أوقفت الأمطار الغزيرة والعواصف الترابية التي صاحبتها عواصف رعدية ورياح شديدة على منطقة جازان البارحة الأولى حركة الملاحة البحرية بين جزيرة فرسان وشواطئ جازان ومنعت الصياديين من الإبحار؛ نتيجة ارتفاع حركة الأمواج، فيما غمرت المياه عددا من منازل المواطنين في أحياء مدينة جازان. وأكد ل «عكاظ» عدد من كبار السن أن غزارة الأمطار وشدة الرياح لم تشهدهما المنطقة منذ عشر سنوات خلت، كما أن قوة تدفق الأودية بالمياه لم يلاحظوها من قبل، إذ ضربت عاصفة رعدية قوية المنطقة قبل إفطار أمس الأول، وتسببت في عرقلة السير ووقوع حوادث مرورية، حيث غمرت الشوارع بالمياه وسط ضعف في شبكات التصريف، ما أدى إلى توقف حركة البيع والشراء في الأسواق العامة. وأحاطت التجمعات المائية بحلقة الخضار والفاكهة ومواقع البسطات الرمضانية التي أعدتها أمانة المنطقة في ساحة سوق الخضار هذا العام، ونزحت المياه إلى منازل المواطنين الذين استعانوا بأواني المطبخ لسحبها. وأدت الأجواء الماطرة إلى وقوع انفجارات في مولدات كهربائية، قطعت الكهرباء عن أحياء المطار وغيرها في مدينة جازان، كما انقطعت الكهرباء عن قرية الخرادة نحو ست ساعات، اضطر خلالها الأهالي على أداء صلاتهم في المساجد على ضوء الفوانيس، ودون مكبرات صوت. ولم تسلم الصرافات الآلية ومحطات الوقود من انقطاع الكهرباء، وتعطل مصالح المواطنين، إذ سقطت لوحات إرشادية وهناجر حديدية على أرصفة الشوارع، كما أهلكت موجة الأمطار أربعة عشر رأسا من الأغنام واقتلعت الأشجار. وفي محافظة صامطة ألزمت البلدية أصحاب البسطات الرمضانية أن يتوقفوا عن العمل؛ حرصا على صحة المواطن والمقيم من تلوث الأطعمة، نتيجة انتشار الغبار في الجو. كما قطعت الأمطار الغزيرة الكهرباء في عدد من قرى ومنازل محافظة بيش، فيما حولت الأمطار والعواصف الرعدية الشديدة التي ضربت المنطقة محافظة ضمد إلى مدينة بلا أنوار، وتحولت شوارعها إلى مستنقعات مائية اختلطت مياهها بمياه الصرف الصحي. ويطالب الأهالي البلدية بالعمل سريعا على شفط المياه من الشوارع قبل أن تتسبب في الأمراض، مشيرين إلى أن المستنقعات تعتبر حاضنا أساسيا للحشرات الناقلة للأوبئة. وفي محافظة أبو عريش أسقطت الأمطار والعواصف الرعدية المصحوبة برياح شديدة عددا من أعمدة الضغط العالي وانقطعت الكهرباء وتجمعت المياه داخل الأزقة والمنازل الشعبية. وتسببت الأمطار التي شهدتها محافظة الدرب في انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى الدرب العام، كما انقطعت الكهرباء عن منازل محافظة الشقيق إثر زوابع رعدية وأمطار غزيرة. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة جازان الملازم أول يحيى القحطاني أن المديرية تلقت تحذيرين من الأرصاد الجوية وحماية البيئة حول الأجواء التي تعيشها المنطقة حاليا، وبناء على تلك التحذيرات حركت مديرية الدفاع المدني دوريات السلامة على مجاري الأودية وبطونها لمساعدة المتنزهين الذين لا يلتزمون بتحذيرات الدفاع المدني.