يحتفظ معيصم السفياني بقطع أثرية ونقدية يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد. يقول السفياني الذي جمع حتى اليوم أكثر من سبعة آلاف قطعة أثرية إنه بدأ هذه الهواية منذ أن كان طفلاً في الثانية عشرة من عمره:"كنت أرى بعض الأجانب"الخواجات"الذين جاؤوا لزيارة مدينة الطائف قبل 39 عاماً، ولفت نظري رغبتهم وإصرارهم على شراء كل ما هو قديم وأثري من أدوات وأوان وحلي نسائية، حينها دفعتني الغيرة إلى مضايقتهم، ومحاولة ثنيهم وتعطيلهم عن الشراء في محاولات يائسة". ويضيف: منذ ذلك الوقت أخذت أحدث نفسي كيف لمثل هؤلاء أن يأخذوا تراثنا ويسرقوا مكتسبات حضارتنا، ومنذ تلك الأيام بدأت بجمع مجموعتي وتطور الأمر معي من الهواية حتى الاحتراف، والعمل في بيع القطع النادرة والخردة. وعن كيفية حصوله وجمعه لهذا العدد من القطع الأثرية، يؤكد السفياني أنه يحصل عليها من طريق الشراء أو المبادلة مع بعض الهواة"أول ما اشتريت كان طابعاً بريدياً بخمسة ريالات، وآخرها كان عملة معدنية بقيمة 25 ألف ريال". ويضيف السفياني، تضم مجموعتي عدداً من الآلات الحربية من بنادق وسيوف ودروع وخوذ وخناجر وحراب، يعود بعضها لشخصيات تاريخية من الجزيرة العربية، وغيرها من الأدوات النحاسية والفضية النادرة، ولديّ قطع نقدية أثرية من ذهب وفضة ونحاس وبرونز من شتى العصور والحقب التاريخية، وانفرد بقطع نقود معدنية يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد، ومن أبرزها قطعة نقد فرعونية، وأخرى يعتقد أنها تعود لزمن نبي الله لوط، فضلاً عن ما لدي من عملات آشورية وساسانية ورومانية ويونانية وإغريقية. ويضيف: لدي قطع نادرة تحمل نقشاً لرأس أحد قياصرة روما مكللاً بورق الغار، وأخرى لزاريوس، وقطع نقدية من حقبة البطالمة في مصر تحمل نقوشاً لبطليموس ولكليوباترا، ودراهم أموية تعود لعهدي الوليد بن عبدالملك وعمر بن عبدالعزيز، وأيوبية تحمل نقش السلطان يوسف صلاح الدين الأيوبي، ومملوكية تعود لعدد من السلاطين، كما أملك مجموعة كبيرة من الطوابع البريدية النادرة، وورقة نقدية للسلطنة العثمانية، وأخرى أوروبية يعود تاريخها إلى 115 عاماً، أهمها 100 روبل لآخر قياصرة روسيا نيقولا الثاني طبعت في العام 1910. ومن أظرف ما يقتنيه السفيانى بيضة الديك الذهبي، التي دفع مقابلها 12 ألف ريال، يقول ضاحكا عنها"حضر إلي شخص يدعي أن لديه ديكاً بلدياً ذا ريش ذهبي يبيض، وفعلاً بعد أن تحققت من قيام الديك بذلك اشتريت البيضة وكل ما باضه الديك. السفيانى الذي شارك في عدد من المعارض الأثرية بمجموعته يتمنى من الجهات المسؤولة عن الآثار بزيارة الطائف، لتقويم ما يوجد لديه ولدى غيره من الهواة من تحف وغيرها، كي يتسنى لهم المشاركة بمقتنياتهم بعد تقويمها في المحافل المختلفة، وتحديد فتراتها الزمنية وتوثيقها. ويتمنى أن تأتيه الفرصة ليتقدم بهدية منتقاة من أجمل وأندر التحف الأثرية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في إحدى المناسبات.