تلبية لدعوة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، وشعورًا بالمسئولية تجاه البشرية في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها العالم. وانطلاقًا من المبادئ الدينية والقيم الإنسانية التي تدعو إلى التعاون لما فيه المصلحة العامة المشتركة لجميع البشر، ومن أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة، ودحض الشبهات الباطلة، وإبراز وجه الحق في القضايا المطروحة على الساحة الدولية مما له علاقة بالعالم الإسلامي، من النواحي كافة واستلهامًا لروح الحضارات الإنسانية المتعاقبة، وبصورة خاصة الحضارة العربية والإسلامية التي قامت على المبادئ والقيم الإسلامية السمحة، وعلى التراث الثقافي التاريخي العربي الذي يعد من مميزاته الإنسانية الرائدة: (حلف الفضول)، باعتباره أول عهد لحماية حقوق الإنسان في العالم ومساهمة في تنوير الرأي العام العالمي بالحقائق، التي لا تقدم له بشكل كامل ودقيق من خلال التغطية الإعلامية غير المتوازنة غير المنصفة في كثير من وسائل الإعلام الغربية. فإن المشاركين في الندوة الدولية حول صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي بين الإنصاف والإجحاف يؤكدون على ما يلي: اعتبار الحملة التي تشنها بعض وسائل الإعلام في الغرب ضد العالم الإسلامي غير منصفة ومشوهة لصورة الإسلام والمسلمين، ومضللة للرأي العام الغربي، وهو ما يتسبب في إثارة الكراهية ضد العالم الإسلامي، ويؤدي إلى تأجيج العنصرية والعداوة بين الشعوب ويفضي إلى زعزعة استقرار المجتمعات وإلى تهديد الأمن والسلام الدوليين. تصحيح صورة العالم الإسلامي في الإعلام الغربي عملٌ من مقتضيات الحوار بين الحضارات والثقافات التي تلتزم به المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، مساهمة منها في مساندة جهود الأممالمتحدة؛ من أجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتعزيز ثقافة السلام القائم على العدل والإنصاف والاحترام المتبادل. الدعوة إلى قيام نظام أخلاقي إعلامي دولي، ينبني على قواعد القانون الدولي، ويلتزم بمقتضيات المواثيق والإعلانات والأوفاق الدولية التي تكفل الحق في الاختلاف، وتدعو إلى الاحترام المتبادل للخصوصيات الثقافية والحضارية للأمم والشعوب، وإلى نبذ العنف والإرهاب والعنصرية، وكل أشكال التمييز العنصري التي تضر بالعلاقات بين شعوب العالم، وتخالف مبادئ الأديان السماوية وميثاق الأممالمتحدة، وذلك في إطار منظمة اليونيسكو وبالتعاون مع الإيسيسكو. إنشاء هيئة إعلامية دولية تضم جهات وشخصيات إعلامية من دول العالم تهتم بقضايا الحوار الحضاري والتعايش السلمي بين شعوب العالم، وتساهم في تقديم الحلول للمشكلات العالمية المعاصرة، وتسهل قيام تعاون وثيق وفعال بين المؤسسات الإعلامية في العالم لتقديم الصور الصحيحة والمعلومات الدقيقة لإحداث التوازن في الرسالة الإعلامية العالمية. التأكيد على مسئولية رجال الفكر والعلم والثقافة والصحافة والإعلام، كل في موقع عمله ومجال اختصاصه، إزاء تصحيح الصورة النمطية المحرفة التي يقدمها الإعلام الغربي عن العالم الإسلامي عقيدة وثقافة وحضارة وشعوبا وحكومات، وهو ما يعد مساهمة منهم جميعا في التخفيف من وطأة التوتر الذي يسود علاقات العالم الإسلامي بالغرب بصورة عامة، نتيجة للموقف غير العادل الذي تتخذه بعض وسائل الإعلام الغربية من الإسلام والمسلمين، متخذة الأعمال الإجرامية التي قامت بها فئة تنتمي إلى العالم الإسلامي ذريعة وسببا في اتخاذ هذا الموقف غير المنصف، متغاضية عن الأعمال الإجرامية التي تقوم بها فئات تنتمي إلى ديانات وحضارات أخرى. دعوة وسائل الإعلام الغربية، التي دأبت على تشويه صورة العالم الإسلامي إلى احترام مبادئ مواثيق الشرف المهنية، وضوابط الرسالة الإعلامية عند تغطيتها لأوضاع العالم الإسلامي فيما تنشره من أخبار ومقالات وتعليقات.