لم تعلم أم عبدالرحمن أن طفلها الذي يعيش في بطنها منذ شهرين، توفي قبل أكثر من أسبوعين، بعد الإشاعة التي أجريت لها في مستشفى أهلي. ولأنها تريد إجراء جراحة التنظيف عانت في الأسبوعين من سوء استقبال الإسعاف وعيادة الحوامل في مستشفى الملك خالد الجامعي، تقول:"في يوم الثلثاء 24-3-1426ه ذهبت كعادتي إلى الموعد المحدد في"الجامعي"، وأخبرت الطبيبة أنني حامل منذ شهر وأسبوع، وكنت أعاني من نزيف فأعطتني ورقة صغيرة لمراجعة عيادة الحوامل وأخذ موعد للإشاعة الصوتية للاطمئنان على حالة الجنين"، مشيرة إلى أن الموظفة في عيادة الحوامل طلبت منها صورة من دفتر العائلة، لتتحقق من عدد الأبناء. وتضيف"استغربت الموظفة ألا يوجد في الدفتر سوى ثلاثة أطفال، فقلت لها إن طفلي الأول من زوجي السابق الرابع، والطفل الخامس متوفى، فرفضت فتح ملف بحجة أن أطفالي أقل من خمسة أطفال!، وطلبت مني مراجعة عيادة التأهيل الطبي، وهناك أخبرت الموظف أن عيادة الحوامل، رفضوا استقبالي بحجة أنني لم أنجب خمسة أطفال. وتستطرد أم عبدالرحمن"سلموني استمارة وكتبت بياناتها، وعدد مرات الولادة، وهل هي طبيعية، أو قيصرية، وهل يوجد أطفال متوفون، وقدمتها إلى الموظفة مع صورة من دفتر العائلة، وبعد ذلك طلبوا مني الاتصال بعد أسبوعين"، موضحة أنها أخبرتهم بوجود تبليغ الوفاة للطفل المتوفى، وشهادة ميلاد الطفل الآخر، ولكن من دون جدوى. وعلى رغم الانتظار وكثرة المراجعات، إلا أن التأهيل الطبي رفض استقبال حالتها، ولكن الحجة هذه المرة"هذا النظام الموجود في المستشفى"، مع التوصية بمراجعة عيادة الحوامل بعد إصرارها على إحضار الأوراق الرسمية، التي تثبت أنها أنجبت خمسة أطفال. وتؤكد أنها أخذت أوراقها فوراً وذهبت إلى عيادة الحوامل،"أعطوني موعداً مع طبيبة النساء والولادة في العيادة الأولية، وأخبرتهم عن أعراض الحمل وأني لم أعد أشعر بالطفل، وحددوا لي موعداً للإشاعة بعد يومين"، مبينة أن الممرضة لاحظت أن الكيس غير طبيعي، إضافة إلى أنها لم تسمع نبض الجنين، ما جعلها تطلب مني مراجعة الإسعاف ومقابلة طبيبة النساء والولادة،"اشرحي حالتك وأنك أجريت أشعة صوتية وسأرسل التقرير عندما ينتهي من الكومبيوتر". وتتابع"قبل دخولي إلى غرفة الطبيبة تحدثت مع موظف الاستقبال الذي لم يهتم بي وبما أعانيه من آلام المغص، بل فوجئت يطلب مني التحدث مع طبيبة النساء في العيادة الأولية لما علم أنها منحتني موعد الأشعة الصوتية". شعرت أم عبدالرحمن بالآلام تزداد، مع سوء تصرف الموظفين في المستشفى، فعادت مرة أخرى إلى العيادة الأولية وأخبرتهم بالذي حدث معها، وهناك تسلمت الموظفة منها رقم الملف للبحث عن نتيجة الإشاعة التي أجريت منذ نصف ساعة، مع أن غالبية النتائج لا تظهر إلا بعد وقت طويل جداً،"لم أعد أحتمل ما يحدث لي أعتقد أنهم ينتظرون حدوث النزيف وبعدها يستقبلوني". وفعلاً لم تكد تصل أم عبدالرحمن إلى منزلها حتى فاجأها نزيف بسيط استدعى ذهابها إلى الإسعاف،"سألني موظف الاستقبال إن كنت حاملاً وكأنه يستفزني. لم أعد أصدق عقلي كل هذه المعاناة معهم ويسألني هذا السؤال، كتمت في نفسي ولم أعره أي اهتمام، وانتظرت موعد دخولي إلى الطبيبة". دخلت أم عبدالرحمن أخيراw على الطبيبة وشرحت لها حالتها وأن الطفل متوفى بحسب الإشاعة التي أجريت لها في مستشفى"أهلي"عندما شعرت أن الآلام تزداد، ولكن الطبيبة رفضت قبول الإشاعة التي أحضرتها، لأن المستشفى لا يقبل أي أشعة صوتية من الخارج!،"أعطتني موعداً لإشاعة صوتية مستعجلة مرة ثانية وأخبرتني أن الرحم مغلق، ولا يوجد صوت لنبضات الجنين، وهي لا تستطيع فعل أي شيء إلا حينما تتسلم الإشاعة الثانية يوم السبت"، وتضيف"تخيلوا... اليوم الأربعاء وغدا الخميس وبعده الجمعة ثم السبت، أسئلة كثيرة تدور في عقلي، ماذا سيفعلون بي يوم السبت؟، هل سيستمر مسلسل معاناتي مع المستشفى؟، لماذا أرى التفرقة في التعامل". أخيراً قررت أم عبدالرحمن عدم مراجعة مستشفى الجامعي بعد هذه المعاناة، سواء مع الألم أو الامتهان والتعامل الجاف.