أقفلت سوق الأوراق المالية السعودية معاملاتها بارتفاع 375 نقطة عند 8400 نقطة، منهية أسبوعاً سيئاً، أدى إلى خسارة كبيرة في الأسهم ووصوله إلى مستويات متدنية أعادت السوق نحو سنتين إلى الوراء. واختلفت آراء المحللين بشأن توقعاتهم لأداء السوق خلال الأسبوع المقبل، ويرى البعض أن حالة الحذر وتذبذب الأسعار سيبقيان مسيطرين على التعاملات حتى ظهور صناع سوق حقيقيين، في حين يرى آخرون أن الأداء سيكون أفضل بعد ان استطاع أن يخلق نقطة مقاومة عند 8 آلاف نقطة. ويجمع المحللون على أن أداء السوق في الفترة الماضية يحتاج إلى كثير من التأمل للاستفادة من هذه التجربة المريرة لمستقبل السوق، متفائلين بأن تكون نهاية العام في العادة تشهد انتعاشاً في الأداء، وذلك نظراً لإقفال الشركات حسابات العام وتوزيع الأرباح على المساهمين. وأشاروا إلى أن فرص السوق في الارتفاع ستكون أفضل في كل الأحوال من المسجل منذ نهاية الربع الأول، وحتى الآن على صعيد أسعار الأسهم. ونوهوا إلى أن ما جرى من انخفاض كبير للأسعار لا يعكس بأي حال الوضع الاقتصادي المتميز للاقتصاد الوطني ولا النتائج الإيجابية التي حققتها الشركات خلال الفترة الماضية، خصوصاً مع انخفاض مكررات الربح لأكثر الشركات إلى أرقام مشجعة للغاية. من جهته أشار المحلل المالي أحمد العبدالله الى أن كثرة مطالب المستثمرين في الفترة الأخيرة هي"رد فعل طبيعي ومنطقي لما تعرضت له السوق من تدهور وانهيار تسبب في إلحاق خسائر مادية كبيرة بصغار المستثمرين"، وأشار إلى أن استقرار السوق بالصورة المطلوبة، هو أمر يحتاج إلى المزيد من الوقت، وأضاف أن المؤمل أن تكون الفترة التي تعقب إعلان نتائج ربع السنة الثالث سترفع معنويات المستثمرين، ويؤدي إلى ثبات في عمليات التداول حتى بقية العام. وذكر أن الارتفاع والانخفاض اللذين لازم السوق قبل انهيار الأسعار لم يكونا واقعيين على الإطلاق ولا يعكسان البتة حقيقة وواقع المراكز المالية لتلك الشركات، وهي المشكلة التي كثر الحديث عنها أثناء فترة الانهيار الأولى مع نهاية الربع الأول، وتسببت في تضخم السوق، ربح فيها مجموعة من المستثمرين على حساب شريحة كبيرة من صغار المستثمرين، ما يظهر أهمية وجود الحزم في الجهة الإشرافية والرقابية للسوق وتطبيق ضوابط نظامية صارمة لضمان عدم تكرار حالات التدهور والانهيار التي شهدتها السوق خلال الشهور الماضية. وأضاف أن من دلالات المهمة التي يجب أن يهتم بها المستثمرون، وهي مؤشر على سير السوق نحو التحسن، محافظتها"موقتا"على حاجز نفسي ورغبة المستثمرين في دفع المؤشر بالاتجاه الصعودي، على رغم المخاوف من حال التذبذب التي اتسمت بها التداولات. وقال استطاع المؤشر أمس أن يغلق على ارتفاع، وهو مستوى مقبول لحركته بعد الانهيار، وهو أيضاً مؤشر إيجابي على رغم ما تشهده السوق من عمليات مضاربة قوية لجني الأرباح على أسهم شركات منتقاة. وفي هذا الإطار توقع أن تحافظ السوق خلال الأسابيع القليلة المقبلة على اتجاهها الحالي بين عمليات شراء وعمليات بيع سريعة لجني الأرباح. وأشار أنه من الصعب التركيز على أسهم محددة لكن شركات المضاربة ستبقى نشطة خصوصاً في قطاعي الخدمات والزراعة فيما ينتظر أن تتواصل المضاربات القوية على سهمي"الكهرباء"و"المواشي المكيرش".