سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئىس مجلس الشورى يعطينا مؤشراً إلى أنه مؤمن ومقتنع بحق المرأة الشرعي في عضوية المجلس . الباحثة سهيلة زين العابدين : ولي العهد حمل البشارة للمرأة السعودية
العمل التطوعي يمنح صاحبه آفاقاً لا حدود لها فينطلق في كل اتجاه. ضيفتنا هنا تركت العمل الرسمي لأنها رأت فيه قيداً في عملها وإبداعها... الأستاذة سهيلة زين العابدين حماد ابنة المدينةالمنورة، ومن هناك كانت انطلاقتها للمرأة وقضاياها وللعمل الإسلامي وفنونه، هي عضو في أكثر من اتحاد ولجنة ورابطة، لا تهدأ أبداً، دائماً تشغلها قضية ما فتستميت لأجلها وتضحي بكل شيء لتقدم رسالتها وفكرها، تخلت عن عدد من المناصب لأجل أن لا تجبر على التنازل عن قضاياها، هي شخصية مثيرة في كل شيء، ودائماً هناك جديد يصحبها. دعونا نتجول وإياكم في شتى الميادين والاتجاهات. طفولتك وشبابك... أي ذكريات عنهما لا تزال تسكنك حتى الآن؟ - كلها تسكنني بحلوها ومرها، بأفراحها وأحزانها، لأنَّ منها تشكلت شخصيتي، وتكوَّنت مبادئي وقيمي وآرائي وثقافتي، فعن أيّها أحدثك؟ عن مرحلة الطفولة التي كانت كلها حبوراً وسعادة وحرية وانطلاقاً في أحضان الطبيعة الجميلة، حيث كنا نقضي فصل الصيف في بستان جدي"الفيروزية"، أم أحدثك عن سنوات الكفاح والجهاد من أجل التحصيل العلمي، وجهاد أمي وأبي - رحمهما الله - من أجل تعليمي أنا وإخوتي، حيث تلقيتُ تعليمي المتوسط والثانوي والجامعي بالانتساب من طريق المنازل؟ وكيف كان أبي - رحمه الله - يرافقني أنا وأختي إلى الرياض لأداء الامتحان في جامعة الملك سعود، وعلى رغم كبر سنه كان بنفسه يذهب إلى دور الطلبة ليأخذ منهم المحاضرات ليصورها، ويعيدها إليهم؟ وكيف كان ينتظرني أنا وأختي عند بوابة لجنة الامتحان ثلاث ساعات ونصفاً، حيث يوصلنا للجنة، ويبقى ينتظرنا إلى أن ينتهي الامتحان، حرصاً منه على وقتنا. أأحدثك كيف فنت أمي نفسها من أجل تربيتنا أم أحدثك عن أبي الذي كان يجمعني أنا وأخواتي البنات ليستشيرنا في أمور العائلة، ولم يكن يجبرنا قط على أمر نكرهه، ولم يؤثر أخانا الوحيد علينا؟ وكيف كان يأتمنني على أمواله وأوراقه"إذ كنتُ أمينة صندوقه. أم أحدثك عن شغفي بالقراءة منذ الصغر، وكيف كنتُ أحرص في طفولتي على قراءة كتب الأستاذ عباس محمود العقاد، وكنتُ أستغرب من مقولة الدكتور طه حسين أنَّه لا يفهم العقاد، إذ كنتُ وأنا طفلة لم أبلغ العاشرة بعد أقرؤه وأفهمه، كما كنتُ أقرأ لبنت الشاطئ، وكنتُ أنتقد مغالاتها في ما تكتبه عن غيرة أمهات المؤمنين، ولا سيما السيدة عائشة - رضي الله عنها - كما كنتُ حريصة على قراءة مجلة العربي، ومجلة آخر ساعة والمصور، وحواء، وحريصة أيضاً على سماع البرامج الأدبية والثقافية في إذاعتي صوت العرب والقاهرة؟ أأحدثك عن والدي - رحمه الله - كيف غرس في، وفي إخوتي الجرأة في قول الحق والثبات عليه أم أحدثك عن كم كان أبي ينفق على تعليمي أنا وأخواتي رغم محدودية دخلنا، وكان يقول المال يفنى والعلم يبقى، ولذا تجده فتح لنا مدرسة خاصة في بيتنا منذ السنة الأولى المتوسطة حتى الثانوية العامة. كنتُ أنا وأختان لي طالباتها فقط، إذ كان ثلاثتنا في سنة دراسية واحدة، أم أحدثك عن جلسات أبي معنا التي كان يلقي لنا فيها دروساً في القرآن الكريم، والسيرة النبوية والتاريخ والأدب واللغة والنحو والأحاجي والألغاز؟ أأحدثك عن تجربتي في مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المدينةالمنورة التي أسهمتُ في تأسيسها ورأستها سبع سنوات، ووضعتُ هيكلها التنظيمي والإداري الذي تسير عليه الآن جميع مدارس جمعيات تحفيظ القرآن النسوية في المملكة، وقد خرَّجتُ مئات الحافظات، وكنت سأنشئ جامعة إسلامية نسوية في المدينةالمنورة، ولكن أعداء النجاح حاربوا هذا المشروع، وأوقفوه مع أنَّ الدراسة كانت ستبدأ في معهد الدراسات القرآنية الذي طالبتُ بإنشائه وأعددتُ 35 طالبة للدراسة فيه، إذ أتممن حفظ كامل المصحف مع تمكنهن من إعراب الآيات القرآنية، وكنتُ سأخرج ألف حافظة للمصحف كاملاً سنويا ابتداءً من عام 1417ه - 1997 ومحاربة هذا المشروع كانت السبب في إصراري على الاستقالة من رئاسة هذه المدارس. هذه الذكريات جميعها، وغيرها هي التي صقلت شخصيتي، وكان لها أكبر الأثر في ما أنا عليه الآن. التاريخ خدمني اختيارك التاريخ تخصصاً دراسياً ماذا منحك؟ - منحني الكثير، منحي أولاً التأكد من صحة الخبر أو المعلومة عملاً بقوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، ومنحني الصبر على مواصلة البحث والدراسة للتأكد والتثبت من صحة المعلومة، وإخضاع الروايات الضعيفة لعلمي الجرح والتعديل، كما منحني الكيفية التي أستطيع بها تحليل الحدث أو الظاهرة للوقوف على أسبابها للتمكن من علاجها، وهذا يتطلب منك التعرف على الأحوال الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية للمجتمع الذي تدرس فيه الحدث أو الظاهرة، الكتابة والبحث العلمي والعمل التطوعي تسببت في عزوفك عن العمل الرسمي. ما الذي أغراك بها وجعلك تتنازلين عن كل المناصب وهل كنت تشعرين أن العمل الرسمي قد لا يمنحك الانطلاقة والحرية المأمولة؟ - لقد وجدت أنَّ دوَّامة العمل الإداري والرسمي ستأخذني عن مشروعي الفكري الإصلاحي، فأنا صاحبة فكر ولي رسالة، ولا أريد أي قيد يعرقلني عن أداء مهمتي. دراستك النقدية لعدد من المفكرين والأدباء ووضعهم تحت مجهر الإسلام. هل جرت عليك ويلات، وهل استمتعت بتلك المرحلة، وبمَ خرجت منها؟ - واجهتني بعض الاعتراضات من الحداثيين، وأتباع المنهج المادي، وتوقف نشر فكر توفيق الحكيم بناءً على طلب من أنصاره، ولكن في المقابل وجدتُ ترحيباً وتشجيعاً من كبار العلماء والنقاد والأدباء في مقدمهم الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - وكذا أشاد به في أكثر من مقالة المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار - رحمه الله"، كما أشاد به المفكر الإسلامي الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله - وأشادت به العديد من الصحف المحلية والعربية التي تصدر في العالم الإسلامي. كما حضَّرت عنه إحدى الأخوات الليبيات رسالة دكتوراة قدمتها في إحدى الجامعات الأميركية، وأصبح هذا البحث، وكتاب إحسان عبدالقدوس بين العلمانية والفرويدية مرجعين مهميْن لطلبة الدراسات العليا المهتمين بالأدب الإسلامي، وما زلتُ أواصل دراساتي النقدية في هذا المجال لأنَّها جزء من رسالتي في عملية الإصلاح والحفاظ على الهوية الإسلامية لمواجهة التحديات. وقبل ثلاث سنوات ألَّفت