تكتسب محافظة "طبرجل" أهمية خاصة في منطقة الجوف بسبب موقعها في وسط المنطقة تقريباً، ما يجعلها شريان المنطقة الذي يربطها من أقصاها شرقاً، حيث المركز الإداري "سكاكا" إلى أقصاها غرباً على الحدود الأردنية، حيث أكبر محافظات المنطقة "القريات". وتشتهر "طبرجل" بأهميتها الزراعية نظراً لوفرة مياهها الجوفية وخصوبة تربتها وامتلاكها أكبر الأراضي الزراعية التي تمتد حتى منطقة بسيطا الزراعية التي تعتبر من أكبر المناطق الزراعية بالمملكة وأكثرها غزارةً من حيث المياه، وتبعد عنها 22 كلم.
وتحتضن المنطقة أكبر الشركات والمؤسسات الزراعية بالمملكة وأكثر من ستة آلاف مزرعة تنتج مختلف المحاصيل الزراعية كالفواكه بأنواعها والقمح والشعير والبرسيم بالإضافة للثروة الحيوانية ومنتجاتها من الألبان ومشتقاته، حيث يبلغ إنتاج بسيطا الزراعي أكثر من 800 ألف طن سنوياً يشكل أكثر من 30 % من الإنتاج العام للسعودية.
وعلى الرغم من كل هذه المميزات التي تملكها طبرجل والتطور الكبير الذي شهدته هذه المحافظة خلال السنوات الأخيرة إلا أنها ما زالت بحاجة إلى عددٍ من الخدمات الأساسية التي أصبحت الحاجة لها اليوم ملحَّة ويراها سكان طبرجل أنها تتوفّر في مدنٍ أقل منها مساحةً وسكاناً.
ويرى السكان أن هذه الخدمات لو توافرت لديهم لما اضطروا إلى السفر لمدينتي سكاكاوالقريات والتعرض لمخاطر الطريق، مؤكدين أنهم في حاجة إلى توفير الوقت والجهد والمال والحصول على معيشة أكثر رغداً، لا سيما في ظل توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين وتوصيات أمير المنطقة فهد بن بدر.
وخلال جولتها في محافظة طبرجل؛ التقت "سبق" عدداً من المواطنين والمسؤولين بالمحافظة، وقامت بزيارة محافظ طبرجل فيصل بن صالح الشامي بمكتبه، في حضور عدد من المسؤولين وأعضاء من المجلس المحلي بطبرجل.
وقال محافظ طبرجل "فيصل الشامي" ل "سبق": تشهد محافظة طبرجل تطوراً سريعاً ونمواً متزايداً بالسكان، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 70 ألف نسمة وتتمتع كبقية مدن المملكة بكافة الخدمات التي يحتاجها المواطن والتي تقدّمها الدولة ويتابعها بشكل دائم سمو أمير المنطقة الأمير فهد بن بدر ومنها الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية والأمنية وغيرها من الخدمات الأخرى كما تشهد حالياً تنفيذ عدد من المشاريع التنموية ومنها مشروع إعادة سفلتة شوارع المحافظة وإيصال المياه لعدد من المنازل".
وأضاف: "لقد قام المسؤولون بالمحافظة بتخصيص مجموعة خاصة بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمتابعة خدمات إداراتهم خارج أوقات الدوام ومناقشة المشاريع الجديدة بالمحافظة والاحتياجات ومعالجة الحالات الطارئة بالمحافظة والتي تم تنفيذ العديد منها بسرعة فائقة ومنها حالات تحدث في أوقات متأخرة من الليل كسقوط عامود إنارة أو حادث سير ونحوهما من المشكلات التي تهدد حياة المواطنين وتتطلب معالجتها بشكل عاجل".
وأردف: "أخيراً أقدم شكري وشكر أهالي طبرجل لصحيفة "سبق" لاهتمامها بطبرجل والذي أثبتته من خلال هذه الزيارة لها وحرصها على إيصال صوت المواطن والمسؤول، مما جعلها تصل إلى هذه المكانة الكبيرة على مستوى الإعلام العربي والسعودي".
