لم يجد 14 طبيباً يعملون في مجمع الرياض الطبي، بداً من اللجوء إلى وزارة الصحة، لحمايتهم من تسلط رئيس اللجنة المحلية للإشراف على التدريب في الطب الباطني في المنطقة الوسطى تحتفظ"الحياة"باسمه، إذ يتهمونه بوضع عراقيل بغرض حرمانهم من الحصول على الزمالة السعودية للطب الباطني ستة أعوام متتالية. وأجمع عدد من الأطباء على أن رئيس اللجنة يستخدم"أساليب نفسية محبطة"، منها توجيه إنذارات إليهم، ووصفهم بأنهم غير مؤهلين ولا يستحقون النجاح. وأشاروا إلى أن هذه الممارسات ستتسبب في تسرب عدد من الأطباء السعوديين من وزارة الصحة إلى قطاعات أخرى. وأوضح رئيس الأطباء المتدربين في قسم الباطنية الطبيب سريحان الشمري، أن قرارات رئيس اللجنة المحلية للإشراف على التدريب في الطب الباطني في المنطقة الوسطى، تسببت في إعادة عدد منهم برنامجه التدريبي لسنة أو لستة أشهر، لأسباب واهية وغير مقنعة ومفتعلة، على حد وصفه. وأكد أن نتائج زملائه في برامجهم التدريبية تحظى بإشادة القائمين على التدريب. وقال:"إن رئيس اللجنة المحلية استصدر قراراً مجحفاً من المجلس العلمي في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ليتم تأخيري بإعادة فترة تدريبي لستة أشهر أخرى من دون مبرر وإنذار بالفصل بعد إنهاء التدريب، على رغم حصولي على نتائج مميزة بشهادة المسؤولين عن البرنامج في مجمع الرياض الطبي". وأضاف:"قرار رئيس اللجنة بني على حجج واهية كرفضي الالتحاق بالدورة الخارجية في المستشفى العسكري، واختلاق المشكلات معهم في دورة مخ وأعصاب، وهذا غير صحيح إذ اجتزتها بنسبة 96 في المئة، وتلقيت طلباً من إدارة المستشفى العسكري بالانضمام إليهم في أي وقت، نظراً لجهدي وتعاوني مع الجميع هناك". وتابع:"اتهمني بالانسحاب من دورة خارجية في مستشفى الملك خالد الجامعي، والتي لم أوجه أو أتدرب فيها أصلاً"، مشيراً إلى أن سلوكيات رئيس اللجنة تأتي على خلفية الانتقادات التي وجهت له في اجتماع الوزارة العام الماضي، وتم بناء عليها تغيير إدارة الشؤون الأكاديمية للمشرف السابق صديقه وزميل دراسته، بحسب قول الشمري. وقال:"سأكتفي بأداء الامتحان النهائي للزمالة البريطانية بدلاً من الزمالة السعودية، لأن رئيس اللجنة وضع عراقيل لحرماني منها". وأبدى الطبيب عبدالله المرزوقي اختصاصي باطنية، استياءه من رئيس اللجنة وممارساته"التي تسببت في عرقلة ترقيتي سنة كاملة بعد أن اجتزت امتحان الترقية"، وقال:"يتدخل بشكل سافر في التقويم الدوري لقسم الباطنية، ويتعمد تأخيرنا من دون مبررات مقنعة". بدوره، أشار اختصاصي الباطنية الطبيب مبارك الشمري، إلى أن رئيس اللجنة"يؤدي واجبه بشكل عكسي"، لافتاً إلى أنه عندما احتاج دعمه أمام المجلس العلمي لاجتياز الامتحان النهائي، أعطى اللجنة المحلية والمجلس العلمي انطباعاً سيئاً وقرر في النهاية إعادتي بينما اجتاز أطباء من قطاعات أخرى الامتحان. ويقول الدكتور خالد الدهمشي:"على رغم اجتهادي في الدورات التدريبية، فانه أعطاني تقويماً لا يتناسب مع الجهد الذي قمت به، لأنني خرجت من المستشفى بإذن الاستشاري الموجود معنا". ويضيف:"إحدى زميلاتنا وهي طبيبة مقيمة في قسم الباطنية، تعرضت للظلم والإجحاف من رئيس اللجنة المحلية، عندما توفي والدها في السنة الأولى من التدريب وتقدمت في ظل هذا الظرف الاستثنائي بطلب اعتذار عن تلك السنة ولم ينظر له وعندما أصبحت في المستوى الثاني لم تعط فرصة ثانية لدخول امتحان الزمالة الأول، بسبب احتساب السنة الأولى رسوباً ولم يقبل طلب الاستثناء الذي تقدمت به وتم فصلها ظلماً". وقال الدكتور عبدالله بن سفر الغامدي:"إن رئيس اللجنة قام بتهديدنا كمجموعة، ما دفعني إلى كتابة شكوى إلى الهيئة، لكنني فوجئت به عضواً في لجنة التحقيق في الشكوى، وبعد شهر كان ضمن لجنة اختبار في لجنة الدمام، ما دفعني إلى الانتقال إلى لجنة الخبر، وفوجئت به أيضاً ضمن الممتحنين، وترتب عليه رسوبي، وبالتالي اكتفيت بأخذ الزمالة العربية والزمالة الأردنية من أول محاوله تاركاً الزمالة السعودية". وقال إن هناك زملاء آخرين تسبب هذا المسؤول في تركهم الزمالة السعودية بسبب ممارساته، منهم الدكتور عبدالرحمن المغيري الذي حصل على الزمالة البريطانية، ويعمل الآن كاختصاصي قلب في مدينة الملك فهد الطبية.