نظم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي يوم الاثنين الماضي ورشة عمل علميَّة في الخُبر ضمن مجموعة ورش دراسة وطنيَّة شاملة عن القراءة ومجتمع المعرفة في المملكة، حيث تركزت محاور اللِّقاء حول اتجاهات القراءة في المجتمع السعودي وأنماطها، مصادر التزوَّد بالمعرفة، وإشكاليات المحتوى المعرفي العربي وفجواته. يشار إلى أن المركز وبمبادرة من «أرامكو السعوديَّة» يجري دراسة وطنيَّة على مستوى المملكة تهدف إلى التّعرُّف على العوامل التي تُسهم في اندماج أفراد المجتمع في القراءة بوسائلها التَّقْليدية والرقمية، والأثر المحتمل لجنس الفرد وعمره، ومستواه التَّعليمي والمعيشي. كما تسلّط هذه الدِّراسة الضوء على دور الآباء والأمَّهات والمدرسة والمكتبة في تنمية اتجاهات القراءة وأنماطها لدى النشء، وأهم المعوّقات التي تمنع تكوين السلوك القرائي لدى أفراد المجتمع. وتغطي هذه الدِّراسة المسحيّة الشَّاملة جميع مناطق المملكة، كما تغطي عينات مُتعدِّدة من الطَّلبة بجميع مراحلهم ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاء بطلبة الجامعات، وكذلك الأمَّهات والآباء والعاملين في القطاعين الحكومي والخاص والمتقاعدين والمعلمين والمعلِّمات وأمناء المكتبات العامَّة ومسؤولي المكتبات الخاصَّة والمُثقَّفين ورؤساء الأندية الأدبيَّة والناشرين والمهتمين بموضوع القراءة، إضافة إلى الاهتمام بالفئة العمرية ما بين 4 و12 سنة للتَّعرف على الاحتياجات المعرفية لهذه الفئة التي تشكّل جيل المستقبل وطرق حصولهم على المعرفة من خلال استبيان خاص بهم. وأشار فؤاد الذرمان مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، إلى أن هذه الدِّراسة الوطنيَّة ستشكّل إضافة معرفية مهمة على الصعيد الإقليمي في مجال يَتَّسم بالحيويَّة والتغيّير، وأنها تهدف إلى تشخيص الوضع الراهن حول القراءة ومفاهيمها المتحولة في ضوء تنامي وسائل المعلومات الرقمية والكتب الإلكترونية والكتب المسموعة والأجهزة المحمولة واختلاف أساليب الأجيال الجديدة في القراءة والتعلم، وأن الدِّراسة ستستخدم المناهج الكميّة والنوعيّة في البحث العلمي، وستسهم في اتجاهين، الأول أنّها ستوفر عددًا كبيرًا من البيانات والإحصاءات عن ظاهرة القراءة واتجاهاتها وأنماطها ومعوّقاتها لدى أفراد المجتمع، والثاني وهو الأهمّ سيتجسِّد في اقتراح عددٍ من المبادرات العمليّة لتعزيز سلوك القراءة لدى أفراد المجتمع وأخرى لتجاوز المعوّقات التي تحوّل دون تكوّن السلوك القرائي الجيِّد لديهم، كما ستسهم في تحديد نوعية المصادر والكتب والوسائل المعرفية التي يتفاعل معها أفراد المجتمع بمختلف ميولهم وتطلُّعاتهم التي سيتم توفيرها في مكتبة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بالظهران التي تطمح للإسهام في صياغة دور مكتبات المستقبل في التنمية الثقافيَّة. ومن المعلوم أن مكتبة الملك عبد العزيز العامَّة بالرياض، التي لديها إطار تعاوني مشترك مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، تسهم في الإشراف على هذه الدِّراسة من خلال فريق علمي لتحكيم الدراسة. وفي ذات السياق، أشار خالد السلمي المشرف العام على الدراسة، بأن سلسلة من ورش العمل قد بدأت أولاً في جدة، ثمَّ جازان والأحساء والمدينة المنورة وحائل والدمام، وقد شارك في تلك الورش عدد من الأكاديميين وذوي الاختصاص إلى جانب عدد من المؤلِّفين وأعضاء النوادي الأدبيَّة والطَّلبة، كما أقيمت أيضًا ورش خاصة بأمناء المكتبات ومبادرات الشباب ودور النشر التي عقدت بالتزامن مع معرض الرياض الدَّوْلي للكتاب. وفيما يتعلّق بأدوات الدراسة، أفاد السلمي بأنّه سيتم خلال الأسابيع القادمة توزيع ثمانية عشر ألف استبيان على مختلف مناطق المملكة حسب التوزيع السكاني، إضافة إلى إنشاء بوابة إلكترونية على الإنترنت للتعريف بالدراسة، كما يمكن لزائري البوابة المشاركة في تعبئة الاستبيان إلكترونيًا.