انقطاع المياه.. مشكلة طبرجل الأزلية ويأتي على رأس هذه الخدمات التي يحتاج إليها السكان، تلك المتعلقة بالبنية التحتية للمحافظة كمشروعي الصرف الصحّي والمياه حيث تفتقد بعض المنازل والأحياء بالمحافظة والقرى التابعة هذه الخدمات.
وعلى الرغم من امتلاكها لمخزون كبير من المياه، تفتقد طبرجل إلى مشروع مياه شامل وحديث لإنهاء معاناة الأهالي التي استمرت على مدى سنوات حتى أصبحت مشكلة أزلية يطالبون بعلاجها بشكل جذري.
ويقول بعض من سكان هذه الأحياء المشمولة بهذا المشروع إنهم يعانون من انقطاع المشروع عنها من وقت لآخر فيما تفتقد أحياء أخرى خدمات المشروع، مما جعل هذا المطلب يأتي في مقدمة مطالب الأهالي، لا سيما في ظل قلة الصهاريج المخصصة لسقيا المواطنين والتي لا تغطي حاجة المنازل بالمدينة.
وقال عدد من الأهالي إنهم سبق أن وجّهوا عدة نداءات للمسؤولين بمكتب المياه بالمنطقة وفرعها لحل معاناتهم خاصة خلال فصل الصيف إلا أن نداءاتهم ما زالت تنتظر من يستمع إليها بجدية وسط وعود تلقوها ولم تتحقق.
وقد أعلنت وزارة المياه مؤخراً عدداً من مشاريع المياه بمدن مختلفة بالمملكة تتضمن مشروع تنفيذ أربعة خزانات عالية بسعة (500م3) وملحقاته في مدن (سكاكا ودومة الجندل وطبرجل والقريات) بمنطقة الجوف بمبلغ قدره (5.846.400) ريال وبعقد مدّته (36) شهراً، حيث يأمل أهالي طبرجل سرعة تنفيذه لإنهاء هذه المعاناة بشكلٍ تام ونهائي.
قرى طبرجل.. بانتظار إنهاء معاناتها وتعاني القرى التابعة لطبرجل والقريبة منها كالنبك أبو قصر وفياض طبرجل وصديع وأويسط وغيرها من قرى المحافظة من مثل ما تعاني منه قرى منطقة الجوف خصوصاً الواقعة على الطريق الدولي، من عدم وجود مركز للهلال الأحمر وآخر للدفاع المدني على الرغم من كثرة الحوادث المرورية والحرائق.
وقال المواطن أبو خالد أحد سكّان هذه القرى: "الأضرار الناتجة عن الحرائق والحوادث التي تشهدها من حينٍ لآخر مزارع ومنازل هذه القرى ترجع إل تأخر عمليات إسعاف وإنقاذ المصابين جراء هذه الحرائق وحوادث الطريق الدولي وذلك لعدم وجود مراكز للهلال الأحمر والدفاع المدني أو أحدهما على الأقل".
وأشار إلى سوء تصميم الطريق الدولي وانعدام وسائل السلامة وكثرة أعمال الصيانة عليه وطول فترة تنفيذها، وأضاف: "هذه الأسباب تؤدي إلى أن يفقد أهالي هذه القرى العديد من أبنائهم وبناتهم الذين غالبيتهم من الطالبات والمعلمات".
وكان مدير عام الدفاع المدني بمنطقة الجوف اللواء جهز بن عبيد الفهيدي قد ذكر في حديث خاص ل "سبق"، بخصوص إمكانية افتتاح مراكز أخرى وبالأخص بالقرى التي لا يوجد بها مركز للدفاع المدني، أن افتتاح مراكز جديدة يندرج تحت سلم وأولوية، ووفق دراسات علمية ومعطيات ومعايير تضعها الإدارة العامة للدفاع المدني.
وأشار إلى أنه يتم عرض هذه الدراسات على إمارة منطقة الجوف؛ لكي يتم اعتمادها من الإمارة والإدارة العامة للدفاع المدني، وهو ينطبق أيضاً على قرى طبرجل وبقية قرى المنطقة.
