هددت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية مستشفى الملك فهد العام في محافظة جدة بسحب برنامج الزمالة التدريبي التابع لبرنامج شهادة الاختصاص السعودية في الطب الباطني. وأكدت الهيئة في خطاب وجّهه أمينها العام المساعد الدكتور سليمان بن عمران العمران إلى مدير المستشفى، أنها اتخذت إجراء تطبيق المرحلة الأولى من مراحل سحب الاعتراف وهو توجيه إنذار بتجميد الاعتراف لعدم استيفاء عدد من المتطلبات أبرزها التدخلات في صلب البرنامج وعدم التدرج في العقوبات على المتدربين حسب ما نصت عليه اللائحة. وأمهلت الهيئة المستشفى 6 أشهر من تاريخه لاستكمال النواقص والملاحظات التي رصدتها اللجنة المختصة والتي زارت المستشفى لمتابعة سير البرنامج التدريبي. وجاء هذا الخطاب في ضوء زيارة اللجنة بعد أن رفع أكثر من تسعة أطباء ملتحقين بالبرنامج تظلمات من قرارات تعسفية صدرت بحقهم من كل من رئيس قسم الباطنية والمدير الطبي ومدير الابتعاث، وتضمنت نقل طبيبين وإنذار آخرين بحجة تغيبهم عن العمل رغم أن تكليفهم تم دون موافقتهم، كما اشتكوا من سلبية موقف المشرف على البرنامج. من جانبه قال مدير مستشفى الملك فهد العام بجدة الحالي الدكتور سالم باسلامة: إنه يعمل على تصحيح الأوضاع التي كانت موجودة في عهد المدير السابق، وأكد عدم وجود أي قرارات نقل حاليا لأطباء في البرنامج. أبدوا تخوفهم وقلقهم من أن يصلهم الدور. ويشكو 9 أطباء سعوديين من ذوي الخلق الحسن والمتفوقين علميا بشهادة أساتذتهم، من أجواء التدريب في ال 4 مراكز الذي يلتحقون به لإكمال برنامج الزمالة الباطنية بمستشفى الملك فهد بجدة للحصول على لقب « أخصائي «، وقالوا: إن المشكلة لم تكن فقط مجرد تدخلات من قبل رئيس قسم الباطنية والمدير الطبي ومدير الابتعاث والتدريب بالمستشفى، وإنما وصلت إلى تجاوز النظام تحديا أو جهلا من خلال استدعائهم والتحقيق معهم وإنذارهم وتكليفهم بالعمل في إجازاتهم دون أخذ موافقتهم، بل وإصدار قرارات خاطئة ليس لها أي مبررات أو مسوغات قانونية تصل إلى حد النقل، وهو ما حدث للطبيبين نايف البلوي وتركي الشيباني اللذين نقلا إلى مستشفيين آخرين رغم حصولهما على شهادات وإشادات من أساتذتهم الاستشاريين الذين أشرفوا على تدريبهم في البرنامج. استقالة مشرفين ومشرفات وكان عدد من المشرفين والمشرفات على برنامج الزمالة الباطنية قد قدموا استقالاتهم معبرين عن استيائهم من الأوضاع والتدخلات التي ليس لها مبرر في اختصاصاتهم والوقوف في وجه مسيرة الأطباء الذين يتدربون تحت إشرافهم. تطورات متناقضة وحدثت تطورات متناقضة بين هيئة التخصصات الصحية ممثلة في رئيس اللجنة المحلية للإشراف على التدريب ببرنامج الطب الباطني بالمنطقة الغربية ومشرف التدريب على البرنامج الحالي، وبين بعض قيادات المستشفى كرئيس قسم الباطنية الحالي والمدير الطبي ومدير الابتعاث الذين قال عنهم الأطباء المقيمون إنهم يتحيزون لهم ويرون أنهم على حق في كل تدخلاتهم وقراراتهم مع العلم من أن أنظمة الهيئة ووفقا لما جاء في خطاب الإنذار من قبل الأمين العام المساعد د. سليمان العمران ورئيس اللجنة المحلية للزمالة بالمنطقة الغربية د. عمر