عبر أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الإمام وعميد المركز السعودي لدراسات وأبحاث الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية (حصين) الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن محمد عسيري عن حزنه وألمه لوفاة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز -رحمة الله-. وقال: فجعت كما فجع العالم أجمع بخبر وفاة ملك الإنسانية، وملك القلوب خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- وبقدر حزني على وفاته ، كانت سعادتي بإجماع كل الأطياف، والشرائح المجتمعية في داخل المملكة وخارجها، حتى معارضيه على محبة الراحل والدعاء له وإجماعهم على أنه ملك فعدل، وبذل فأسجى، وأحب شعبه، وأمته بصدق فأحبوه من أعماق قلوبهم، فالكل اجمع على حبك وحزن لفراقك يا ملك القلوب، ولكنها مشيئة الله وقضائه ولا راد لقضائه. وأضاف عسيري لن ينسى الوطن خادم الحرمين ولن ينساه أبناء شعبه الذي سهر -رحمه الله- على رعايته وتفقد حوائجه، ووفر لنا بحكمته يرحمه الله الأمن والاستقرار في زمن انعدم فيه الأمن وكثرت فيه الفتن، وفر لنا الرخاء في زمن يتضور الناس فيه جوعا شرقا وغربا، وفر لنا التطور والتنمية في زمن يعاني فيه العالم من الركود، جامعات تنشأ، ومستشفيات تبنى، ومساكن تشيد، وطرق تعبد، ومطارات تطور، وفوق ذلك كله لم ينسَ الحرمين الشريفين حيث حظي في عهده الزاهر بأكبر توسعة عرفها التاريخ، رحمك الله أبا متعب فإنك ان رحلت بجسدك فستظل في قلوب شعبك باقيا الى الأبد يتوارث حبك وذكرك جيل بعد جيل وسيسجل التاريخ عهدك بمداد من نور. وتابع: ان رحل خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز فقد عهد بالملك من بعدك الى رجل السخاء والعطاء الى من جعل من الرياض القرية الصغيرة القابعة في عمق الصحراء مدينة عالمية بكل المقاييس، الى من بذل نفسه لخدمة الفقراء والمحتاجين، الى من فتح أبواب مكتبه وقصره لكل المواطنين يسمع شكواهم، ويلبي احتياجاتهم، إلى من كان سفيرك في كل المهمات، مستشارك في الملمات انه خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، فهنيئا لنا بذلك، ونشهد الله على بيعتك ومحبتك يا خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، فأنت خير خلف لخير سلف. وتابع: ولم تنسَ يا ملك القلوب أبا متعب حتى في أيام مرضك أهمية استقرار الأمن، والاستقرار لشعبك وبلدك فعينت وليا لولي العهد، ليسهل لانتقال الحكم في حالة رحيلك، واخترت فأصبت فالأمير مقرن رجل لا يختلف اثنان على حبه، وحكمته، هذا الاختيار المسبق كان الدعامة الرئيسة في انتقال سلس للحكم لا يمكن ان يتحقق في أي مكان في العالم حتى في الديمقراطيات الكبرى التي لا يخلو انتقال السلطة المفاجئ فيها الى إشكاليات عدة وصراعات دامية، في حين اننا بحكمتك ورجاحة رأيك جعلت من هذا البلد واحة للأمن والاستقرار، فذهبت ببدنك وتجسدت حكمتك فيمن أخلفت من بعدك، فكان الأمر كما عبرت عنه إحدى المواطنات في مواقع التواصل الاجتماعي والذي هو شعور الكثيرين من أبناء شعبك حيث عبرت عن شعورها بكل عفوية وصدق حيث قالت "نمت وولي أمري عبدالله واستيقظت وولي أمري سلمان، لا دماء، لا فوضى، لا حالة طوارئ، لا حكومة انتقالية، من أعماق قلبي الحمد لله على نعمة الشريعة الإسلامية" نعم ان هذه المواطنة جسدت في عبارات صادقة بسيطة واقع حال المملكة العربية السعودية وسلاسة انتقال الحكم من السلف الى الخلف بكل يسر وسهولة. ولاستمرارية الأمر ذاته كان قرار خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- باشراك الجيل الثاني ممثلا بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وتعيينه وليا لولي العهد ليكون بداية للجيل الثاني، وكم كان الاختيار صائبا فولي ولي العهد يعرفه القاصي والداني، فهو الحارس على امن المملكة والساهر على حماية شعبها، هو الرجل الذي يسهر الى ساعات متأخرة من الليل يراجع أحوال الأمة ويصدر قراراته بالتعامل معها. هو من فتح قلبه ومجلسه حتى لأعداء الوطن وشملهم عفوه وحنوه فيساعد أسرهم، ويعود مريضهم، ويشارك في عزائهم، وأفراحهم، لا لشيء الا لكونهم أبناء الوطن وهو مسؤول عنهم فكان نعم المسؤول ونعم القائد. هنيئا لنا الشعب السعودي بهذه القيادة الحكيمة ورحم الله ملك القلوب، وبارك الله لنا في خادم الحرمين سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد. وإنا لله وإنا إليه راجعون.