يوم أمس لم يكن عادياً على السعوديين، إذ كان تشييع جثمان الملك فهد بن عبدالعزيز حاضراً في مناطق السعودية والرياض على وجه الخصوص، واحتضنت مقبرة العود جثمان رجل عظيم خدم السعودية على مدى 80 عاماً. شهد جامع الأمام تركي بن عبدالله في الرياض احتشاد جمع كبير من زعماء العرب والعالم الإسلامي، وآلاف المواطنين والمقيمين الذين توافدوا إلى الجامع الذي تتسع مساحته لأكثر من سبعة آلاف مصل للصلاة على فقيد الأمة الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله. وامتزج المشهد أمس في جامع الأمير تركي بن عبدالله وساحاته بالتداخل بين زعماء العالم والمواطنين والمقيمين البسطاء الذين أتوا جميعاً إلى هدف وغاية واحدة، تحت حرارة الشمس العالية، هي"الصلاة على فقيد الأمة"، إذ اتفقوا جميعهم على محبة شخص على رغم الفروقات والمراكز الاجتماعية بينهم. ولم تقتصر مشاعر الأسى على المواطنين السعوديين بل امتدت إلى الكثير من المقيمين الذي أغلقوا محالهم وذهبوا لأداء صلاة الميت على جثمان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان شخص أحبوه لمواقف كثيرة قدمها، سواء على المستوى الشخصي لهم أو على مستوى دولهم. وعلى رغم الترتيبات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية عبر تطويق كل المناطق المؤدية إلى جامع الأمام تركي بن عبدالله ومقبرة العود، لتسهيل الحركة المرورية في الطرق المؤدية إلى الجامع والمقبرة، وكذلك لحماية مواكب الزعماء التي لم تستوعبها ساحات الجامع مركباتهم، لم تخل الطرق المؤدية إلى جامع الأمير تركي بن عبدالله من المواطنين والمقيمين الذين هبوا منذ ساعات الصباح الباكر، رغبة في متابعة مشهد الجنازة المهول، وإلقاء النظرة على سيارة الإسعاف التي كانت تقل جثمان الملك الراحل أثناء ذهابها إلى الجامع. المشهد كذلك لم يخل من حضور كل الفئات العمرية، إذ وجد الطفل والشاب والشيخ والمرأة والبسيط والمعوق والوزير والأمير والملك والزعيم الذين اتفقوا جميعاً على ترديد"رحمك الله يا فهد، وإنا إليه وإنا راجعون".