العمودي ترفض أي تدخلات إلا من خلال مشرف التدريب على البرنامج. نقل قبل الامتحان ب 12 يوما وقد تحدث ل «المدينة» الطبيب المقيم نواف البلوي الملتحق ببرنامج الزمالة السعودية للطب الباطني في المستوى التدريبي الرابع بمستشفى الملك فهد العام بجدة وملاكه بمستشفى حكومي آخر، عن معاناته في ظل هذا الواقع، قائلا : «بدأت مشكلتي برفع شكوى ضدي عندما كنت أتدرب في قسم العناية المركزة بالمستشفى، مفادها أنني انقطعت عن التدريب لمدة 3 أسابيع، ولم يكن هناك أي إثبات أو دليل على تغيبي، بل لدي ما يثبت حضوري، وشكل مدير التدريب والتثقيف لجنة دون الأخذ برأي مشرفة التدريب وتم فرض عقوبات هي من اختصاص الهيئة، ثم أصدر رئيس القسم الذي حضر الاجتماع بدلا من مشرفة التدريب، قرارا بنقلي إلى مركز آخر، وكان القرار قبل الامتحان ب 12 يوما، ثم رفع دعوى بأنني تغيبت عن التكليف في إجازة عيد الفطر، رغم أنه لم يتم أخذ موافقتنا أو توقيعنا، ثم أصدر قرارا بنقلي في نفس اليوم (23/10/1432ه) الذي حضرت فيه اللجنة للتحقيق في موضوع التكليف، دون أي توضيح لأسباب النقل، إضافة إلى إنذار عن تغيبي في فترة التكليف. يواصل نواف: من هنا بدأت مشكلتنا وهي التدخلات غير المبررة وغير النظامية التي لا نعرف لها أي مسوغ قانوني، وكذلك التحقيقات وإنذارات الغياب التي أثرت على نفسياتنا عمليا وعلميا، من قبل رئيس القسم الذي تسلم مهامه منذ عام ونصف العام، ويتكرر الاستدعاء من قبل رئيس الباطنية ومن المدير الطبي مع العلم بأن ذلك من إختصاص مشرف التدريب، كما تم اتخاذ قرارات بالحرمان من الاختبار وإعادة السنة التدريبية، واتهامي بالتغيب لمدة ثلاثة أسابيع رغم حضوري المنتظم في قسم العناية المركزة، كل تلك المشاكل وغيرها الكثير كانت وراء خطاب الأمين العام المساعد لهيئة التخصصات الصحية والذي تضمن وجيه إنذار إلى إدارة المستشفى والتلويح لها بتجميد الاعتراف ببرنامج الزمالة في حال لم يتم تصحيح الوضع، بعدها بدت الشكوك تراود رئيس الباطنية بأننا (الأطباء ال 9) وراء هذا الإنذار، فأصدر قرارا بتاريخ 5/8/1432ه بنقلي، على أن أعود إلى مرجعي الوظيفي قبل الاختبار السنوي بعشرة أيام، حيث كنت في المرحلة النهائية من السنة التدريبية للبرنامج. لجنة للنظر في القضية ويستطرد: شكوت إلى رئيس المجلس العلمي بالهيئة الدكتور يوسف الصالح وقلت له إنني ليس لدي لفت نظر أو أية مشاكل، وسألته عن المسوغ القانوني لنقلي وواجهته بالأسباب فاقتنع بكلامي ووجه بتشكيل لجنة للنظر في قضيتي، وجاءت اللجنة واجتمعت بدون وجود مشرف التدريب، واستمعت للإدارة أكثر من 4 ساعات بينما لم تكلف نفسها بقضاء 10 دقائق معنا، ووجه اتهام لنا إتهام بالتغييب عن التكليف في إجازة عيد الفطر، وطلبنا من اللجنة أن تسأل الاستشاريين عنا، ورغم كل ذلك أصدرت قرارها في تاريخ 23/ 10/1432ه بنقلي من المستشفى اعتبارا من تاريخ 3/11/1432ه ، وهذا القرار صدر في ذات اليوم الذي ناقشت فيه موضوعي، مع العلم بأنه لم يبق على نهاية برنامج الزمالة سوى 9 أشهر، كما أننا لدينا شهادات تزكية من قبل أكثر من 18 استشاريا واستشارية يشهدوا بمستوانا العلمي والأخلاقي وحسن التعامل مع