يعاني أهالي محافظة طريف، البالغ عددهم أكثر من 50 ألف نسمة منذ أيام عدة، من عدم توافر مياه عذبة في المحافظة، والتي كان يؤتى بها من منطقة الجوف على بعد 400 كيلومتر، بسبب بطء الشركة المتعهدة في توصيلها، لعدم تسلّم موظفيها رواتبهم، بحسب ما أكده ل"الحياة"أحد مسؤولي الشركة. وتجمهر عدد كبير من المواطنين بسياراتهم بعد صلاة الجمعة أمس، أمام مكتب متعهد تزويد المحافظة بالماء، للمطالبة بصرف مستحقاتهم من المياه. وكانت أزمة المياه العذبة في المحافظة لاحت في الأفق مرات عدة خلال الأشهر الأخيرة، بعدما تكدست طلبات المياه أمام المتعهد وعجز عن الوفاء بها. وأشار مواطنون إلى أن الأزمة قد تتفاقم في الأيام القليلة المقبلة، إذا لم تتخذ إجراءات صارمة لحلها. وأكد سالم الشمري أن موعد تزويده بالماء كان قبل أسابيع عدة، ولم تسفر مراجعاته المتكررة عن حصوله عليها، ما اضطره إلى شرائها من سيارات تأتي بها من عرعر، التي تبعد من طريف 500 كيلومتر ذهاباً وإياباً، أو من القريات على بعد 300 كيلومتر. وأشارت أم محمد التي تعول أيتاماً، إلى أنها تتردد منذ شهرين على المشروع للحصول على الماء، سيراً على الأقدام من منزلها الذي يبعد عن المشروع مسافة تزيد على كيلومترين، وغالباً ما تعود من دون الحصول عليه. أما محمد الحازمي، فأكد أنه يراجع مكتب تزويد المياه العذبة منذ فترة تزيد على ثلاثة أشهر، وغالباً ما يعتذر القائمون عليه من عدم وجود سائقين أو من وجود خلل في السيارات أو عدم وجود ماء. ولفت إلى أن مندوب المتعهد أخبره أمس، أن المتعهد أمره بإغلاق المكتب وعدم المبالاة بالمطالبين بالمياه. من جانبه، أشار مصدر مسؤول في شرطة طريف إلى أن الدوريات الأمنية عملت على تنظيم حركة السير أمام المكتب، الذي يقع على الطريق الدولي، لمنع إغلاق الطريق أمام العابرين. وأضاف أن مشادات كلامية حدثت بين عدد من المواطنين وأحد مسؤولي الشركة، تطور إلى الاشتباك بالأيادي وتم فضه. أما إدارة المياه في طريف، فلم تعلق على ما حدث. يذكر أن مشروع تأمين المياه العذبة لأهالي طريف يتم بواسطة صهاريج الشركة المتعهدة من منطقة الجوف، التي تبعد من طريف 800 كيلومتر ذهاباً وإياباً، وعادة ما يعاني المشروع من ضغوط هائلة على طلب الماء في الصيف.