أوضحت دراسة سعودية قدمت في ندوة المكتبات العامة المقامة في جامعة الملك سعود في الرياض أمس، أن 91 في المئة من أولياء الأمور لا يصطحبون أبناءهم إلى المكتبات العامة، وأن 46 في المئة منهم يسمحون لأبنائهم باستخدام الإنترنت. وتناول الباحث جمعة إبراهيم موسى عمر في بحثه:"التأثيرات التكنولوجية في الميول القرائية للأطفال"، الأنماط السلوكية المستجدة على الأطفال من خلال دراسة ميدانية على طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في محافظة عنيزة. وأوضح أن نتائج الدراسة كشفت أن القراءة تأتي في ذيل أنشطة الطلاب في وقت الفراغ، وعزا ذلك إلى تعلق الأطفال بالألعاب الإلكترونية، وكثرة استخدامهم الحاسوب لسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام، واستخدام خمسهم الكومبيوتر للعرض القرائي. وأشار إلى أن 72 في المئة من الطلاب يستخدمون الإنترنت للدردشة، في مقابل 31 في المئة يستخدمون الإنترنت للبحث والقراءة. وفي ما يتعلق بالمعلمين كشفت الدراسة أن 65 في المئة منهم يرى أن أثر الحاسوب إيجابي في تنمية القراءة، في حين أن 75 في المئة منهم يعتقدون أن الألعاب الإلكترونية تصرفهم عن القراءة. واقترحت الدراسة مجموعة من الحلول العملية لتحسين مستوى القراءة والاستفادة من موارد المعلومات الإلكترونية، منها توفير مكتبة في كل مدرسة مشتملة على أنواع مصادر التعلم الملائمة كافة، والعناية بإنشاء مكتبات الفصول، واهتمام الأسرة بتنمية الميول القرائية لدى أبنائها. وفي ورقة أخرى، ناقش الدكتور عبدالعزيز محمد المسفر من جامعة الملك سعود"المكتبات العامة كمؤسسات ثقافية اجتماعية تربوية". واستعرض واقع المكتبات العامة في السعودية وبدايات ظهورها، وعددها الذي لم يزد على 80 مكتبة عامة مع نهاية عام 1421ه، بمعدل نمو سنوي يقل عن مكتبتين. وتطرق إلى نقل التبعية لإدارة المكتبات العامة في المملكة من وزارة المعارف إلى وزارة الثقافة والإعلام. واقترح الدكتور المسفر لردم هذه الفجوة، تحسين وضع المكتبات العامة السعودية بإدماج المكتبات المدرسية مع العامة في آن واحد وتخصيص موازنة سنوية لها، الأمر الذي دعا بعض المشاركين لرفض ذلك، مرجعين رفضهم إلى ان التلاميذ يسأمون في نهاية اليوم الدراسي من أسوار المدرسة ولو فتحت مساء أو حتى في إجازة الأسبوع فستواجه بالنفور لكونها ليست المتنفس المناسب لهم، ما سيضعف بالتالي الجدوى المرجوة من هذا الاقتراح. وعلى سبيل تبادل الخبرات والتثاقف المعرفي شاركت في الندوة دول خليجية وعربية، إذ طرحت دولة الكويت تجربتها حول"المكتبات العامة في الكويت وتحديات المستقبل"، للباحث أحمد عمران الجمعة. وشاركت بلدية دبي في محور يطرح الهموم الالكترونية حول دور"المكتبات العامة في تنمية الثقافة الرقمية لأفراد المجتمع: دبي نموذجاً"، من إعداد الباحث الدكتور محمد جاسم العريدي. وتطرق من خلالها إلى خدمات المكتبات العامة في دبي لتنمية الثقافة الإلكترونية الرقمية، ومقومات إنشاء مشروع المكتبة الرقمية ومتطلبات تنفيذه. وقدم الباحث عماد أبوعيد دراسة تعنى ب"مكتبات الأطفال في مناطق الأحياء السكنية: تجربة المكتبات العامة في بلدية دبي".