كتاب"أخلاقيات الكتابة الأدبية"وهو معد للنشر، وأعددت دراسة نقدية لرواية"قبل اكتمال القرن"لروائية عراقية نُشرت في العام الماضي في مجلة مشكاة التي تصدر في المغرب، ولي دراسة عن أدب الأستاذ نجيب محفوظ بين الرمزية والواقعية الاشتراكية التي كتبتها قبل سنتيْن، لم تُنشر بعد، وأنا سعيدة بهذه التجربة التي كان حصادها 26 مؤلفاً شملت الجانبيْن التنظيري والتطبيقي. مشكلات الاتحادات أنت عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين... ماذا قدم هذا الاتحاد للمسلمين؟ كيف تقومين أداء الاتحادات الإسلامية بشكل عام..؟ - من المؤسف أنَّك تجد مثل هذا الاتحاد يُنشأ في بريطانيا، ولم يُنشأ في أية دولة عربية أو إسلامية، فكيف يستطيع مثل هذا الاتحاد أن يؤدي دوره، ولم يُرخص له رسمياً في الدول العربية والإسلامية؟ إضافة إلى افتقاره إلى التمويل المادي. إنَّ أعضاء الاتحاد من مختلف الدول العربية والإسلامية، ونحن الأعضاء كيف نستطيع أن نمارس أنشطتنا ما لم تكن للاتحاد مكاتب في بلداننا مرخصة رسمياً، نستطيع أن نجتمع فيها، ونضع خططنا وبرامجنا تحت مظلة شرعية بموافقة الدولة، فالعمل في الظل لا أحبذه، أحب أن تكون أعمالنا في النور، وهذه هي العقبات التي تعترض الاتحادات الإسلامية، وكم أتمنى أنَّ الحكومات العربية والإسلامية تمنح هذه الاتحادات تراخيص رسمية لمزاولة أعمالها، وعقد المؤتمرات والاجتماعات فيها، حتى تستطيع أن تحقق أهدافها التي هي من أجل مصلحة وصلاح الأمة الإسلامية. الاتحادات النسائية كثيرة... وأنت عضو في أكثر من اتحاد... هل للمرأة المسلمة برنامج واضح... وهل هناك قيادات نسائية تحمل هم المرأة..؟ - لقد كنتُ في مؤتمريْن في الأسبوعين الماضيين عن المرأة، وطالبتُ فيهما بأن تكون القاعدة الأساسية التي ترتكز عليها المرأة المسلمة في مطالبها هي المطالبة بالنظر إليها نظرة الإسلام لها، والمطالبة بكامل حقوقها التي منحها إيَّاها الإسلام، ولتحقق هذين الهدفين عليها أن تركز جهودها، وتوحدها في تصحيح المفاهيم الخاطئة لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالمرأة، والقضاء على جميع الأعراف والعادات والتقاليد المتعارضة مع الإسلام. وهذا البرنامج الذي نسير عليه نحن في المملكة وأتمنى أن تتبناه القيادات النسائية في العالمين العربي والإسلامي. المرأة السعودية المرأة السعودية... ما الذي ينقصها, ولماذا لا تمنح الثقة الكاملة لأداء رسالتها..؟ -ينقصها الوعي بحقوقها، والجرأة في المطالبة بها، وعدم الخوف من المطالبة، كما تنقصها رابطة تجمع النساء السعوديات، وتوحيد جهودهن في تصحيح المفاهيم، والمطالبة بحقوقهن في الإسلام، وإن تمكنت من تصحيح المفاهيم، ولا سيما قول الرسول صلى الله عليه وسلم"ما رأيتُ من ناقصات عقل ودين أذهب بلب الرجل الحازم من إحداكن"بأنَّ هذا الحديث يدل على ذكاء المرأة التي تستطيع برقتها وحنانها أن تأخذ بعقل الرجل الحازم، وأنَّها لو كانت من دون الرجل عقلاً لما ساوى الخالق بينها وبين الرجل في القصاص والحدود والعقوبات التي تسقط عن الصغير والمعتوه والمجنون، ولما قبلت روايتها للحديث، ولما قبلت فتواها. * هل تتوقعين أنَّ الرجل السعودي يخشى من نهوض المرأة لذا يخترع العراقيل..؟ وأي مستقبل ترينه ينتظرها..؟ - للأسف الشديد يريد بعض الرجال وهذا البعض ليس بقليل أن تكون المرأة التابع الخانع الخاضع للرجل، ويستكثرون عليها ما أعطاها خالقها من حقوق"لذا تجدهم يعطلون كثيراً من الآيات القرآنية المتعلقة بحقوق المرأة، ويبعدونها من مقاصدها، ويعتبرون من يُطالب بحقيقة مضامينها علمانياً خرج عن الملة، وتشن عليه حملات هجومية شديدة، ولكن في الأمة يوجد عقلاء، وعلماء، ورجال منصفون يخشوْن الله، وينظرون إلى المرأة نظرة الإسلام لها، ويطالبون بحقوقها، ومن هؤلاء أولي الأمر في هذه البلاد، لذا أنا متفائلة بأنَّ الخير كل الخير ينتظر المرأة السعودية، إن تضامنا جميعاً من أجل حصولها على حقوقها في الإسلام وضوابطه قبل أن يفلت الزمام منا، وتنال ما يريده الآخر لها وفقاً لمعطياته ومخططاته التي تستهدف انهيار الأسرة المسلمة، وتحلل المرأة المسلمة من قيم الإسلام ومبادئه وأخلاقياته، وتدين بالولاء لهذا الآخر، وتربي أولادها على هذا الولاء. نادى البعض بوزارة للمرأة هنا لأجل تنظيم حقوقها ورفع الظلم عنها... هل تجدينها فكره صالحة للتطبيق..؟ - ولمَ لا؟ بشرط أن تتولى هذه الوزارة امرأة مدركة تماماً لحقوق المرأة في الإسلام طبقاً للمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل. مجلس الشورى... مجلس الوزراء هل سيطول انتظارنا لدخول امرأة إلى أروقتهما..؟ - أنا متفائلة جداً"لذا فانتظارنا لن يطول، وكما ألمح ولي العهد الأمير عبدالله إلى أنَّه في غضون سنوات لن تتجاوز عدد أصابع اليد سيكون للمرأة مشاركات في أماكن قيادية، وكما نجد رئيس مجلس الشورى في حديثه لجريدة الأهرام القاهرية عن مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى لم يذكر أنَّ هناك حرمة شرعية على وجودها في مجلس الشورى، وإن كانت مشاركتها غير مطروحة الآن على الصعيد الرسمي، والذي يهمني أنَّه لم يشر إلى ما يردده بعض المعارضين أنَّ ثمة حرمة شرعية في عضوية المرأة في مجلس الشورى، فهذا يعطينا مؤشراً إلى أنَّه مؤمن ومقتنع بحق المرأة الشرعي في عضوية مجلس الشورى"لذا فأنا متفائلة جداً. لماذا التخوف من البعض في إعلان آرائه... هل هو الخوف من المجتمع..؟ - في رأيي أنّ الإنسان إذا كان صاحب رسالة ومشروع إصلاحي كبير، ولديه حججه وبراهينه المدعمة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فلا يخشى في قول الحق لومة لائم، عليه بالمواجهة ومحاجة المعارضين، وفتح قنوات الحوار معهم لإقناعهم، وإن كانوا معارضين لاعتقادهم أنَّ قوله يتعارض مع الدين أو مع المصلحة العامة، فسيقتنعون بحواره ونقاشه معهم، ولكن إن كانت دعوته وآراؤه تتعارض مع مصالحهم الشخصية، فسيكشف أمرهم حتى لو ألَّبوا أعوانهم عليه وأساءوا إليه وشنوا حملة كبيرة لتشويه صورته ومكانته، وتقويله ما لم يقله، أو تأويل أقواله إلى معان بعيدة، أو اجتزاز بعض أقواله، وإعادة تركيبها... إلخ من الأساليب غير الإنسانية وغير الأخلاقية. ثلاثة قرارات لو طلبوا منك ثلاثة قرارات لأجل المرأة السعودية... وثلاثة قرارات لأجل التربية والتعليم... وثلاثة قرارات لأجل المجتمع المدني، فماذا ستقدمين..؟ 