جمعيات ومنظمات، إضافة إلى صحافيين وقنوات فضائية إسلامية، ومواقع إنترنت عدة، تولت حملات الدفاع عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم، ضد"الإساءة الدنماركية"، تدعو لإرسال رسائل احتجاج على نشر الرسوم، وتشرح أسباب تحريم رسم صور للرسول الكريم عموماً، وهذه الحملات الهادئة ربما كانت الأكثر فعالية من تلك التي تخللها الكثير من الصخب والكثير من العنف. هناك أصوات تدعو للتعقل في التعامل مع أزمة رسوم الكاريكاتير، كي لا يطغى العنف على ردود الفعل، وتصبح الهجمات العنيفة على البعثات الديبلوماسية، والتهديدات بالقتل وحرق الأعلام هي السمة السائدة لأفعال المسلمين، في قضية حضارية في الأساس. بعض تلك الأصوات يعتبر أن هذه الرسوم المسيئة للإسلام جديرة بالاستنكار والشجب والرفض، لكنها كانت فرصة للحوار مع دولة كالدنمارك، ودول أوروبية أخرى، بدلاً من إثارة غضب المزيد من الأوروبيين، الذين بادرت بعض صحفهم لإعادة نشر تلك الرسوم، كموقف مواجه لرد فعل إسلامي"مفرط". وكنت قرأت تقريراً من جدة لفايزة صالح أمبه، نشر في صحيفة"الواشنطن بوست"عن الباحث الديني سمير برقة، الذي أعلن موقفه تجاه حادثة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم، وإعلانه أن المسلمين تصرفوا بالغريزة وليس بالعقل، وهو أمر مخالف لتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي يحاولون الدفاع عنه. يستنكر برقة بشدة حرق سفارة الدنمارك في سورية، ويقول:"في بداية الأسبوع طلبت من تلاميذي الشباب استغلال الوضع، وتعليم الغرب مآثر الرسول عليه السلام، لكن بدلاً من الحصول على اعتذار من الغرب، فنحن مطالبون بالاعتذار له عن أفعال بعض الشباب المنفعل". يورد سمير برقة حادثة وقعت في العهد النبوي، عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم جريحاً ينزف دمه، بعد أن رماه بعض الصبية بالحجارة في مدينة الطائف، ويذكر أن الرسول الكريم لم يسع إلى الانتقام منهم، بل رفض الانتقام عندما عرضت عليه الملائكة ذلك، ويعلل برقة ذلك بالقول إنه يجب علينا اتباع هذا الهدي النبوي الكريم، عندما لم يرد على الإهانة بمثلها، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ظل ثابتاً متماسكاً، وربما لن يكون راضياً اليوم عن المنحى الذي اتخذته الأحداث. [email protected]