إذا كان "التدخين السلبي"، أي استنشاق "عادم" المدخنين نتيجة التواجد في أماكن مغلقة يمارس داخلها المدخن عادته المذمومة، يقتل الآلاف كل عام! فكم يكون عدد المقتولين من المدخنين الفعليين؟! إن السيجارة أسرع وسيلة انتقال من الدنيا إلى الآخرة! وهي"على فكرة... بفلوس"وليست مجانية! أعلم أنه ليس يسيراً الوصول إلى المحطة الحتمية والنهائية للمدخنين، لكن يصادف المدخن"مطبات"صحية قاسية، قبل الوصل إليها! وهو يسير في أجواء ملبدة بالغيوم والعواصف الهبابية! إن تدخين سيجارة على سبيل التجربة أو التقليد أول خطوة على طريق المخدرات المؤدي حتماً إلى الإدمان... وما أدراك ما الإدمان! يكفى المدخن عاراً أنه يلوث البيئة عامداً ويتسبب في إصابة الآخرين بغياً وعدواناً بالعديد من الأمراض. وهو بهذا يعد عاراً على المجتمع الذي يحيا فيه، وعنصراً هادماً لبنيته وقواه البيئية والبشرية. إن"مافيا"التدخين ليس في مصلحتهم منعه أو حتى التحذير من خطورته على الفرد والمجتمع، وهو ما يجعل رسالة المدافعين عن البيئة والصحة العامة في حاجة لمزيد من الجهد والاستمرارية وعدم اليأس. إن قانون الدول الذي يفرض على الشركات المنتجة للسجائر أن تكتب على كل علبة"التدخين ضار جداً بالصحة"أو"التدخين مسؤولية كل مدخن"يحتاج إلى تعديل أو بالأحرى تغيير، ليصدر قانون بديل يحظر تداول السجائر حظراً تاماً، وإعطاء تلك الشركات المنتجة مهلة محددة لتصريف منتجاتها وتعديل أنشطتها بما يعد إضافة للمجتمع وليس حسماً من قدراته وقواه. وليسمح لي أي مدخن بأن أسأله سؤالاً وأرجوه الإجابة بصدق وصراحة عنه: هل حصلت على فائدة واحدة من السيجارة، في مقابل هذا السيل الجارف من المعلومات عن مضارها الصحية الأكيدة؟! خالص التهنئة لأهل المدينةالمنورة بهذا القرار الجريء والفريد، الذي أتمنى من كل قلبي تعميمه على مستوى المملكة بل والوطن العربي، والعالم بأسره. 1.3 بليون مدخن على مستوى العالم، رقم مفزع، أليس كذلك؟! لقد ورد في موضوع فلسطينيو الضفة وقطاع غزة يدخنون بمليون دولار يومياً إشارة تقرير منظمة الصحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط، إلى أن هناك 1.3 بليون مدخن في العالم، 84 في المئة منهم في البلدان ذات الدخل المحدود والمتوسط. إذا حسبنا كلفة ما يتم إنفاقه على مستوى العالم على التدخين يصبح 1.3 بليون ? متوسط استهلاك الفرد منهم على تلك العادة 2 دولار = 2.6 بليون دولار. وهو رقم مفزع إذا علمنا أن هناك في عالمنا لا يزال يموت بعض البشر جوعاً! وبعضهم مرضى ولا يجدون قيمة الدواء ووسائل العلاج! وهناك من ينتحر لعدم تمكنه من إعالة أسرته! فيا لعار الإنسانية التي تنفق بلايين الدولارات على"الهباب"وكأنه قدر محتوم! وهو يدمر الصحة أغلى ما يمتلكه الإنسان، والتاج الذي على رؤوس الأصحاء ولا يراه إلا المرضى. شكراً ل"العربية نت". ملحوظة: لمن ينتقدون"العربية نت"في اختيارها الموضوعات. أسألهم: أليس هذا موضوع حيوي ومهم؟! مجدي شلبي - مصر