أكد المدير العام لشرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء أحمد الردادي أن الأجهزة الأمنية في المنطقة تعمل حالياً على رصد ومتابعة"مقتحم المنازل"المطارد، مشدداً على أن ما جرى حصره من حوادث اقتحام هي خمس فقط، وقعت جميعها بأسلوب واحد، ولم تحصل في جميعها أي حادثة اغتصاب أو طعن أو ضرب نهائياً. وقال"لم يُبلغ عن جرائم ارتكبت في حوادث الاقتحام باستثناء وقائع سرقة فقط"، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على متورطين في ثلاث جرائم مشابهة تعرفت تلك الأجهزة على فاعليها خلال الفترة الماضية. وأشار إلى أن أحد الموقوفين الثلاثة كان مخموراً"انتشى"بإشاعات السفاح المزعومة، فطرق باب أحد المنازل مدعياً أنه ذلك المجرم، لتسارع السيدة الموجودة في الداخل بالاتصال والإبلاغ عنه. وعاد الردادي ليؤكد خلال المؤتمر الصحافي الذي جمع مراسلي الصحف المحلية في المدينةالمنورة كافة لإيضاح الحقائق المتوافرة حول القضية، أن ما أثير عن وجود مجرم سفاح يهدد بالقتل ويعتدي على النساء في الأيام القليلة الماضية أمر مبالغ فيه. وقال إن المبالغة في المعلومات الرائجة عن المجرم تسببت في إثارة الارتباك، ووطنت للإشاعة في مجتمع المدينةالمنورة، وهو ما أثار البلبلة في أوساط العامة والرعب في قلوب العائلات، مؤكداً لأكثر من مرة خلال مؤتمر صحافي عقده أمس"أن لا وجود لعملية اعتداء على أي من الحالات ولا تهديد بالسلاح من أي نوع". ولفت الردادي إلى حال الإرباك السائدة حالياً في أوساط المجتمع المديني نتيجة المعلومات المتواترة بين العامة، مشيراً إلى أن شخصية المجرم المثيرة للذعر هي شخصية صنعها الإعلام لتدخل الهلع والرعب في صفوف الناس إلى أن"بلغت حداً لا يطاق"على حد قوله، معتبراً أن هذه المعلومات المتضاربة عن عدد الضحايا وشخصية المتسلل المريض، وما أثير عن إصابته بأمراض خطرة تسببت في ظهور الشائعات التي تناقلها الناس بشكل مريع، من دون التثبت من صحتها. ودعا الردادي إلى ضرورة تبني الصحافة للمصلحة الوطنية قبل كل شيء وعدم إثارة القلق في نفوس المواطنين، لافتاً إلى أحاديث نبوية شريفة تحرم تخويف الآمنين عموماً وأهل المدينة خصوصاً، منها الحديث النبوي الشريف"من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبيّ". مشيراً إلى حساسية دور الصحافة في المجتمع، وقال"أطمئن الناس أن ما كتب في الصحافة مبالغ فيه". وأوضح أن نشر وسائل إعلام محلية لصور افتراضية عن المجرم تسبب في إرباك خطط القبض على الشخص المتسلل على البيوت، بإظهار الصور والرسومات والتعاميم"التي كنا نود إبقاءها سراً". من جهتهم، دافع الصحافيون عن وجهة نظرهم واعتبروا النقص في المعلومات الحاصل من قبل أي جهة مبرراً كافياً لأخذ المعلومة من أطراف أخرى، معتبرين في الوقت ذاته أن المجتمع يجنح لإشاعات أكبر إن لم تتعرض الصحافة لتلك الجرائم ومحاولة الوقوف منها موقف الحياد. كلام اللواء الردادي الحاسم حول الكثير من المبالغات الرائجة في الشارع المديني حالياً، يأتي في إطار تحرك الأجهزة الأمنية في المدينةالمنورة إعلامياً، بعد أن تضاربت الأحاديث والشائعات عن الجرائم المرتكبة من"مقتحم المنازل"، وما إذا كان فرداً أو عضواً في عصابة إجرامية، وعن قدرته على التحرك السريع، وهو ما روج شائعة تقول إن المجرم"مشعوذ"يظهر ويختفي متى أراد. أهالي المدينةالمنورة الذين روعتهم القضية بدأوا خلال الأيام الماضية في اتخاذ إجراءات احترازية لحماية منازلهم، خصوصاً وأن الصورة لم تتضح لدى الكثيرين منهم قبل مؤتمر اللواء الردادي الصحافي لجهة حجم الجرائم المرتكبة ونوعيتها، وهو ما دفعهم إلى دعوة الأجهزة الأمنية إلى التحرك سريعاً من أجل إنهاء القضية والإعلان عن توقيف المجرم المطارد. وكان مصدر أمني كشف ل"الحياة"أول من أمس أن الأجهزة الأمنية حصرت المناطق كافة التي يرتكب المجرم جرائمه في نطاقه الجغرافي. إلا أنه فضل عدم الإفصاح عنها تحديداً لعدم إثارة الذعر لدى ساكني تلك المناطق. كما أفصح عن نجاح تلك الأجهزة الأمنية في تحديد ملامح المجرم كافة، وصولاً إلى تحديد انتمائه إلى جنسية إفريقية يعتقد إلى حد كبير أنها الجنسية السنغالية.