1- منح المرأة البالغة الرشيد الأهلية الكاملة في الولاية على نفسها وأموالها، وعلى من تعولهم أو المسؤولة عنهم، بعدم اشتراط ولي الأمر في أي أمر يخصها، ويخص من تعولهم، أو مسؤولة عنهم، باستثناء عقد نكاحها، وهذا حق من حقوقها منحه الإسلام لها، فالإسلام أزال عن المرأة تهمة القصر الدائم التي ألحقتها بها التشريعات السابقة للإسلام، وعوملت أمام الشرع والقانون معاملة كاملي الأهلية في الحدود والقصاص والعقوبات، فلم لا تعامل كذلك في بقية أمور حياتها؟، لمَ عليها الغُرم، وليس لها الغُنم؟ المرأة البالغة القادرة على حماية نفسها لا ولاية عليها، وبخاصة المرأة المتعلمة والعاملة، وهذا ما قاله الفقهاء. 2- منحها كامل حقوقها السياسية التي منحها إياها الإسلام، كعضويتها في مجلس الشورى في جميع لجانه، وحقوق الانتخاب والترشيح والولاية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه حقوق منحها إياها الإسلام بنصوص قرآنية قطعية الدلالة، ومارستها المرأة المسلمة في العهدين النبوي والراشدي، ومشاركة المرأة ضرورة شرعية واجتماعية لأنَّ مهمة المرأة مهمة تكاملية، ولا يتحقق التوازن في المجتمع إلاَّ بمشاركتها، لأنَّ الرجل ينظر إلى الأمور بنظرة أحادية ذكورية، ويعالج القضايا من منظوره، وطبقاً لمشكلاته ومعاناته هو فقط. 3- إنشاء محاكم أسرية وتقنين قانون الأحوال الشخصية، وإلحاق لجان نسائية تشريعية وقانونية بالمحاكم، لتلقي دعاوى النساء، وإرشادهن للطرق القانونية، والسماع إليهن، ورفع تقرير بذلك إلى القاضي، لأنَّ المرأة تخجل من التحدث إلى القاضي، وهناك من القضاة للأسف من لا يستمعون إلى النساء، ولا يثقون في صحة أقوالهن لنظرة البعض الدونية للمرأة. قرار رابع أستأذنك في إضافته: وهو تخفيض ساعات عمل المرأة عن ساعات عمل الرجل لتتمكن من القيام بواجباتها التربوية والأسرية لأطفالها، لأنَّ المرأة تتولى أهمية إعداد الإنسان، وهذا يتطلب توفير جزء من طاقاتها وأوقاتها لهذه المهمة الأساسية، مع إلغاء تعيين المعلمات في قرى نائية، أو توفر لهن مواصلات مؤمنة، مع إعطائهن بدلات تعيين في القرى. قرارات بشأن التربية والتعليم 1- عدم فصل التربية عن التعليم"إذ من الملاحظ أنَّ التربية الإسلامية منفصلة تماماً عن العملية التعليمية، فلا بد من تغيير طرائق التدريس المعتمدة على التلقين، واستبدالها بالطرق التي تقوم على إعمال العقل في التحليل والاستنتاج والاستنباط لتفجير طاقات الإبداع والابتكار، ومنحهم القدرة على النقد والتقويم، والقدرة على إبداء الرأي وحرية التعبير، وتأهيل المعلمين والمعلمات على التدريس بهذه الطرائق، بإرسال المتميزين منهم للتدرب في الخارج، ويقوم هؤلاء بتدريب آخرين. 2- تغيير المناهج الدراسية، مع التركيز على العلوم الدينية في المناهج التعليمية على اختلاف مراحلها، مع العناية بإعدادها وصياغتها بحيث تجيب عن تساؤلات أبناء وبنات هذا الجيل، وتزيل ما في أذهانهم من تشويه وتشويش حول دينهم وعقيدتهم، وأن تسهم في تربيتهم تربية دينية قويمة وسطية بعيدة من التنطع والتشدد والتطرف تقوي إيمانهم بخالقهم، وتجعلهم يراقبونه في كل أعمالهم وأقوالهم، وتحثهم على الإبداع والابتكار، مع تغيير النظرة إلى المرأة القائمة على التقليل من شأنها، وإضافة مادة حقوق الإنسان المتضمنة حقوق المرأة في الإسلام طبقاً للنظرة الوسطية المعتدلة، وإدخال أيضاً مادة التربية المهنية فالمنهج الجيد هو ذلك المنهج الذي يفسح مكاناً لتربية تلاميذ المرحلة الابتدائية تربية مهنية. 