في غالبية الأحياء الفقيرة انتشرت مباسط يبيع الفقراء فيها زكاة الفطر التي حصلوا عليها والتي غالباً ما تكون رزاً، من أجل شراء أشياء أخرى. وذكرت أم أحمد صاحبة احد المباسط ل"الحياة"، أنها تبيع الرز لأنها في حاجة إلى المال أكثر من حاجتها إلى الرز. وأضافت أنه كانت تستقبل خلال الأعوام الماضية أكياس أرز فتتراكم في منزلها من دون أن تكون لها بها حاجة، فكانت تبيعها إلى محل بعد انقضاء العيد، لكنها قررت في هذا العام بيع الرز الذي يتصدق به البعض بنفسها"وصلت كمية لا بأس بها من الزكاة في العشر الأواخر، وقررت أن أبسط بها كي استفيد من قيمتها في تسيير أموري". وأم أحمد هي واحدة من 13 امرأة يبسطن في الحي الذي يقع جنوبالرياض للغرض ذاته. وعلى رغم أن المحاضر في جامعة الإمام محمد بن سعود سامي الماجد، أشار إلى وجود اختلاف في ما يتعلق بجواز إخراج الزكاة نقداً، أو ضرورة الالتزام بالمواد العينية، إلا أنه أكد أن بيع المستفيد من زكاة الفطر للمواد العينية بعد حصوله عليها أمر جائز، لأن المرء قد يكون في حاجة إلى النقد، فيلجأ إلى بيع بعض من المواد التي حصل عليها. وأضاف"في كل زمان تراعى الظروف المتاحة لإخراج الزكاة، ومسألة إخراجها نقداً هو أمر لم يكن غائباً في عهد السلف، وبالتالي أعتقد أنه لا حرج في إخراج الزكاة عن طريق المواد العينية كالأرز، والتمر أو البر، وكل ما يمكن للمرء أن يقتات به، أو في إخراجها نقداً، لأنه في الحالتين تؤدي الهدف منها، إلا أنه لا يجب تفضيل إخراج الزكاة نقداً، لكي لا تتحول مسألة إخراج الزكاة إلى هم يرغب المرء في إزاحته عنه بمجرد دفع مبلغ ما". وأكد الماجد ضرورة عدم التحامل على إخراج الزكاة بشكل عيني، إذ لا تزال العائلات المحتاجة تفرح بالزكاة العينية أكثر من النقدية. من جهته، أوضح مصدر في أمانة الرياض أن الأمانة لا تستطيع أن تخالف هؤلاء البائعات، خصوصاً أن الشرع أجاز لهن ذلك، إضافة إلى أن هذه المباسط موقتة وليست دائمة. ... انخفاض الزكاة العينية 70 في المئة أوضح أحمد خليل الذي يعمل في جمعية خيرية ل"الحياة"أن الزكاة العينية التي وصلت إلى جمعيته انخفضت بنسبة 70 في المئة عن الأعوام الماضية. وعزا ذلك إلى الوسائل التي انتهجتها الجمعيات الخيرية أخيراً لتحصيل الزكاة، ولعل أبرزها تخصيص حسابات موحدة في عدد من البنوك المحلية، مشيراً إلى أن أئمة المساجد مُنعوا من جمع الزكوات العينية من المصلين في مساجدهم. وأشار عدد من أصحاب المحال الغذائية التي خصصت كميات كبيرة من أكياس الرز لبيعها إلى الراغبين في تأدية الزكاة، أن حركة البيع انخفضت هذا العام. وأوضح سعد البريه مالك إحدى تلك المحال، أنه باع 600 كيس رز يوم 29 رمضان من العام الماضي، أما في هذا العام فلم تتجاوز مبيعاته 50 كيساً. +