أرجع الأستاذ الدكتور يوسف أحمد الرميح أستاذ علم الجريمة في جامعة القصيم ظاهرة الإرهاب إلى العديد من المؤسسات الفاعلة في المجتمع ، وقال بأن المجتمع هو السبب الرئيس في انتشار مفاهيم التطرف والضلال ، وذكر الرميح في المحاضرة التي نظمها نادي القصيم الأدبي ببريدة مساء الاثنين 4/2/1430ه أن جماعات العنف تتلقى تمويلاً كبيراً من دول أجنبية لم يسمها بقصد زعزعة أمن المملكة وترابطه . وافتتح الدكتور الرميح محاضرته بآيات كريمة وأحاديث شريفة تظهر أهمية الجانب الأمني على الاستقرار المعيشي لدى المجتمعات ومبرزاً مدى تعلق الإنسان بوطنه وولائه لترابه ، وأشار إلى أن الجريمة قد تطورت مع ظهور ظاهرة الإرهاب من الجريمة التقليدية إلى الجريمة المنظمة والأفكار الإستراتجية التدميرية البعيدة والتي تخدم قوى مختلفة وتساءل عن الدوافع التي تجعل الإنسان الشاب يضحي بنفسه من خلال تفجير جسده، وأرجع إلى أن مفهوم الوطنية عند الإرهابيين هو احد المداخل التي يحاولون تبريرها واعتباره ذريعة للقيام بعنفهم المسلح، وذكر أن نهج التكفير لدى المتطرفين هو احد المرتكزات التي ينطلقون من خلالها لتبرير ممارساتهم ولتسهيل مهمتهم وبين أن للخارج دور كبير في نشر منهج التكفير من خلال الشباب الذين عادوا من أفغانستان وبعض الدول التي حدثت فيها حروب ونزاعات حيث عاد الكثير من الشباب لوطنهم وهم يحملون فكر التفكير ليصبحوا بؤرا إرهابية، وحمل الرميح بعض الأسر المسؤولية الكبيرة في سكوتها عن انحرافات أبنائها وعدم قيامهم بأدوارهم بمكافحة الفكر الإرهابي وبين أنها تخلو من الولاء لعدم تفاعلها مع الأمن والقيام بالتبليغ عن أبنائهم الذين يحملون هذا الفكر أو ملامحه ، واستهجن تبرير بعض فئات المجتمع لبعض الأفكار الضالة لوصفهم إياهم بالمجاهدين ، وأكد أن الإرهابي يرسل رسائل من خلال قتله للأبرياء بأنه موجود وهو لايهمه من يقتل بقدر ماتهمه الغاية التي يريدها ، ولم يغفل المحاضر دور الفكر الإرهابي وفعاليته وانتقد تدني وعدم بروز الفكر السليم الذي يستطيع أن يقابل ويجهض مثل هذه الأفكار وصفاً إياها بالخجولة وكان للمداخلات نصيب من المحاضرة حين تداخل الدكتور أحمد الطامي رئيس نادي القصيم الأدبي ووصف الإرهاب بالوباء الرئيس لهذا العصر الذي نعيشه، وبين أن الأفكار التي خرجت كانت مدوّية بالرغم من أننا لمسناها عن قريب ، وتألم الدكتور الطامي كثيراً حين بين أن أكثر أرباب الإرهاب من المسلمين وتبينهم واستخدامهم التكفير، وشدد على مسؤولية الأسرة في انحراف بعض الشباب كما أشار إلى خطورة فئة شاذة في مجال التعليم ممن يتعاطفون أو يتبنون مثل هذه الأفكار، وحذر من غياب الرقابة على الاستراحات والمزارع التي تستخدم أحيانا كمكان للترويج والإعداد ، وفي مداخلة للدكتور فهد النافع أشار إلى ضرورة أن يصبح الوطن آمناً ليس لأهله فحسب بل لأن استقراره هو انعكاس لاستقرار الكثير من المجتمعات الإسلامية التي تربطها في المملكة العربية السعودية الكثير من الروابط التي لايمكن أن تفنك عنهم، واعتبر النافع منهج التربية الوطنية قاصراً في أداء دوره الثقافي والوطني ، وأكد الأستاذ منصور الجفن على أن مشكلة الإرهاب هي مشكلة فكرية أولاً لأنه داخل من خلاله وهو الأساس والمرتكز في عملية الترويج والإقناع ودعا إلى مقارعة الفكر بالفكر وتنميته ، واُختتم المحاضرة بمداخلات أخرى اتفقت على أن المشكلة كبيرة ولابد من مجابهتها بمختلف الوسائل والإمكانيات وتكثيف الجهود ونشر الوعي عند كافة فئات المجتمع والقيام ببرامج مكثفة في عملية الإصلاح وحماية الشباب من وصول الأفكار المتطرفة لعقولهم .