ويعاني أهالي طبرجل من افتقاد القرى لمشروع إيصال المياه للمنازل، حيث قال المواطن محمد الأفنس الشراري من سكان قرية فياض طبرجل ل"سبق": "يقارب عدد سكّان فياض طبرجل السبعة آلاف نسمة وغالبيتهم يعانون من انعدام إيصال المياه لمنازلهم حيث تعتبر هذه المشكلة عائقاً أمامهم يواجهونه باستمرار في مسلسل حياتهم اليومية".
وأضاف: "جميعنا يعلم أهمية الماء الذي يعتبر شريان الحياة سواءً لأغراض الشرب أو للاستخدام العام".
وكشف محمد الأفنس عن جود مشروع شبكة مياه بالفياض يقوم بتغذية بعض الأحياء فيما يفتقده الحي الرسمي بفياض طبرجل المعتمد من الدولة للمواطنين ويوجد به مدارس القرية بمختلف مراحلها، لافتاً إلى أن معظم مربعات المخطط بلا سفلتة ولم يتم إيصال المشروع إليها.
وقال: "الوسيلة الوحيدة التي يقدمها لنا مكتب المياه حالياً تتطلب منا الذهاب لقرية العيساوية التي تبعد مسافة (22كم) حيث يقدم صهريجاً واحد لكل منزل أسبوعياً وقد يمتد المدى لأكثر من أسبوع بسبب تزايد الطلب عليه وعشوائية التوزيع به مما يجبر المواطنين على شراء المياه بشكل شبه يومي من الصهاريج الخاصة من طبرجل والتي يتراوح قيمة الواحد منها ما بين (120- 140) ريالاً في حين يعتمد البعض الآخر من المواطنين على مياه الآبار الإرتوازية التي تكلّفهم أموالاً كبيرة وتتسبب في انخفاض منسوب المياه الجوفية بالقرية ومزارعها وهو ظهر جلياً في قرية صديع التي انخفضت بها مناسيب المياه الارتوازية بشكل كبير".
وذكر الأهالي أن جميع هذه الشكاوى قد تم التقدم بها عدة مرات عبر وسائل الإعلام المختلفة والمطالبة بها إلا أنها ما زالت مستمرة.
وقالوا: "كلنا أمل هذه المرّة، بعد الله سبحانه، في صحيفة "سبق" لإيصال معاناتنا هذه وأصواتنا للمسؤولين لسرعة تجاوبهم معها".
مدير فرع مكتب المياه ل "سبق": يجري العمل على حل هذه المشاكل للمواطنين وقد توّجهت "سبق" إلى فرع مكتب المياه بطبرجل لإيصال مطالبات الأهالي والتقت مدير الفرع "محمد مسلم الشراري" الذي قال: "مشروع المياه الحالي بطبرجل يغطي نحو (75 %) من المنازل بالمحافظة فيما يتم إيصال المياه للنسبة المتبقية من المنازل عبر متعهد سقيا المواطنين لحين إيصال المشروع لها حيث تم تسليم المشروع للمقاول بإنشاء خزان علوي بسعة (500 م3) وآخر أرضي بسعة (2500م3)".
وأضاف: "سيتم قريباً إضافة بئران للخزان الإستراتيجي وخزان لحي الدعيجاء وذكر أن طبرجل تستهلك من المياه سبعة عشر ألف م3 يومياً وحالياً يتم إيصال المياه لعدد (1500) منزل بأحياء متفرقة".
ونفى "الشراري" ما يتداوله البعض عن عدد صهاريج السقيا للمتعهد التي تغذي المنازل بأنها ثلاثة صهاريج فقط؛ مؤكداً أنها سبعة صهاريج من أصل عشرة تم الاتفاق عليها بالعقد المبرم مع المتعهد نظراً لتعطل الثلاثة المتبقية والتي تم تطبيق الغرامات عليه بحسب ما ينص عليه العقد.
وفيما يتعلق بقرية فياض طبرجل؛ ذكر أن المشروع الحالي بالقرية تم ترسيته قبل اعتماد المخطط الرسمي مشيراً إلى أنه تم الرفع للمديرية العامة بطلب مشروع له مع استكمال إيصاله لبقية أحياء القرية ومؤكداً أن مطالبات الأهالي هذه هي حقاً من حقوقهم ونحن نعمل على توفيره.
أهالي طبرجل يطالبون بخدمات أفضل وأوسع وقد طالب أهالي طبرجل، عبر "سبق"، بتوسيع الخدمات التي تقدِّمها بعض الجهات الحكومية ومنها إدارة شعبة الجوازات بالمحافظة.
