هذا مختصر لكلمة أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بمناسبة اليوم الوطني، تحت عنوان"اليوم الوطني... إرادة مؤسس ووفاء شعب": إن اليوم الوطني يمثل لأي أمة، تلك الفترة الناصعة من حياتها، لأنه اللحظة الحاسمة في تاريخها، التي يكون لها وقع خاص في ذاكرتها ووجدانها. من هنا يكون اليوم الوطني للمملكة ذاكرتنا الحية التي تستدعي للعقول والقلوب قصة التوحيد المعجزة، حين استطاع الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مع قليل من الرجال وبكثير من الإيمان والحنكة أن يجمع شتات أمة، توزعت قبائل، ويلملم أطراف وطن تنازع عليه كثيرون، ويقف متحدياً عوائق الجغرافيا وشح الموارد، ليحقق في ما يشبه الأسطورة، الأسس الراسخة لهذا الكيان الكبير". المؤسس الراحل ومن بعده أبناؤه الميامين ? يرحمهم الله ? استطاعوا تأسيس الدولة السعودية الحديثة، دولة قوية بإيمانها، غنية بعقيدتها، ثرية بمواطنيها، حتى أصبحت، ولله الحمد، واحدة من الدول التي تتبوأ مقدمة في العمل العالمي بشتى جوانبه. إننا ونحن نستذكر يومنا الوطني، فإننا نستذكر بكل فخر حدثين مهمين: الأول هو وفاة الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - وهو الابن البار لهذا الوطن، وأسهم طوال فترات حكمه في بذل كل ما في وسعه من أجل راحة المواطن وازدياد مساحات النهضة الحديثة في كل ربوع بلادنا، حتى استحق كل التكريم والاجلال عقب وفاته، والثاني تلك البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يحفظهما الله - وهي البيعة التي أثبت فيها شعبنا ووطننا كله كل مظاهر الولاء والوفاء، والتف حول قيادته بكل حب وتقدير، حتى أصبحنا، بحمد الله، مضرب الأمثال في احترام القيم والتقاليد الأصيلة. لهذا ينبغي أن يكون يومنا الوطني فرصة حقيقية لاستعراض مسيرة الانجاز الهائل خلال بضع سنوات، الانجاز الذي وقفت عليه قيادة بكل إخلاص، وسهر عليه شعب بكل تفانٍ، حفظ الله وطننا من كل سوء، وحفظ لنا قيادتنا ذخراً لنا وعوناً أكثر وأكثر، وحفظ مواطنينا وشعبنا الأبي الوفي، لنكون كما أراد المؤسس وأبناؤه البررة، أصحاب عقيدة خالصة، قائمين عليها، ومراعين لشريعتنا، ومحتفظين بتقاليدنا، إنه سميع مجيب الدعاء. * أمير المنطقة الشرقية