لا تبدي المسؤولات في دار الحضانة الاجتماعية في الدمام تفاؤلاً كبيراً بنجاح مشروع"الأسر الصديقة"للأيتام، الذي طرحته وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أعوام، للمساهمة في دمج الأيتام في المجتمع، وتعويضهم الحنان الذي فقدوه، بعد أن تخلى عنهم الآباء في طفولتهم المبكرة. فمن أصل 130 طفلاً وطفلة في الدار، لم يتقدم سوى عدد"محدود جداً"من العوائل من أجل"صداقة"الأيتام، الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وعشر سنوات. كما أن كثيراً من الأسر التي تقدمت وسجلت عضويتها في البرنامج تخلت لاحقاً عن التزاماتها في رعاية هؤلاء الأيتام. وتوضح نائبة مديرة دار الحضانة الاجتماعية في الدمام ابتسام المعيبد الهدف الأساس من مشروع"الأسر الصديقة"، وتقول :"نهدف إلى خلق جو أسري وانخراط الطفل في حياة أسرية طبيعية". لكنها تشير إلى مشكلة ظهرت لاحقاً حول"عدم فهم المجتمع لطبيعة الدور الذي ستقوم به الأسر الصديقة". وأثنت المعيبد على"الفتاوى الدينية ودور وسائل الإعلام في دفع المجتمع إلى المساهمة في المشروع"، مضيفة"شاركت بفاعلية في تغيير نظرة المجتمع". وفي حال تقدمت أسرة للمشاركة في"الأسر الصديقة"، تجري الدار بحثاً اجتماعياً عنها، وتكون البداية باستمارة بحث"لمعرفة الوضع الاجتماعي للأسرة، التي يشترط أن تكون سعودية، وعمر الأم يقل عن 45 عاماً، إضافة إلى وجود أطفال داخل الأسرة، والتزامها دينياً وخُلقياً". وتؤكد نائبة مديرة الدار على"تشدد الأنظمة في حماية الأيتام من الأسر التي قد تسيء لهم خُلقياً، أو تدفعهم إلى الانحراف". وتتعهد"الأسرة الصديقة"بالمحافظة على سلامة الطفل اليتيم ورعايته. وتوضح الأخصائية الاجتماعية في الدار تغريد العسيري"نكرس كل جهودنا لمتابعة سلوك الطفل فور عودته من أسرته الصديقة، وفي حال ملاحظة أي سلوك أو خلل غير عادي، نستدعي الأسرة، ونناقشها في ما لاحظناها على سلوكياته، وإذا لم نجد حلاً للخلل، نعتذر عن استمرار الطفل مع الأسرة". ورفضت السماح ب"تشتيت فكر الطفل وعاطفته بين أكثر من أسرة"تكون له أسرة واحدة، ولا يُسمح لأسرة أخرى بالمطالبة بوجوده معها". وتضيف أن"كثيراً من الأطفال بعد عودتهم إلى دار الرعاية يرفضون واقع الدار، لأسباب كثيرة، أهمها الهدايا الكثيرة والملابس والحلوى التي تُقدم لهم من جانب الأسرة الصديقة، التي تتعامل معهم بأسلوب الشفقة والعاطفة الزائدة، ما قد يسهم في نشوء تأثيرات سلبية على الطفل". وأكثر ما تخشاه مسؤولات الدار، حسب ما عبرت عنه العسيري،"حدوث انقطاع طويل من الأسرة عن الطفل اليتيم، بعد فترة من الدلال الذي عاشه معها". وتقول:"تكرر ذلك غيرة مرة، وتحاول الأخصائيات الاجتماعيات في الدار إقناع الأطفال بأنهم كانوا ضيوفاً لدى تلك الأسر، والآن عادوا إلى بيتهم، ونؤكد لهم"نحن أسرتكم". وتقول المعيبد:"انقطاع الرعاية كان أحد أسباب عدم نجاح المشروع، فالفكرة لم تثبت جدواها وفعاليتها في الشكل المطلوب"، موضحة أن"عدم الاستمرار في العناية بالطفل، وغياب الأسر الصديقة فترة طويلة عنه، يتسبب في خلق إحباط في نفوس الأطفال، وقد يشعرهم بالدونية"وتخاطب الأسر المنقطعة"لا توهموا أطفالنا انكم عائدون لهم، ثم لا تفعلون، فهم يسألون عنكم دائماً". وتوضح العسيري أن"هناك معايير اجتماعية وعناصر تنشئة يتم فرضها على الأسرة الصديقة، فنحن نخصص فترة شهر كتمهيد وتعارف بين الطفل والأسرة، لضمان أن يعيش الطفل في مناخ اجتماعي أسري سليم، يهيئ له القدرة على تكوين أسرة، وفق مبادئ وسلوكيات معينة".