يندهش العالم كله حولنا... من ذلك الانضباط المهيب الذي يجتاح كل أرجاء السعودية بمن فيهم الصغير والكبير، انضباط معهود وتقليد متعارف عليه، نعم الحزن كبير في القلوب، لكنه من ذلك النوع الصامت، صمت مهيب لم تكن الفضائيات في زمن الماضي ليدرك الناس أن هذا ما نحن عليه دائماً! الدهشة كبيرة في جنازة رجل عظيم لا قوافل عسكرية ولا مارشات ولا أعلام ولا نواح ولا ضريح! في النهائية ما يحدث حكمة الله في أرضه يفهمها السعوديون وهم يودعون رجلاً يحبونه باستسلام تام لقضاء الله! وببساطة متناهية أودع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز غفر الله له إلى الأرض التي سبقه تاليها ملوك عظام وناس بسطاء حكمة تهديها مشاعر وتصرفات هذا الوطن إلى الآخرين وبانتقال السلطة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذه الطريقة يؤكد أيضاً فشل كل الشائعات التي كانت تنطلق من هنا وهناك لخلافات داخل العائلة، خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز تحمل المسؤولية الكاملة منذ كان الملك فهد رحمه الله يعاني من مشكلات صحية، الكل كان يعرف ذلك! وبصدق وبإخلاص وبوفاء ومن دون أن يشعر أي مواطن بأي خلل أو اضطراب في ما وراء الكواليس كانت أمور الوطن والمواطن تمر بسلاسة وحكمة، والقرارات تصدر باسم خادم الحرمين على رغم أن المرحلة كانت حساسة جداً، لم يشعر الملك عبدالله المواطن بأي شعور سوى مصلحة الوطن على رغم ما شهدته تلك الفترة من أحداث سواء داخلية أو خارجية، كان الملك عبدالله نعم الأخ الذي تحمل العبء بصبر وصمت، وكانت معالم شخصيته ووجوده وتصرفاته واضحة لكل مواطن بل للعالم كله. تعامل عبدالله مع كل المتغيرات بصدق وصراحة ووضوح الكل في مثل هذه اللحظات يتطلع إلى عطاء مستمر متواصل بمثل ما عودهم عليه! فهو رب الأسرة التي تحترم ضوابط الصدق والولاء للوطن، كل الفترة التي كان عطاؤه بها من خلال وجود أخيه رحمه الله. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتحمل الأمانة الكبيرة والصعبة، والكل يثق بأنه سيكون لكل مواطن في قلبه مكان وعطاء، وسيبقى مظلة دائمة لهذا الوطن، وهكذا كان انضباط حزن مواطن وانضباط حزن القيادة، وانتقال بهدوء هكذا هم السعوديون لا في حزنهم ولا في غضبهم يرفعون الصوت، يسلمون لله كل شيء، ويقولون دائماً الحمدلله على كل حال. [email protected] C