دانت السلطة الفلسطينية امس العملية الانتحارية التي وقعت مساء امس في نتانيا شمال تل ابيب وأدت الى مقتل شخصين بالاضافة الى منفذها واصابة نحو اربعين شخصاً من بينهم اثنان في حالة حرجة للغاية وستة آخرون بجروح خطيرة. وجاءت هذه العملية الانتحارية التي اعلنت"حركة الجهاد الاسلامي"مسؤوليتها عنها بعد ساعات على اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اصراره على مواصلة السيطرة الاسرائيلية الكاملة على اي جزء من الارض الفلسطينية لم تلحظ اتفاقات اوسلو المرحلية اعادته الى الفلسطينيين خصوصاً في الضفة الغربية. واعلن شارون ان حكومته لن تنفذ عمليات انسحاب اخرى من الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد تنفيذ خطة"فك الارتباط"الاسرائيلية، مضيفاً انه"لن يكون هناك فك ارتباط آخر". وقال شارون خلال لقائه بالرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف ان"الذي يجب ان يلي ذلك خريطة الطريق". غير ان شارون كرر شروطه في ما يتعلق بخطة السلام الدولية وقال:"لن نسير قدماً باتجاه خريطة الطريق الا اذا تحقق الهدوء الكامل وانتهى الارهاب وتم تفكيك المنظمات الارهابية ونفذت السلطة الفلسطينية سلسلة من الاصلاحات". ورأى الجانب الفلسطيني في موقف شارون هذا تأكيداً للمخاوف من ان يشكل الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة فرض اسرائيل رؤيتها لحل مرحلي طويل الامد. ومع شيوع نبأ العملية الانتحارية مساء امس في نتانيا المتاخمة لمدينة طولكرم الفلسطينية على مدخل مجمع تجاري ضخم نقلت الاذاعة العبرية عن اوساط سياسية قولها ان المفاوضات التي يجريها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع الفصائل الاسلامية بدل العمل على نزع سلاحها لن تؤدي الى وقف"الارهاب"الفلسطيني. وراح معلقون اسرائيليون الى التشكيك في فلسطينيين من الداخل وفروا للانتحاري وسيلة نقل الى المجمع التجاري. وكان الجيش الاسرائيلي اعلن قبل ذلك ان فلسطينياً اقتحم بسيارة عسكرية اسرائيلية مسروقة مستوطنة"شفي تسيون"في الضفة الغربية قرب نابلس وفجر السيارة الا ان احداً من المستوطنين لم يصب بأذى.