كالأم الحنون تفتح قرى بني سعد، جنوب محافظة الطائف، ذراعيها لاستقبال أبنائها العائدين من أنحاء السعودية كافة للتمتع باعتدال صيفها بعد أن انتهى بعضهم من أداء اختبارات نهاية العام في المدن الرئيسة التي هاجروا إليها طلباً للعلم أو العمل. وحينما ينضم الأبناء إلى أسرهم، يجد أهالي بني سعد في الصيف فرصة لكسر إيقاع الحياة الهادئ والبطيء. ويقول يحيى محمد أحد التجار المقيمين في بني سعد"مع بداية الصيف وعودة الأبناء تدب الحياة من جديد في أوصال القرى، ونشعر بالفرح لرؤية أبنائنا وأقاربنا الذين أبعدتهم عنا المسافات". ويضيف"بقيت في بني سعد ولم أغادرها واستطعت أن أدير أعمالي التجارية منها، خصوصاً بعد توافر شبكات الجوال والهاتف الثابت في القرى الكبيرة مثل الدار الحمراء والسَحَن وغيرها". شوارع بني سعد التي اعتاد عليها سكانها شبه خالية طوال العام، خصوصاً في أيام الشتاء تعيد إليها الحركة المرورية حيويتها في الصيف مع ازدياد عدد الزائرين وخصوصاً على طريق الطائف - الباحة السياحي، الذي تحوطه القرى المتناثرة على طول سراة الحجاز الشامخة. قرية الدار الحمراء واحدة من قرى بني سعد التي يهاجر أبناؤها منها بغرض الدراسة والعمل لكنهم سرعان ما يعودون إليها للتمتع بنسمات صيفها البارد، إذ يزيد إرتفاعها عن سطح البحر أكثر من 2300 متر. وما يميز الصيف في هذه القرية مترامية الأطراف تنظيم مهرجان سنوي للزفاف الجماعي اعتاد أبناء القرية على اقامته منذ أكثر من 15 عاماً، ما يحوّل صيف هذه القرية إلى فرصة لالتقاء الأقارب والأصدقاء الذين فرقتهم ظروف العمل والدراسة طوال العام. يقول المدرس نبيل عطية"الصيف فرصة لرؤية الأقارب التي لا تتوافر حتى في الأعياد نظراً لظروف العمل ولبرودة الجو هنا في الدار الحمراء طوال العام تقريباً". ويشاطره الرأي المدرس أحمد عوض الله الذي يقول"ما إن تبدأ الإجازة حتى يتدفق أهالي بني سعد على قراهم فتنتعش الحياة الاقتصادية في الصيف بخلاف بقية أشهر السنة".