تساءل بروفيسور ياباني عما إذا كان زوجي يعمل، بعد أن رآه مرافقاً لي كمحرم في مؤتمر عامين متتالين، وبعد إجابتي، بأنه يعمل بالطبع، لكن الحكومة تمنح الزوج تذكرة مجانية ليرافق زوجته عند سفرها، فيأخذ الزوج إجازة من عمله، وعندها طرح سؤالا آخر، وهو أنه لاحظ عند زيارته للإمارات العربية المتحدة أن أبناء الشعب لا يعملون وأن جميع الموظفين من الأجانب، فهل الأمر مشابه في السعودية، فذكرت له أن معظم وظائف السعوديين إدارية وأن الفنيين والتقنيين معظمهم أجانب، وأن هذا الأمر منطبق على جميع دول الخليج، ولذا قد لا يصادف الزائر إلا القليل من الخليجيين العاملين. إن ملاحظة البروفيسور الياباني عن العمالة في دولة الإمارات تنطبق على جميع دول الخليج إلا أنها في الإمارات أكثر وضوحاً، وهي مشاهدة الوافد الأجنبي يعمل في كل مكان تتجه إليه، خلاف أبناء الوطن، وهذا مخالف تماماً لما اعتاد عليه في اليابان حيث معظم الوظائف يشغلها يابانيون. تذكرت هذا الحوار عند مراجعتي لنتائج بحث القوى العاملة للنصف الأول من عام 2007م الذي أنجزته مصلحة الإحصاءات العامة، والذي ورد فيه أن نسبة السعوديين العاملين في المهن العلمية والفنية والإنسانية 19.7% فقط من قوى العمل، في حين لم تتعد نسبة العاملين في النشاطات الصناعية 0.9%!!. بينما يمثل عدد العاطلين عن العمل 463.313 سعودياً وسعودية. على اعتبار أن القوة العاملة لدى الاقتصاديين تتكون من الأشخاص الذين يشغلون وظائف سواء كانت مؤقتة أو دائمة عند إجراء التعداد والأشخاص الذين ليست لديهم وظائف ولكنهم قادرون على العمل وراغبون به وبذلوا محاولة واحدة على الأقل للحصول على وظيفة خلال الأسابيع الأربعة التي سبقت يوم التعداد. من هنا نخلص إلى أن أحد أسباب البطالة هو عدم توافق مؤهلات الشباب السعودي من الجنسين مع الوظائف المطلوبة، وهذا مرده إلى ضعف التنسيق بين مراكز التأهيل والتدريب من كليات ومعاهد، وبين أرباب العمل، هذا بالنسبة للوظائف الفنية والتقنية أو الصناعية، أما الوظائف الأخرى التي لا تتطلب إعداداً فنياً خاصاً، فإن عزوف الشباب السعودي عنها هو انخفاض الراتب مع ساعات عمل طويلة لم يعتدها الشباب السعودي الذي تربى غالبيته على الاتكالية إما على الوالدين أو على العمالة التي تركت أثراً سلبياً تراكمياً على مدى سنوات. كما أن نظرة المجتمع الدونية إلى بعض المهن، من أسباب عزوف الشباب عنها وتفضيلهم البقاء عاطلين على العمل فيها. إن ميزانية الخير لهذا العام ينبغي أن تعكس اهتماماً، بفئة الشباب من المسؤولين كل فيما يخصه لافتتاح تخصصات علمية وتقنية وفنية يحتاجها سوق العمل وتطوير البرامج الدراسية لتتوافق مع هذه الحاجة ولتخرج شباباً يتمتعون بالمهارات المطلوبة التي تجعل أرباب العمل يقبلون عليهم، وعندها نستطيع الاستغناء تدريجياً عن العمالة أو على الأقل خفض نسبة البطالة بين السعوديين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة