رسمت سوق الأوراق المالية السعودية أمس، صورة مكررة في عملية التعاطي مع المتعاملين، والنتائج المالية المختلفة والمشتركة لقطاعاتها المتعددة، وأثبتت قطاعات المصارف والصناعات والخدمات، أنها قادرة على التأثير في السوق بالشكل الإيجابي، من خلال مساحات للتداول تشكل النسب الأكبر في السوق. وعلى رغم التخوف العام للمتعاملين داخل السوق ومجمل المتداولين، من نكسات أو انهيارات جديدة، إلا أن المؤشر العام للسوق استطاع الخروج بالشكل الإيجابي، والعودة بالمؤشر العام إلى مستويات مرتفعة، على رغم ابتعادها في شكل كبير عن القيمة السوقية الحقيقية لها، بحسب الاقتصاديين والمحللين العاملين في السوق. ووفقاً لذلك، قال المحلل الاقتصادي الدكتور عبدالوهاب أبوداهش، إن السوق غير مستقرة في الفترة الحالية، وتحتاج إلى العديد من المحفزات المالية، وزيادة الاستثمار من المتداولين، حتى تكون أكثر إيجابية مع المتعاملين، مبيناً أن المسار الإيجابي الذي دخلته السوق أمس، لبى رغبات العديد من المتعاملين، مؤمّلين أن تستمر السوق في الصعود مع تعاملات بداية الأسبوع المقبل، وأن يكون الإغلاق الإيجابي في نهاية الأسبوع محفزاً لمزيد من الاستثمارات والتعاملات الإيجابية لبداية الأسبوع المقبل. من جانبه، بيّن الخبير الاقتصادي فيصل السعد، أنه كان هناك سعي من العديد من العاملين داخل السوق، في مجال الأسواق المالية والقطاع المصرفي، وتفاؤل بأرباح الشركات في الربع الأخير، كما أنه لا يزال هناك العديد من الطلبات تحت الدرس للتحول إلى شركات مساهمة، وأخرى للطرح للاكتتاب العام، ترد إلى هيئة السوق المالية، للترخيص لتلك الشركات، وأن معظم تلك الشركات تنظر للسوق المحلية على أنها إحد أهم وأكبر الأسواق المالية الواعدة في مجال مكاتب الاستشارات المالية، الذي تسعى تلك الشركات من خلاله إلى تقديم خدمات حقيقية داخل السوق، من خلال الرخص التي منحتها هيئة السوق المالية بمختلف أنواعها ترتيب، إدارة، حفظ، تعامل، استشارة، في المجال المالي لمختلف القطاعات، من عملاء اعتباريين وشركات كبرى عاملة في هذا المجال. وقال السعد إنه لا يجب أن تنظر تلك الشركات فقط إلى الأرباح المالية السريعة من خلال السوق، بقدر النظر بشكل استراتيجي أكبر لدورها في عمليات الترتيب لتمويلات مالية استثمارية للشركات المدرجة مع بداية العام الجديد، وأخرى تعمل على إحداث اندماجات داخل السوق لشركات عاملة في قطاعات متشابهة، تحتاج إلى النمو والتوسع في ظل المعطيات الحديثة للسوق، وقوة المنافسة الداخلية والخارجية في مختلف القطاعات. السوق التي أغلقت تعاملاتها أمس على 8400.88، أخرجت العديد من المتعاملين متفائلين بتعاملات وتداولات إيجابية مع بداية الأسبوع المقبل، على أمل زيادة في حجم الاستثمارات داخل السوق.