رؤسائنا. «تصفية حسابات» أما الطبيب تركي بن بدر الشيباني والذي يتدرب في المستوى الثالث بالزمالة السعودية لبرنامج الباطنية وهو طبيب مقيم على ملاك مستشفى الملك فهد العام بجدة، فلا يختلف حاله عن سابقه، حيث يعيش في دوامة وصفها بأنها «تصفية حسابات» بينهم وبين رئيس قسم الباطنية والمدير الطبي بالمستشفى - على حد قوله-. وقد تحدث ل «المدينة» قائلا: عملت بمركز الكلى التابع للمستشفى وكان تقييمي السنوي 100%، ثم انتقلت إلى قسم الباطنية للالتحاق ببرنامج الزمالة الباطنية، كان آنذاك رئيس القسم هو الدكتور عبدالله الغامدي والذي نحسبه مثالا للعدل والإنصاف، وكان تقييمي السنوي آنذاك 97% بامتياز، وكنت حاصل على أعلى درجة بين الأطباء الملتحقين بالبرنامج العام الماضي، إلا أن مشكلتي مع رئيس القسم الذي يعتبر حجر عثرة بالنسبة لي ولغيري من الأطباء، حيث طلب من مدير المستشفى طي قيدي بدون أي سبب سوى أنه طلب مني ذات مرة أن أستجيب لاستدعاء المدير الطبي لمباشرة حالة ليس لي علاقة بها، وقال لي: « إنك تضع رأسك أمام المدير الطبي، وكان ذلك أمام عدد من الأطباء « ، بعدها رفعت خطاب تظلم لأمين عام الهيئة السعودية للتخصصات الصحية موضحا له التجاوزات والأخطاء التي يقوم بها رئيس القسم ضدي، ثم فوجئت بعد أسبوع من رئيس اللجنة المحلي للإشراف على الزمالة الباطنية بالمنطقة الغربية بخطاب نقلي بدون سبب واضح سوى أنه قال لي: « إن مستواك ممتاز ولكن أريد نقلك لتتدرب في أجواء ملائمة، مع العلم بأنني أعمل في المستشفى منذ 4 سنوات وملتحق بالبرنامج منذ ثلاث سنوات، وملاكي على المستشفى، إلا أنه تم نقلي من بين 27 طبيبا مقيما متدربا، وذلك بسبب خلافي مع رئيس القسم، علما بأن رئيس اللجنة المحلية السابق كان قد أنذر المستشفى بهذا الشأن، وأنا من جانبي رفضت النقل بهذه الطريقة التي أساءت لسمعتي وأثارت الشكوك حولي لأنني لم أخلّ بالأمانة أو الشرف، ويفترض قبل أن يتخذوا قرارا بنقلي أن يلفتوا نظري ثم ينذروني وهكذا يتدرجوا في العقوبة، وليس من أول قرار. ويمضي الشيباني في سرد تفاصيل قضيته: إن كانت وجهة النظر من قبلهم في نقلي من أجل إيجاد بيئة ملائمة، فهذا يعني أن المستشفى لا تتوفر فيه البيئة الملائمة، وإذا كان الأمر كذلك ونحن 27 طبيبا متدربا، فلماذا يبقى الزملاء الآخرون لتستمر معاناتهم في هذه البيئة ؟!. قرارات تعسفية وينتقل الحديث إلى الطبيب مصلح العتيبي أحد الأطباء الملتحقين ببرنامج زمالة الباطنية بالمستشفى: «هناك خمسة مشرفين تدريب على البرنامج قدموا استقالاتهم بسبب المشاكل والضغوط وسوء الإدارة من قسم الباطنية وإدارة التدريب بالمستشفى، حيث يتم إصدار قرارات تعسفية، كحرمان الطبيب من الامتحان وإعادة سنة تدريبية كاملة مع العلم بأن هذه القرارات يجب أن تصدر من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وليس من أي جهة غيرها، فالمشاكل كثرت في البرنامج، ولم يعد الإقبال عليه مثلما كان من قبل، وبالتالي تسببت تلك المشاكل في عدم اجتياز ستة أطباء لامتحان هذا العام، وهذا يحدث للمرة الأولى، كما نعاني من كثرة التدخلات والاستدعاء من رئيس القسم، فعلى سبيل المثال تم استدعائي لدى رئيس