أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنه لم يكن راغباً في السلطة في السنوات الأخيرة، ولم يعد راغباً فيها في الأيام المقبلة، وأعلن عزمه على ترك السلطة، متجاهلاً الإشارة الى اي مبادرات لتسوية الأزمة اليمنية. وردّت المعارضة بالقول إن اعلان الرئيس اليمني «فرقعة إعلامية». واتهم صالح قوى المعارضة بالسعي الى السلطة بوسائل «غير مشروعة دستورياً وديموقراطياً» من خلال تنفيذ مؤامرة انقلابية لتدمير البلد ومنجزاته. ولم يتطرق إلى تسليم السلطة في الأيام المقبلة، ولم يكشف عن نيته السفر قريباً لاستكمال العلاج في الخارج، وأكد أنه كان عاقد النية على ترك السلطة وعدم الترشح للرئاسة عام 2006، لكن لم يصدّق أحد في الداخل والخارج بأن رئيساً عربياً يعزف عن السلطة. وألمح الرئيس اليمني، في لقائه أمس مع عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، إلى أنه لن يُسلم السلطة لمن وصفهم ب «الخارجين على القانون والدستور والقوى الظلامية التي تقطع الطرق وتهاجم معسكرات الجيش وتقطع عن المواطنين خطوط الكهرباء وتخرج التلاميذ من مدارسهم والطلاب من جامعاتهم وتقتل الآمنين في الشوارع وتحتل شوارعهم وأحياءهم لكي تصل إلى السلطة». وتساءل الرئيس: «هل هذا هو مشروعهم الحضاري والدولة الجديدة التي يزايدون بها على الشعب اليمني؟». وقال: «أنا لا أخاف الموت، إنما أخاف على الوطن مما يجري فيه منذ تسعة شهور». وقال: «اخترنا النظام السياسي على أساس التعددية الحزبية، والتداول السلمي للسلطة عند تحقيق الوحدة اليمنية في 22 أيار (مايو) 1990، ثم تحولت إلى مشكلة داخلية وخارجية. وأشار الى ان المعارضين «يقولون إنهم يستهدفون الرئيس والنظام العائلي، إنما هم يستهدفون النظام السياسي في اليمن». وتساءل: «كم أولاد الرئيس، كم عائلة الرئيس، كم إخوان الرئيس، كم أحفاد الرئيس، كم هم في السلطة و22 مليون يمني فين رايحين؟ هذا عبارة عن خداع، يعني يخدعون الناس ولا يعرفون أن الناس تطوروا وتعلموا وعارفين أهدافهم». وكشف الرئيس صالح عن رسالة تلقاها من دولة كبرى (لم يسمّها) أثناء فترة علاجه في السعودية، تنصحه بعدم العودة إلى اليمن، وقال: «قبل ما أعود أجتني رسالة من دولة كبيرة تقول ننصح بعدم عودتك إلى الوطن لمصلحتك اولاً ولمصلحة اليمن ثانياً ولمصلحتنا ثالثاً». وأضاف: «طيب أنت تروح فين، انا رئيس دوله، مش ترنزيت وحامل شنطة، أولاً ما كنتش عميل، لا كنت عميل ولا انا عميل، لا استلم مرتباً ولا موازنة من قطر عربي او من بلد صديق، هذا غير وارد، لكن انا احمل مبادئ وقيم الشعب اليمني وطموحاته، طموحات الشعب اليمني منذ تفجير ثورته أو من قبل قيام الثورة». ووصف الرئيس صالح حياته بأنها «ربح، وربح الربح، لأني مت 15 يوماً» (إشارة إلى إصابته في تفجير مسجد الرئاسة)، وقال موجهاً كلامه لقوى المعارضة: «فجرتم جامع دار الرئاسة وقُتل من قتل وجُرح من جرح، طيب ليش تقطعوا التيار الكهربائي عن المواطنين؟ ليش تفجروا انبوب النفط، ليش تضربوا المعسكرات في يافع، ليش تضربوا معسكر الحرس الجمهوري في نهم، وفي الصمع، ليش تقطعوا الطرق وتنهبوا القاطرات». وأشار إلى أنه سيكشف كل حقائق الأزمة الراهنة أمام اجتماع مشترك لمجلسي النواب والشورى، حيث دعا إلى انعقادهما في الأيام المقبلة.