الرياض – يوسف الكهفي- محمد العوني الأمن العام ل الشرق: ليس لدينا أحياء مهجورة بلا أمن.. وحملاتنا مستمرة بدوريات ظاهرة وسرية. الغامدي: مهرِّبون سعوديون يموتون في الصحراء مقابل ألف ريال. مشكلات الإثيوبيين شائعات يطلقها المغرضون والحاقدون. تثير المنازل والمباني الطينية المهجورة في بعض أحياء مدينة الرياض الخوف والفزع لوجودها وسط الأحياء السكنية، فهي تشكل مخاطر عديدة أبرزها مخاطر أمنية؛ خاصة عند استخدامها من قبل ضعاف النفوس والمنحرفين والمتخلفين، فمعظم هذه المنازل تجد أنها اُستُخدمت من قِبل البعض في أغراض ذات ضرر على من حول هذه المنازل، خاصة استغلالها من بعض العمالة المتخلفة، فتلك المنازل أبوابها مشرعة لمن أراد الدخول أو الخروج منها، فخطر هذه المنازل لا يتوقف على مخاطرها الأمنية فحسب، بل إن هناك مخاطر أيضاً على الأشخاص الذين يمرون بجانب هذه المنازل، فهي آيلة للسقوط والانهيار في أي لحظة، فهناك عديد من القصص التي نسمع بها بين الحين والآخر عن استغلال مثل هذه المنازل في أغراض تخالف النظام، وقد انتشرت خلال الأيام الماضية في شبكات التواصل الاجتماعي شائعات وقصص روَّج لها البعض وتفننوا فيها، مثل أن هناك بعض الوافدين يقتحمون البيوت بهدف السرقة وترويع أهلها، وغيرها كثير مثير لمشاعر القلق والخوف.. الشرق قامت بعمل جولة في بعض أحياء الرياض المهجورة ورصدت وضعها بالصور. حي السبالة كانت الوجهة الأولى إلى «حي السبالة» في وسط العاصمة الرياض، ذلك الحي الذي يكتظ بالعمالة الذين يدَّعي بعضهم أنه يعالج الناس ب «الحجامة» من خلال دكاكين بسيطة حملت عنوان «حلاق» وهي بالأساس لعمل الحجامة، وصلنا «السبالة» وكان الجو العام يدعو إلى أخذ الحيطة والحذر، السيارات معظمها مهشمة الزجاج ومتعرضة لصدمات وحوادث، وسيلة النقل اللأكثر وجوداً وحركة هي الدراجات النارية «الدباب» يقودها شبان لا تطمئن لرؤيتهم، كذلك تجمعات للرجال والنساء أمام البيوت، وأطفال «حفاة» يتربصون بسيارات المارة ويستغلون أي فتحة نافذة ليرموا بالنصف الأمامي من أجسادهم إلى حضن السائق لأجل إرباكه وسرقته في نفس الوقت. وحسب ما قال لنا المسن حسن حدادي، إن هناك من يسكن في الكهوف والخرب من العمالة والجنسيات الوافدة مما يقلق راحتهم ويثير فزعهم، وقال إنه يجمع على دراجته البدائية كسر الخبز اليابسة لكي يعتاش منها،. وطالبنا الحدادي بأن نوصل صوته للمسؤولين وأن ينظفوا الحارة من العمالة مجهولة الهوية. « المرسلات» ثم انتقلنا شمالاً إلى «حي المرسلات» الجزء الذي يقع خلف شركة الاتصالات السعودية ورصدنا بيوته الطينية التي أصبحت مرتعاً للعمالة المخالفة، حيث يجدون في خرائبها مأوى ومسكناً يجتمعون فيه مع حلول الظلام، وهذا الحي تجد من الصعوبة أن تصفه بأقل من عبارة مخيف ومريب، مما جعل الزميل حمود البيشي يحذرنا ويطالبنا بسرعة الخروج منه؛ لأنه تعرض على حد قوله لموقف سابق أكل على إثره علقة ساخنة مع أحد زملاء المهنة، في حين كانت برود أعصاب محمد وتحركه ببطء تثير استفزاز حمود الذي راح يتعالى صوته ويقول أخرجني بسرعة من هنا. انتهينا من مهمتنا واقترحت على زميليَّ أن نتجه مباشرة إلى مدير الأمن العام في المملكة الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني لنشرح له ما واجهناه. مدير الأمن ذهبنا إلى مدير الأمن العام الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني الذي كان يحضر ختام البرنامج المتكامل في القرارات الإدارية «تطبيقات قضائية» في مقر الأمن العام بالرياض، وبعد أن انتهت فعاليات حفل الختام تقدمنا لمدير الأمن العام في محاولة لمعرفة الكيفية التي يتعامل بها رجال الأمن مع تلك العمالة والرقابة على المباني المهجورة، فقال: إن لديه موعداً مهماً، ووجهنا إلى مقابلة مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن اللواء جمعان بن أحمد الغامدي، الذي دار بيننا وبينه الحوار التالي: أحياء مهجورة * الشرق: سعادة اللواء، نحن قادمون إليك من أحد الأحياء القديمة التي هجر بعض أصحابه مساكنهم وأصبحت مهجورة ومأوى للمخالفين والمتسللين، كيف تتعاملون مع هؤلاء المخالفين وكيف تحكمون الرقابة وضبط الأمن داخل هذا الحي وغيره من الأحياء المشابهة لوضعه؟ اللواء الغامدي: لا يوجد لدينا أحياء مهجورة بلا أمن، دورياتنا منتشرة في كل موقع، وإن كانت دوريات ظاهرة أو سرية، لا أقول إنه ليس هناك عمالة ومجهولون وأشخاص متسللون، ولكن تحت السيطرة والرقابة ولدينا حملات أمنية مستمرة وليس هناك ما يدعو للقلق ولله الحمد، لكن نود من الصحافة أن تركز على الأشخاص الذين يهرِّبون تلك العمالة، للأسف إن من يهرِّب هؤلاء المجهولين هم بعض المواطنين السعوديين، فتجده يأخذ ألف ريال أو أكثر ويقوم بتهريب هذا المجهول أو المتسلل، فهناك بعض المهربين والمتسللين من يموت في الصحارى، وهناك من يرتكبون حوادث وهم محمَّلون بهؤلاء المجهولين، نتمنى أن تركزوا على هذا الجانب، وهذا هو الموضوع الذي يستحق أن نركز عليه، المواطن هو رجل الأمن الأول كما قال صاحب السمو الملكي الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-، يجب أن يكون بيننا تكاتف للجهود دون أن نحمِّل بعضنا البعض ما يجري وما يحدث ونروِّع الناس ونبث الشائعات. يجب أن يكون السؤال: هذا المجهول أو المخالف كيف دخل؟ ومن أدخله البلد؟ ومن شغَّله وآواه؟، وأرجو أن يكون التركيز على مثل هذه الأشياء، وهذا بلدنا ونرجو من كل مواطن أن يستشعر هذا الموضوع. ونكون كلنا رجال أمن. مشكلات الإثيوبيين * الشرق: ماذا عن ما يروَّج له عن مشكلات الإثيوبيين؟ الغامدي: أولاً الكلام عن جنسية معينة يجب أن يكون له مستند، ومن يروِّج لهذه الشائعات على ماذا بنى كلامه؟.. هل فتش عن إقامة أو جنسية، حتى يحدد جنسية الشخص الذي يتحدث عنه، ثانياً من يرتكب جريمة، أياً كان جنسه وجنسيته، نحن في المملكة بلد جذب، بلد خير، نحن ولله الحمد الخير في بلادنا والأمن في بلادنا وتحيط بنا القلاقل من كثير من الجهات، والناس لظروف بلادها ومشكلاتها قد يأتي البعض منهم لأجل لقمة العيش والبحث عن الأمان، مثلما هناك أشخاص آخرون لهم أهداف وغايات، نحن لا نتستر على أي مشكلة أو جريمة، وإن حدثت فهذا لا يعني أن الأمن اهتز في البلد، هناك دعايات وشائعات تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من لدن البعض وهي عارية من الصحة، المملكة بلد خير وأمن وأمان، وكل ذي نعمة محسود، ومن يثير هذه القلاقل ويوهم الناس فهو دون شك له أهداف وضغائن، ومجتمعنا ولله الحمد يعلم حقيقة أمن بلاده ويثق به، وكما ترون على أرض الواقع ليس لهذه الشائعات دليل، ونحن بالنهاية ليس لدينا ما نخفيه أو نتستر عليه، نعم هناك مجهولون ومجرمون وغيره من الحالات الطبيعية في كل بلدان العالم، وفي كل مكان في الأرض هناك الخير والشر. انخفاض الجريمة * الشرق: وماذا عن السرقات؟ الغامدي: أؤكد لكم أن نسبة الجريمة عندنا في انخفاض وليست في ازدياد، ولا يعني هذا أنه ليس هناك جريمة أو مشكلة، فهذا يحدث في أي مجتمع، ولكن للأسف هناك من يأخذ الشائعة ويضخمها ولا يستند إلى حقيقة في هذا الموضوع، وأؤكد أننا لا نتستر على أي مجرم سواء كان سعودياً أو أجنبياً، الناس كلُّهم تحت القانون. جرائم الخادمات * الشرق: وماذا عن ما يشاع حول جرائم الخادمات؟ الغامدي: أي خادمة ارتكبت جريمة فنحن نعاملها بموجب القانون ولا نخفي الموضوع، وسبق أن نشرت وسائل الإعلام بعض جرائم الخادمات وكيف تعاملنا معها بموجب النظام والقانون. ومن يرتكب الجريمة، أياً كان نوعها، يُعامل حسب نظام وقانون المملكة الذي يحكم -ولله الحمد- بشرع الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأرجو من الإخوان في مواقع التواصل الاجتماعي أن يعلموا تماماً أننا لا نتستر على شيء، ومن يرتكب جريمة يحاسب ويعامل بموجب القانون، وأن يبتعدوا عن الإشاعات التي تثير البلبلة التي لا صحة لها، أو تضخيم المشكلات لأنه أحياناً تكون هناك مشكلة أو جريمة وتضخم لأغراض محددة. حقائق وأرقام * الشرق: هل هناك إحصاءات تبين انخفاض مستوى الجريمة أو ارتفاعه؟ الغامدي : كل شيء لدينا موثق، وعندما قلت إن الجريمة في انخفاض فأنا أتحدث من خلال وثائق وحقائق وأرقام. مدير الأمن العام يتحدث للزميل يوسف الكهفي «بحضور اللواء الغامدي » حي السبالة تصوير: (رشيد الشارخ – حمود البيشي) لقمة عيش هنا أسكن.. وهنا أجلس.. وهذه سيارتي أصحاب الدراجات النارية الأكثر وجوداً في الحي