أكد أستاذ علم الجريمة في جامعة القصيم الدكتور يوسف أحمد الرميح أثناء القاءه محاضرة بنادي القصيم الأدبي ببريدة أن جماعات العنف تتلقى تمويلاً كبيراً من دول أجنبية تهدف إلى زعزعة أمن المملكة وترابطها. وأشار الرميح إلى أن الجريمة تطورت مع ظهور ظاهرة الإرهاب من الجريمة التقليدية إلى الجريمة المنظمة والأفكار الإستراتجية التدميرية البعيدة والتي تخدم قوى مختلفة وتساءل عن الدوافع التي تجعل الإنسان الشاب يضحي بنفسه من خلال تفجير جسده. وبين الرميح أن مفهوم الوطنية عند الإرهابيين هو أحد المداخل التي يحاولون تبريرها واعتباره ذريعة للقيام بعنفهم المسلح، وذكر أن نهج التكفير لدى المتطرفين هو احد المرتكزات التي ينطلقون من خلالها لتبرير ممارساتهم ولتسهيل مهمتهم . وأضاف أن للخارج دور كبير في نشر منهج التكفير من خلال الشباب الذين عادوا من أفغانستان وبعض الدول التي حدثت فيها حروب ونزاعات حيث عاد الكثير من الشباب لوطنهم وهم يحملون فكر ا"لتفكير" ليصبحوا بؤرا إرهابية. وحمل الرميح بعض الأسر المسؤولية الكبيرة في سكوته عن انحرافات أبنائها وعدم قيامهم بأدوارهم بمكافحة الفكر الإرهابي ، وبين أنها تخلو من الولاء لعدم تفاعلها مع الأمن والقيام بالتبليغ عن أبنائهم الذين يحملون هذا الفكر أو ملامحه ، واستهجن تبرير بعض فئات المجتمع لبعض الأفكار الضالة لوصفهم إياهم بالمجاهدين ، وأكد أن الإرهابي يرسل رسائل من خلال قتله للأبرياء بأنه موجود وهو لايهمه من يقتل بقدر ماتهمه الغاية التي يريدها. ولم يغفل الرميح دور الفكر الإرهابي وفعاليته وانتقد تدني وعدم بروز الفكر السليم الذي يستطيع أن يقابل ويجهض مثل هذه الأفكار واصفاً إياها بالخجولة . ورأي الرميح أن لبعض المدرسين دور في أدلجة الطلاب وإقناعهم بالأفكار الضالة، وبرغم قلتهم إلا أن وجودهم مؤثرا باعتبارهم في مركز قادر على الإقناع والتأثير. وأشار الى عدم قيام المسجد بأدواره مشيراً إلى أن المُصلي لايتلقى جرعات وافية عن أهمية الوطن وحبه واعتباره نقطة مركزية في الحياة ، مضيفاً أن المسجد كان مقصراً في إشاعة محبة الوطن وتعظيمه باعتباره أحد مصادر التلقي والتأثير عند مجتمعات المسلمين . واستهجن وضع محلات (الإنترنت) وعدم الرقابة عليها من قبل أصحابها مما دعا بعض دعاة الإرهاب إلى اللجوء إلهيا ونشر الأفكار الضالة من خلالها .