الأستاذ أحمد الشعلان حفظه الله، أنا شاب يمني مقيم في أرض الخير والعطاء... عاش أجدادي في أرض الخير وعملوا سنين طويلة هنا... وقد شدني مقالك المعنون ب"جرذان التنمية السعودية"وآسفني ما أوردته من خبر، ولكن تعليقك على هذا الخبر أسعدني جداً، لما يحمله من واقعية، وقد وضع النقاط على الحروف تماماً. نعم تغيرت نظرة السعوديين لنا... كان لدي أصدقاء بل إخوان سعوديون ينظرون لي نظرة أخوية خالية من التمييز، ولكن لن تصدق إذا قلت لك إن الإعلام قلب النظرة تماماً، وستعرف لماذا في تعقيبي أدناه. إلى متى سيظل الإعلام السعودي يوهم الشباب بأن السبب الوحيد لمشكلة البطالة هي وجود الأجانب، وما السبب في تغير نظرة الإخوان السعوديين إلى الأجانب، وجعلها نظرة تحمل الكراهية والحقد للأجنبي؟ كانت النظرة إلى الأجانب بأنهم أناس يساعدون في تنمية البلد، ناهيك عن أن الغالبية منهم إخوان عرب ومسلمون ومن دول مجاورة... كيف كانت النظرة؟ ومن استبدلها؟ لماذا لا يركز الإعلام على مواضيع التدريب والتأهيل وتطوير الجامعات، لإنتاج جيل سعودي يمتلك القدرات والمؤهلات ذاتها التي لدى الأجنبي، ولماذا يشن الإعلام الهجوم على رجال القطاع الخاص عندما يقولون الحقيقة، وهي أن غالبية الشبان السعوديين المتقدمين للعمل غير مؤهلين؟ وما زالت لديهم الاتكالية وعدم الجدية التي أفرزتها طفرة السنين الماضية. لا نريد أن نكون شماعة"وأقصدنا نحن الأجانب أو الجرذان كما صورنا احد السذج"لمشكلات وسلبيات كثيرة أهمها البطالة، وبدلاً من البحث عن كبش فداء، لماذا لا يتم تحديد الأسباب الحقيقية للمشكلة ومعالجتها، بدءاً بالأسرة التي تتحمل مسؤولية كبيرة في زرع الثقة في نفوس الأبناء، ونزع اتكاليتهم، وفي سياسة التعليم التي لم تفلح بعد في تطوير المناهج التعليمية وإنشاء المزيد من مراكز التدريب والتأهيل والتطوير. هناك من يرسّخ قناعة زائفة بأن الأجنبي يضمر الشر لكل سعودي، ولا يريد له أن يتعلم أو يكتسب الخبرة، فيصبح منعزلاً عن أي فريق عمل، وهذه القناعة جعلته عصبياً تجاه أي قرار من رئيس فريقه الأجنبي، والنهاية... هي عدم إنتاجيته... وفصله من العمل. تحياتي لك، واعذرني إذا كنت قاسياً في الرد، ولكن صدقني، الإعلام حمّلنا ما ليست لنا طاقة به، صدقني لا نريد اعتذاراً... إنما نريد منطقية وواقعية من الإعلام الذي شوه صورتنا في نظر الشعب السعودي الكريم... بل في نظر أصدقاء سعوديين لنا، كانوا يعتبروننا أكثر من إخوان لهم. أخوكم/ عبدالله العولقي [email protected]