كيف سيكون المؤشر ليوم غد؟ ما هي حال السوق عند الافتتاح؟ إلى أين نحن نتجه؟ جميعها أسئلة تزدحم لتبحث عن إجابات، يعرف السائلون أن الإجابات لا تسمن ولا تغني من هبوط جديد، أو خسارة لقيمة سوقية بعد يوم كامل من المضاربات والتبريرات التي يحملها المتعاملون في السوق. وعلى رغم أن معظم المحللين توقفوا عن الحديث، وأكدوا في تقاريرهم وتحليلاتهم، أنه لا يوجد سبب حقيقي خلف ما يحدث، إلا أن التفاؤل لا يزال سمة للمتعاملين وعدد من المستثمرين، على رغم النتائج السلبية داخل السوق، والتحركات في اتجاهات غير معروفة. ووفقاً لكبير اقتصاديي البنك الأهلي التجاري الدكتور سعيد الشيخ، فيؤكد أن تقويم السوق وفق تعاملاته الحالية، لا يمكن لأن يستند لأي رؤية اقتصادية، وأن ما يحدث في سوق الأسهم، يستدعي تدخل قوي من هيئة السوق المالية، والتي من شأنها اتخاذ جملة من القرارات والتوصيات، التي ستساعد في النهوض بالسوق من جديد والتعامل معه، قبل أن يصل إلى نسب متدنية، لا يمكن من خلالها التعامل مع تلك المعطيات، والتي أفقدت المؤشر ما يقارب 14 في المئة من قيمته السابقة خلال عشرة أيام فقط. وقال الشيخ أن هناك مرحلة حرجة يمر بها سوق الأوراق، والتصحيح يجب أن يأتي سريعاً، والمستثمرون يركضون من دون سبب حقيقي للخروج من السوق، وتسييل محافظهم الاستثمارية، إضافة إلى ما تحدثه الشائعات من نتائج سلبية على السوق، وعلى المتعاملين بداخله، الذين ينساقون خلفها بشكل غير عقلاني. وألمح الشيخ أن السوق قوي بالشركات المهمة التي بداخله، وبالاقتصاد السعودي الذي يشهد مجموعة من المشاريع الكبيرة والاعتبارية في مختلف المناطق، والتي من شأنها عكس قوة حقيقية للاقتصاد بشكل عام والسوق بشكل خاص، الذي يجب أن يتجاوز محنته بشكل سريع، والعودة إلى معدلات إيجابية تخدم الجميع. ويرى الخبير الاقتصادي والمحلل المالي فيصل السعد، أن قيادة السوق باتت مفقودة، وأن انخفاض مشاركة سابك في السوق وحجمها أثر بشكل كبير في ثقة المتعاملين، إضافة إلى عمليات التسييل المستمرة التي تجري على المحافظ الاستثمارية داخل السوق، والتي أثرت في حجم السيولة والتعاملات اليومية، مبيناً أن ما يحدث لسوق الأوراق المالية، يجب أن يتم من خلاله محاسبة المتسببين والإعلان عنهم، وفقاً للشفافية والتعاملات التي أعلنت عنها هيئة السوق المالية، وما يجب أن يكون حيال المتلاعبين والمتسببين لتلك الانهيارات المستمرة، والتي لم يعد المتعاملين قادرين على مواجهتها. ووصل السوق مع إغلاق التعاملات ليوم أمس إلى مستوى 8,978.69 مغلقاً على ارتفاع طال معظم القطاعات العاملة في السوق، وصلت إلى 185 نقطة في المؤشر العام، الذي دفع بمختلف التعاملات المالية في قطاعي المصارف والصناعة، منتظرين تعاملات إيجابية للسوق خلال تعاملات اليوم عند جرس الإفتتاح.