أكد المشاركون في الندوة الدولية حول"الحضارات إلى التحالف"، التي اختتمت أعمالها في العاصمة التونسية أمس، ضرورة استمرار العمل من أجل إشاعة قيم الحوار والسلام والتفاهم، بعيداً من كل مظاهر الغلو والتطرف والإرهاب"التي لم تسلم منها أي حضارة أو ديانة على مر العصور". وشدد المشاركون الذين ينتسبون إلى معظم الحضارات القائمة حالياً، في توصياتهم التي جاءت ثمرة ثلاثة أيام من الحوار الفكري المتخصص، على أن الحوار الدائم بين الحضارات"ضرورة حتمية وواجب أخلاقي وإنساني". معتبرين ذلك أنه"تعبير عن ابرز قيم الحضارة الإسلامية، وسمات الشخصية الإسلامية المتوازنة ...، وشرط مؤكد للتعاون الإيجابي والمثمر للتعايش السلمي، والإيمان بالقيم المشتركة الثابتة بين البشر". وجاء عقد الندوة بتنظيم من منظمة العلوم والثقافة الإسلامية ايسيسكو، ورعاها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وشارك فيها سعوديون بينهم وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي. وعبّر المشاركون في"إعلان تونس"، عن القلق إزاء استمرار الحملات المعادية والمغرضة ضد الإسلام وحضارته وثقافته وشعوبه"التي تزداد ضراوة منذ حوادث 11 أيلول سبتمبر، والتي أصبح يطغى عليها طابع التحيز والتحامل، والتطاول في بعض الأحيان على المقدسات الإسلامية والقرآن الكريم، وشخص رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام". وأكدوا أن الصدامات والصراعات تسبب المآسي على مستوى الأفراد والشعوب، وتزرع الكراهية والنفور بين البشر، و أن البديل الأمثل للوقاية منها هو الحوار والتفاهم والتعايش السلمي، واحترام حقوق الآخرين، ومراعاة خصوصياتهم، مع الاستفادة من التنوع الذي يمثله تعدد الديانات والثقافات والحضارات، لبناء مجتمع إنساني متفاعل ومتكامل". واكد المشاركون المنتمون إلى مجالات الفكر والسياسة من العالمين العربي والإسلامي، ومن الغرب، أن تحالف الحضارات المنشود هو الذي يقوم على القيم الإنسانية المشتركة، ومبادئ الحق والعدل، والاحترام المتبادل والملتزم بقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان، والتسامح والمواطنة والديموقراطية، مشددين على أهمية تضافر الجهود من اجل محاربة ظاهرة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، وضرورة التمييز بين الإرهاب وبين الحق في مقاومة العدوان والاحتلال الأجنبي والدفاع عن النفس". وأعربوا عن تمسكهم"بخيار السلام العادل والشامل والدائم في مختلف المناطق ... وتجديد الدعم للقضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني المشروع من اجل إقامة دولته المستقلة على أرضه، وعاصمتها القدس الشريف". من جانبه، أعرب المدير العام ل"إيسيسكو"الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، في تصريح إلى وكالة الأنباء السعودية، عن رضاه بما تم التوصل إليه من نتائج وتوصيات تضمنها إعلان تونس"إذ اتفق جميع المشاركين على القضايا الأساس التي دار حولها النقاش. وهي التي تؤكد الحرص على احترام التنوع الثقافي والخصوصيات الدينية والحضارية والثقافية لشعوب العالم، والحرص على نشر قيم الحوار والتسامح، وصولاً إلى التحالف بين الحضارات ومواجهة دعاة الكراهية والإرهاب والعنف، والمشكلات الكبرى التي تعانى منها البشرية اليوم، من أمية وفقر وأمراض وظلم في كثير من أنحاء العالم". ورأى انها"من أفضل وانجح الندوات التي عقدتها"إيسيسكو"في مسيرتها".