افتتحت الحكومة البريطانية أمس حملة رسمية لمكافحة التدخين، رداً على تنامي عدد المدخنين في شريحة العمر بين الرابعة عشرة والخامسة والعشرين. وركزت على رسالة واضحة تشير الى ان التدخين"يضر بالقدرات الجنسية للرجال ويصيبهم بالعجز ويفقد النساء جمالهن وشبابهن". ورصدت وزارة الصحة مبلغ 6.3 مليون استرليني لنشر آلاف اللوحات الارشادية عن علاقة التدخين بالعقم و"ذبول شباب المرأة وخسارتها انوثتها". ومن بين الارشادات لوحة تشير الى تعرض وجوه المدخنات الى التجاعيد، وفقدان الرغبة الجنسية لدى الذكور بسبب تراخي اعضائهم جراء ارتفاع نسبة النيكوتين في أجسادهم. ومع ان بريطانيا كانت سباقة الى حظر اعلانات التدخين في الصحف والمجلات، إلا أنها لا تزال تسمح باعلانات السجائر في حلبات سباق السيارات، كما تؤمن صناعة السجائر البريطانية نسبة 2.3 في المئة من الدخل القومي البريطاني. وتنفق شركة"فيليب موريس"، تاسع أكبر معلن في العالم، 3 بلايين دولار سنوياً للترويج للسجائر. وتشير دراسات وزارة الصحة البريطانية الى ان بدء التدخين في سن مبكرة يؤدي الى فقدان نسبة الرغبة الجنسية اعتباراً من العقدين الثالث والرابع لدى الرجال الذين يطلبون بعدها مقويات ومنشطات، منها حبوب"الفياغرا"، وحتى يحاولون تعويض"عجز الرجولة"بالاندفاع الى متابعة المباريات الرياضية أو ارتياد الحانات واستخدام"الوسائل المساعدة". وتفيد الاحصاءات ان 120 ألف بريطاني في هذا العمر اصيبوا بالعجز الجنسي نتيجة للتدخين. وتخسر المرأة نضارتها من منتصف العقد الثاني، ما يجعلها تلجأ الى المساحيق لتغطية تجعدات وجهها والى الانفاق بسخاء على شراء العطور والمساحيق التجميلية والى عمليات شد الوجه تعويضاً! ويُقدر اختصاصيون أن المدخنين والمدخنات ينفقون نسبة تراوح بين خمسة الى سبعة في المئة من دخلهم ثمناً للسجائر في حياتهم العملية، في حين أن العلاج والزينة والتبرج يصل الى ما بين 15 و17 في المئة من الدخل. وتنفق وزارة الصحة البريطانية ثمانية بلايين استرليني، أي نسبة 10 في المئة من موازنتها العامة لعلاج أمراض ترتبط بآثار التدخين، في حين يصل هذا الانفاق في الولاياتالمتحدة الى حوالي 150 بليون دولار.