القسم. إعتراض رغم موافقة الهيئة من جانبها أبدت إحدى الطبيبات اللاتي تقدمن للالتحاق ببرنامج زمالة الباطنية « تحتفظ الصحيفة باسمها « استياءها من المضايقات التي واجهتها في المركز وخاصة من رئيس قسم الباطنية الذي مانع في إستمرار حضورها رغم حصولها على موافقة للالتحاق بالبرنامج من قبل هيئة التخصصات الصحية. وتروي لنا الطبيبة معاناتها قائلة : «سئمت من تلك المضايقات فأنا التحقت بالبرنامج من بدايته، إلا أن ظروفا قاهرة حالت دون إكمالي له، ثم تحسنت ظروفي وكنت أطمح في أن أكمل تعليمي لأكون طبيبة أخصائية أخدم وطني وأسدّ الحاجة إلى هذا التخصص، إلا أنني لم أتمكن من ذلك رغم موافقة الهيئة، والسبب أن رئيس قسم الباطنية لا يرغب في وجودي وإكمالي البرنامج، حيث طلب مني العودة إلى ملاكي، لذا نريد من المسؤولين أن ينظروا في معاناتنا بعين العدل والإنصاف، فيفترض في إدارة المستشفى أن توفر لنا المناخ التدريبي السليم وأن تساندنا وتخدمنا من أجل ذلك، وأن لا تأخذ موقف الند ضدنا «. الأجواء لم تعد صالحة أما الطبيب فالح الشهراني الذي التحق بالبرنامج وهو على ملاك صحة محافظة بيشة، فيقول: « كنت آمل أن يكون الجو علميًا يساعد على تطوير الذات لاسيما في مستشفى الملك فهد الذي كان يحظى بسمعة جيدة باعتباره رائدا في هذا المجال بحكم كثرة حجم الحالات التي ترد إليه، فكانت السنة الأولى من البرنامج تمضي على ما يرام ثم أخذ الحال يتدهور عندما بدأت إدارات التدريب والابتعاث ممثلة في مديرها والمدير الطبي باستدعاء بعضنا من قبل إدارة المتابعة بناء على ما تم رفعه من قبلهما ورئيس قسم الباطنية، ثم فوجئنا بإنذارات عن ما يدعوه بأننا تغيبنا عن التكليف رغم أننا قدمنا اعتذاراتنا ولم يتم التحقيق معنا، ولم نعلم أو نوقع على التكليف، فالأمور هناك والأجواء التدريبية والتعليمية لم تعد صالحة مع كثرة المشاكل والخلافات بين رئيس قسم الباطنية وسوء تعامله مع الأطباء المقيمين. مشاكل الرئيس الجديد وذات الأمر ينطبق على الطبيب علي الفقيه الذي تم إخلاء طرفه من القوات المسلحة ليتدرب في تخصص الزمالة لطب الباطنية في أحد المراكز، وهو يقول: كان البرنامج في السنتين الأولى والثانية على ما يرام، حينها كان رئيس قسم الباطنية يقدم لنا العون ويحتوي المشاكل، ولكن تم تغييره وحلّ محله رئيس جديد بدت معه المشاكل والتدخلات ومثال ذلك إستدعاء الأطباء للتحقيق في أي موضوع دون الرجوع إلى مرجعنا وهو مشرف التدريب المعتمد من قبل الهيئة، فأنا شخصيا كان لي نصيب من هذه الإنذارات، وبدأ القسم يعاني الويلات والرئيس يمضي على مقولة « من يخالفني فهو ضدي « ، فالإجازات تعطى حسب المزاجية، ومشرف التدريب لا يتدخل ولا يتخذ أي إجراء، بل أنه مؤيد للعقوبات وأي مشكلة تحدث لنا يرجعنا إلى رئيس القسم مع أنه هو المسؤول الأول عنا، ورئيس اللجنة المحلية لبرنامج زمالة الباطنية بالمنطقة الغربية الحالي لم يتدخل كذلك، فهو مختلف تماما عن سابقه الدكتور عمر العمودي الذي أنصفنا كثيرا وتدخل في العقوبات ورد بعضها وكان يقول لإدارة القسم والمستشفى جملة واحدة: « ليس لكم الحق في إصدار العقوبات إلا بعد الرجوع لمشرف برنامج الهيئة.