للعام الرابع على التوالي، يستفيد المعتمرون والزوار من مياه مصنع زمزم الذي أنشأه مكتب الزمازمة الموحد في مدينة مكةالمكرمة، مصنعاً لتعقيم وتعبئة وتغليف ماء زمزم في عبوات اسطوانية بلاستكية خاصة سعة 20 لتراً. ويقول رئيس مجلس إدارة مكتب الزمازمة المهندس عبدالله عبدالستار الدويري:"إن عملية التعبئة آلياً مكنت من وصول ماء زمزم إلى المعتمرين والزوار في عبوات مغلفة توضع على برادات إليه في مقر سكن الحجاج في مكةالمكرمة، ما مكن من الاستغناء عن تعبئة الغالونات البلاستيكية بماء زمزم يدوياً". وأضاف الدويرى أن ماء زمزم يمر بمراحل عدة قبل عملية التعبئة حيث توجد أجهزه خاصة يتم تمرير ماء زمزم بواسطتها من طريق فلاتر لامتصاص الشوائب وتصفيته وتعقيمه وهي فلاتر رملية وأخرى كربونية، وأخيراً تمرير ماء زمزم بواسطة جهاز الأشعة فوق البنفسجية وتعد المرحلة الأخيرة قبل عملية التعبئة. وأوضح أن العبوات الفارغة يتم غسلها آلياً من الداخل والخارج من طريق أربعة مراحل تشمل الغسيل بالماء الساخن ثم بالمواد الكيماوية، إضافة إلى التعقيم بالبخار، وأخيراً يتم شطف العبوات لتصبح جاهزة للتعبئة. وبحسب تقرير مكتب الزمازمة، يوجد في المصنع مختبر يتم فيه أخذ عينات عشوائية من جميع مراحل التعبئة وبعد خط تعبئة العبوات بهدف التأكد من صحة ماء زمزم قبل توزيعه، على مساكن الحجاج بطريقة عصرية وآلية حديثة ومضمونة ويكتب على كل عبوة اسم وشعار المكتب وتاريخ التعبئة. وتحرص الحكومة السعودية على جعل ماء زمزم في متناول جميع المعتمرين والزوار بطريقة سهلة فتم وضع مجمعات مياه زمزم المبردة في عدد من المواقع داخل المسجد الحرام وخارجه من خلال مجمعات مياه زمزم المنتشرة في أنحاء الحرم كافة التي يزيد عدد الصنابير بها عن 733 صنبوراً، بالإضافة إلى البرادات الموزعة في أرجاء الحرم كافة، والتي يزيد عددها خلال شهر رمضان عن عشرة آلاف برادة يتم تعبئتها بصفة مستمرة بمياه زمزم التي يتم تبريدها بالثلج المصنوع من مياه زمزم. ويتم توزيع مياه زمزم من طريق منطقة البئر الرئيسة التي تعرف باسم زمزم الأم، فيما يتم توفير مياه زمزم المبردة من محطة لتبريد مياه زمزم بأحدث وسائل التبريد، بالإضافة إلى تكييف منطقة البئر الأم بالهواء البارد حيث يتم نقل مياه زمزم من البئر الأم بواسطة مضخات إلى محطة التبريد عبر أنابيب من الصلب المصنوعة خصيصاً ضد الصدأ، والتي تمر داخل نفق تم إنشاؤه تحت الأرض من موقع البئر داخل الحرم حتى موقع المحطة في المروة، حيث ينتقل ماء زمزم خلال هذه الأنابيب إلى خزانات ومن ثم تعود المياه بواسطة مضخات الضغط بعد تبريدها إلى أماكن التوزيع والمجمعات المخصصة لها في جميع أروقة الحرم، وإلى مجمع البئر الأم حتى يتمكن الحجاج من الحصول على الماء مبرداً آلياً وبأحدث الأجهزة المتطورة. يشار إلى أن سقيا زمزم مرت بأساليب ومراحل متعددة على مدى التاريخ، ففي العهد العباسي كانت السقيا تتم من طريق نضح الماء من البئر ووضعه في أحواض ثم تطورت الطريقة، وتم وضع الماء في خزانات مكشوفة ذات صنابير يصب منها في أواني الشرب ويقوم الزمازمة بتوزيع المياه في أروقة المسجد الحرام وخارجه باستخدام القرب ثم الدوارق الفخارية.