدينة ينبع، فقد شهدت المدينة ازدحاماً في حركة السير بسبب هطول الأمطار، إلا أنه لم تسجل حوادث كبرى.