وقال المواطن عبدالله المزودي من سكّان طبرجل إن خدمات الإدارة تقتصر حالياً على تلك المتعلقة بالوافدين كإصدار الإقامات وتجديدها ونقل الكفالة ونحوها، مطالباً بتوسيع خدماتها لتشمل أيضاً خدمات السعوديين كإصدار الجوازات وتجديدها والتي تتطلب منهم الذهاب لمدينتي سكاكا أو القريات لإتمامها.
وطالب عضو المجلس المحلي بالمحافظة خلف بن دعيجاء بافتتاح قسم للنساء بإدارة الأحوال المدنية بالمحافظة لتمكين نساء طبرجل من استخراج الهوية الوطنية وإنجاز المعاملات المتعلقة بها والتي باتت اليوم ضرورية لهن خصوصاً بعد القرارات الأخيرة المتعلقة بالهوية الوطنية النسائية وربطها بإنجاز عدد من المعاملات الحكومية والتي من أجلها يجدن أنفسهن مضطرات لقطع مسافة تقارب ال (560 كم) ذهاباً وإياباً لمدينة سكاكا مرتين وبفترة قصيرة الأولى لتقديم معاملاتهن والثانية لإنجازها واستلامها.
"مدير مكتب العمل بالجوف": نعد الأهالي بالأفضل ورغم حداثته بالمحافظة؛ يقدّم فرع مكتب العمل بطبرجل والذي افتتح مؤخراً كافة الخدمات التي يحتاجها العميل بالفرع لا سيما أن المحافظة تعد من المدن التجارية والزراعية التي تستهلك أعداداً كبيرة من العمالة الوافدة والكفاءات الوطنية والأجنبية خصوصاً غب مجالي الزراعة والثروة الحيوانية، حيث يمتلك عدد كبير من المواطنين مشاريع زراعية كبيرة غالبيتها في منطقة بسيطا الزراعية.
وقال مدير عام مكتب العمل والعمال بمنطقة الجوف عبدالعزيز بن زايد الرويلي ل"سبق": "مكتب العمل بطبرجل يقدم كافة الخدمات لعملاء المكتب منها التقديم على التأشيرات والخدمات المتعلقة بالمهن والتفتيش والمنشآت التجارية وبإذن الله سيتم بالمستقبل القريب إضافة عدداً من الخدمات الأخرى التي سيتم الإعلان عنها في حينه".
المجلس البلدي بطبرجل ودوره في المحافظة وحول دور المجلس البلدي بمحافظة طبرجل، قال رئيس المجلس البلدي بمحافظة طبرجل المهندس سعيد بن مديّن الشراري ل"سبق": "المجلس البلدي هو مؤسسة ذات سلطة رقابية واجتماعية رسمية تعمل بين مطامع المواطن ومطامح المسؤول وقبل ذلك وبعده فالمجلس يمثل صوت المواطن الذي باسمه يتحدّث وبصوته يطالب".
وأضاف: "جميعنا نستمد وجودنا من خلال خدمة المواطنين ومساعدتهم ومساندتهم وهو ما تنص عليه أدبيات عملنا البلدي ويتناغم مع توجّهات قيادتنا الرشيدة وأهدافها من إيجاد المجالس البلدية بالمملكة".
وأردف: "هذا ما يعمل على تحقيقه بلدي طبرجل الذي ساهم في عدد كبير من المشاريع الخدمية بالمحافظة وحرص على متابعتها بالتعاون مع البلدية".
وتابع: "يقوم المجلس بالتواصل المستمر مع المواطنين من خلال عدة وسائل يوفرّها لهم كاللقاءات المباشرة معهم واللقاءات التي يتم الإعلان عنها مسبقاً ويتم من خلالها الإجابة عن تساؤلاتهم والاستماع لمطالبهم بالإضافة إلى الوسائل غير المباشرة وذلك عبر موقع المجلس الإلكتروني الذي يقدّم أيضاً الأخبار والإنجازات الخاصة بالمجلس وأنباء اجتماعاته وقرارته بهدف اطلاع المواطن عليها بكل يسر وشفافية".