يتخذ عدد كبير من المدخنين، مع بدء كل سنة جديدة، قرارا بالاقلاع عن التدخين. لكن احصاءات منظمة الصحة العالمية تفيد ان اكثر من 92 في المئة من هؤلاء يعودون الى السيجارة بعد انتهاء فترة الاعياد. لكن فريقاً من العلماء اليابانيين اكتشفوا، كما نشر امس في طوكيو، جين الادمان على النيكوتين ما قد يُساعد في ايجاد وسائل أكثر فعالية لجعل المدخنين يقلعون عن هذه العادة. وذكرت صحيفة"نيهون كيزاي شيمبون"ان فريقاً في جامعة أوساكا اكتشف ان لدى المدخنين الشرهين الذين يشعلون سيجارة بمجرد استيقاظهم من النوم، جيناً مسؤولاً عن انتاج انزيم يكسر النيكوتين بصورة أكثر فعالية من الجينات الاخرى. وبعد اختبار الجين"سي. واي. بي. 2 ايه. 6"بين 300 مدخن ومدخن سابق اكتشف العلماء ان لدى 70 في المئة من هؤلاء نوعاً نشطاً للغاية من الجينات مدمناً بصورة كبيرة على النيكوتين. وأظهرت نتائج الاختبار ان نسبة المدخنين الذين لديهم جين غير نشط من نوع"سي. واي. بي. 2 ايه. 6"، تقل عن 40 في المئة. واذا تمكن الاطباء من معرفة نوع الجينات لدى الذين يريدون التوقف عن التدخين، فإن بمقدورهم تغيير طرق العلاج على هذا الاساس من خلال تعديل كمية النيكوتين التي تُعطى للمدخن. ووفق احصاءات منظمة الصحة الدولية يموت ما يصل الى 4.9 مليون شخص سنوياً بسبب ادمانهم التدخين، من اصل ثلث ذكور العالم المدخنين، في حين تُسبب السيجارة قتل واحد من كل عشرة اشخاص يتعرضون حتى للتدخين السلبي وانه اذا استمر معدل التدخين على حاله سترتفع النسبة الى واحد من كل ستة اشخاص. ويموت مُدخن واحد كل ثماني ثوان، خصوصاً في العالم النامي حيث ترتفع نسبة المدخنين بمعدل 3.4 في المئة سنوياً. وتبيع شركات التبغ ما يصل الى 15 بليون سيجارة يومياً اي نحو 10 ملايين سيجارة في الدقيقة. وتُنتج الشركات الاميركية والبريطانية واليابانية اكبر كمية من السجائر التي تبيعها اساسا في اسواق آسيا، ومن ضمنها الشرق الاوسط، حيث يدخن ثلثا الرجال على الاقل 20 سيجارة يومياً، وحيث يبدأ بين 80 الفاً و100 الف مراهق عادة التدخين يومياً. وكانت المنظمة نبهت، في وقت سابق من العام الى ان النيكوتين يؤذي الشرايين ويُحول الانتباه عن"الجنس الآخر"ويضر بالقدرات الجنسية للرجال ويصيبهم بالعجز ويفقد النساء جمالهن وشبابهن. وتؤمن صناعة السجائر البريطانية، على سبيل المثال، نسبة 2.3 في المئة من الدخل القومي البريطاني. وتنفق شركة"فيليب موريس"، تاسع اكبر معلن في العالم، 3 بلايين دولار سنوياً للترويج للسجائر. وكانت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ذكرت اول من امس ان دواء"فارينيسيلين"، الذي طُور للمساعدة في وقف التدخين، اصبح متوافراً في الاسواق ما يُساعد المدخنين على الاقلاع عن هذه العادة قبل منع التدخين في مختلف الاماكن العامة في بريطانيا اعتباراً من اول تموز يوليو المقبل. يُشار الى ان السعودية قالت انها ستُلاحق شركات التبغ قضائياً إذا لم تدفع تكاليف علاج المرضى الذين يعانون من امراض سببها التدخين. وقالت وزارة الصحة إنه سبق لها ورفضت عرضا أقل مما تطالب به من دون أن تكشف عن مستوى التعويض الذي تسعى الى الحصول عليه. ويُنفق السعوديون خمسة بلايين ريال 1.3 بليون دولار سنوياً على التبغ والمنتوجات الاخرى المتصلة بالتدخين.