تتواصل أخيراً اجتماعات اللجنة المشكلة من الاتحاد السعودي لكرة القدم التي أنيط بها درس تفعيل الدوام الصباحي الإجباري للاعب المحلي المحترف ومدى جدوى نجاحها خلال الفترة المقبلة التي ستشهد تطبيق هذه الفكرة. وعلى رغم وجود أبرز الشخصيات الرياضية في هذه اللجنة ومن لهم باع طويل في مسيرة الكرة السعودية وينتظر منهم تقديم الرؤى الواقعية والملموسة لمستوى الاحتراف المحلي ولأي درجة وصل وما أفضل الحلول لتقدمه، إلا أن المفاجأة جاءت بالفعل صدمة للاعب وللمتابع الرياضي ببحث أعضاء اللجنة بل إصرارهم على تطبيق نظام الاحتراف بحذافيره على اللاعب المحلي أسوة باللاعبين العالميين من دون الرجوع أو النظر في مرئيات صاحب الشأن والأهم في القضية وهو اللاعب وسؤاله عن العقبات التي تحدّ من تقدمه وتطوره احترافياً! وإذا كان أعضاء اللجنة وصاحب فكرة إلزام الدوام الصباحي على اللاعب المحترف حريصين على تطور احتراف اللاعب السعودي ويمنون النفس بمشاهدة نجاح هذا المشروع قريباً فأعتقد أن من المفترض عليهم البحث عن المسببات الرئيسة والحقيقية لعدم تقدم وتقبل اللاعب المحلي مفهوم الاحتراف! وهل بحثت هذه اللجنة ومن خلفها لجنة الاحتراف يوماً ما الأسباب أجبرت اللاعب السعودي على الاكتفاء بالاحتراف الداخلي طوال ال13 سنة الماضية؟ وهل تمكنت من وضع اللاعب في إطار الإحساس بالأمان يوماً من الأيام بعد توقيعه عقد الاحتراف مع ناديه؟ وهل حاولت اللجنة مخاطبة عقلية اللاعب المحترف قبل أن تجبره على تقبل قراراتها وتوصياتها وتحمسها الغريب والقفز بخطوات كبيرة لتطبيق الاحتراف بحذافيره - كما زعمت؟ يأمل المتابعون والمراقبون أن تلتفت اللجنة أولاً وقبل كل شيء إلى إيجاد الأشخاص المؤهلين لتوكل إليهم مهمة إلقاء الدورات التوعوية على الأندية والإعلام وتكون الشفافية والوضوح عنواناً مهماً في الشكاوى المتراكمة والمتكدسة في أدراجها منذ سنين ويكون هناك متحدث رسمي باسمها. والحديث قد يطول ويطول عن مشكلات الاحتراف المحلي ولكن تظل لجنة الاحتراف لجنة مجتهدة قدمت كل ما لديها وأمامها مسؤولية الرد على كل التساؤلات التي أقلقت الشارع الرياضي وأوصلت الاحتراف إلى هذا الوضع المتدني! وأصبح اللاعب السعودي يعاني مشاكل الاحتراف التي ألقت بظلالها على حياته الأسرية. [email protected]