في ليلة سفرها للشعر، تجلس منيرة عبدالله العنزي على كرسيّ غرفتها. تلتف أوراقها وأقلامها حولها وتردد:"أنت شاعرة". صديق منيرة"الدبدوب"يجلس في حضنها، تنظر إليه باسمة:"دبدوبي أنا شاعرة". منيرة تكتب الشعر منذ طفولتها"أكتب كثيراً بخاصة عندما يطرق الالهام الشعري باب غرفتي، وأكتب كل أنواع الأشعار، سواء كانت وطنية أو غزلية، تضحك أنا أكتب الشعر لأنه فن، وأتمنى الظهور في التلفزيون قريباً". حينما تكتب الشعر تشعر أنها شاعرة حقيقية بخاصة عندما تدخل في عالمها الخاص الذي لا يشعر به سواها، وتتخيل أنها جالسة وسط أمسية شعرية وتلقي القصائد بقوة والجميع معجب بها،"أول مرة كتبت فيها قصيدة حينما كنت متضايقة جداً وأبكي فأخرجت دفتري وأقفلت الباب، ثم بدأت الكتابة وعاتبت قلمي وقتها وقلت: نشف الحبر من كل الأشعار، وكل كلمة فيها معنى الابحار، وش تبي أكثر يا قلم من كذا!، أتحدى حد يكتبك كثر ما كتبت، وإذا تبي أنساك أنا أنساك، وإذا ما تبيني ما راح أرجع لو تموت على شاني". كل ما كانت تبحث عنه منيرة هو الثقة بالنفس، لأنها تدخل في ذاتها القوة عندما تلقي القصيدة أمام الناس"تأتيني الفكرة فجأة وأبحث عن قلم بسرعة وإذا لم أجد قلماً أظل أبكي لأن فكرة القصيدة ستذهب من دون رجعة". لا تحب منيرة اللعب كثيراً، كل همها كتابة الشعر فقط وتتمنى عندما تكبر أن تكون شاعرة كبيرة ويسطع نجمها في سماء الكلمة الشعرية، ويكون لديها جمهور كبير لتظهر في التلفزيون"سأنافس الشاعرين سعد علوش وحامد زيد وألقي القصيدة بحماسة كبيرة وأرفع من صوتي الجميل حتى أجذب الناس إلى شعري الذي سأقدمه وكأني أقوم بدور كل كلمة منه وكل بيت، وسأقيم أمسية شعرية في الرياض باسم"الوطن"بعد عشر سنوات إن شاء الله". ربما ستضع منيرة اسماً مستعاراً كتقليد لبعض الشعراء حالياً، ولكنها تعدنا بعدم التوقيع بالاسم المستعار لأنها تحب اسمها الحقيقي على رغم انتشار الأسماء المستعارة،"يكفي أن اسم منيرة جميل".