أكد أستاذ علم الإجرام في جامعة القصيم الدكتور يوسف الرميح، أهمية المكاشفة في معالجة ظاهرة الإرهاب، والتي ما تزال"تراوح في إطار المعالجات الفردية، ولا تنتظم في سياق مؤسسي فاعل، يمكن قياس نتائجه، وتقويم أدائه"- بحسب تعبير الرميح. وأشار إلى وجود مؤشرات على"سعي الإرهابيين لإيجاد نموذج لتجربة طالبان الأفغانية في السعودية". وقال في محاضرة ألقاها أخيراً في نادي ضباط قوى الأمن في الرياض، تحت عنوان"أمن الوطن وخطر الإرهاب":"لم نستفد من تجربة جهيمان التي وقعت في الحرم المكي الشريف، وكانت نتيجة مباشرة لمقدمات من الأفكار المتطرفة التي تطورت حتى وصلت إلى حد الجريمة، إذ تمت معالجتها أمنياً، من دون وجود المعالجة الفكرية التي تستقصي جذور الفكر وتعالج مسبباته". واعتبر بعض المساجد لا تؤدي الدور الفاعل والكافي المطلوب منها، لمقاومة أفكار العنف، مشدداً على أهمية المؤسسات التربوية في معالجة الفكر المتطرف. وأشار إلى قيام مديرة إحدى المدارس بوضع لوحة عليها صور لإرهابيين في المدرسة، وكتبت تحتها"شهداء الإسلام"، في إشارة منه إلى خطورة بعض الممارسات التي يقوم بها التربويون، من دون أن يعمم ذلك. وأوضح الرميح أن الإرهاب في أبسط تعاريفه، هو العمل الإجرامي المقترف عن طريق الرعب أو العنف أو الفزع الشديد بقصد تحقيق هدف معين. وأوضح أن هناك أكثر من 2170 ألف منظمة إرهابية نشطة حول العالم، بحسب تقارير دولية ل"انتربول"، مشيراً إلى أن الجريمة الإرهابية تتميز عن الجريمة التقليدية بعدد من العناصر يأتي من أهمها، التستر والاختفاء، واستخدام العنف المفرط، وتخويف الضحايا، والقدرة على فتح مصادر للتمويل، وتوظيف وسائل إعلامية لمصلحة المنظمات الإرهابية. ونبه الرميح الأسر إلى بعض المؤشرات الخطرة التي يجب عليها أن تأخذها على محمل الجد، لأنها يمكن أن تكون بوابة دخول أبنائهم إلى دائرة الإرهاب، ومن أهمها التطرف في التفكير والسلوك، والقابلية لذلك، وحمل السلاح، والهروب من المنزل، والرغبة في الهجرة من الوطن. وأشار إلى أن من ضمن هذه المؤشرات ظهور أصدقاء جدد غرباء عن الأسرة، ولا يرغب الشاب في أن يتعرف عليهم أحد، والحديث عن كفر المجتمع، وإحضار كتب ومنشورات تدعو للهجرة، والتكفير، والخروج للقتال.