3- مساواة الذكور والإناث في جميع الإمكانات والكفاءات والمعامل والمكتبات والمباني، مع السماح للبنات بالتخصص في العلوم السياسية والإعلام، وسائر التخصصات التقنية. قرارات بشأن المجتمع المدني 1- إنشاء نقابات مهنية تضم العاملين من الرجال والنساء. 2- إنشاء رابطة للنساء السعوديات تهتم بتوعية المجتمع بحقوق المرأة وواجباتها طبقاً للمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، وتطالب بإلغاء جميع العادات والتقاليد والأعراف المتعارضة مع تعاليم الإسلام، والنظر إلى المرأة نظرة الإسلام لها كإنسان يحمل أمانة الاستخلاف، وكشقيقة للرجل، وأنَّها خلقت لعبادة الله، وليس لمتعة الرجل، وتطالب بمنح المرأة كامل حقوقها التي منحها إياها الإسلام بما في ذلك حقوقها المالية والمدنية والسياسية، وتعديل جميع الأنظمة والقوانين المتعارضة مع هذه الحقوق. 3- تعيين المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية، وفي الحوار الوطني كعضو دائم. النتاج الثقافي لأدبائنا... غربي الملامح! هويتنا الإسلامية مهددة بالذوبان في الآخر، ولا سيما الهوية الثقافية والأدبية فأنت الآن عندما تقرأ لكثير من أدبائنا وشعرائنا تشم رائحة أرسطو وأفلاطون، وجان بول سارتر، وفرويد، وأينشتاين، وجان جاك روسو، ولينين وماركس في أدبهم، إذ بات أدبهم وفكرهم يمثل هؤلاء، فأنت عندما تقرأ للأستاذ توفيق الحكيم"راقصة المعبد"مثلاً تجده جعل للفن إلهاً يستغفره ويتوب إليه، وكأنه كاتب أو فيلسوف يوناني إغريقي يعيش في عصر أرسطو وأفلاطون. وعندما تقرأ للأستاذ نجيب محفوظ تجد الجنس عنصراً أساساً في قصصه ورواياته، فهو متأثر بنظرية دارون ونيتشه التي تقرر أنَّ بذرة الحياة خلقها ذاتي لا أصل لها من غير ذاتها، صارعت طبيعتها بحسب قانون البقاء، فانقسمت إلى خلايا، وتصارعت هذه الخلايا، وحكم قانون البقاء للأقوى منها. هذا ولما كان هذا الفكر، وهذه الفلسفة يوافقان ميول الأستاذ نجيب الشيوعية والماركسية، فقد أخذ به وطبَّقه في رواياته مضيفاً إليه نظريات سجموند فرويد التي تعتبر الجنس هو المحرك الأساس للسلوك الإنساني، ومن هنا جاء من حيثيات الأكاديمية السويدية في منح الأستاذ نجيب محفوظ جائزة نوبل، أنَّه قرأ دارون ونيتشه وفرويد بمعنى أنه طبَّق نظرياتهم في أدبه ورواياته. وهذه الفكرة والفلسفة تسودان في شكلهما الفني روايات الأستاذ نجيب محفوظ، وقد تكون واضحة، وقد تكون باهتة، ولكنها حتمية في كل رواياته، وتزداد وضوحاً وبروزاً في"الحرافيش". وكذلك عندما تقرأ قصص وروايات الأستاذ إحسان عبد القدوس - رحمه الله - تجدها تطبيقاً لنظريات وفلسفات فرويد وجان بول سارتر، وهكذا بالنسبة إلى عدد كبير من أدبائنا وشعرائنا، فالهوية الإسلامية قد ضاعت منهم، وتاهت في خضم هؤلاء ونظرياتهم وفلسفاتهم، وممَّا زاد الطين بلة فرض العولمة أو بالأحرى"الأمركة" إن جاز لي استخدام هذا التعبير في جميع المجالات بما فيها مجالات الفكر والأدب والثقافة، ومحاولة فرضها بالقوة العسكرية، لذا أرى ضرورة أسلمة الأدب حفاظاً على هويتنا الإسلامية. أمَّا عن رأيي في رابطة الأدب الإسلامي، فهي تعترض طريقها عقبة كبرى، هي قلة الدعم المادي، فقلة مواردها المالية تكاد تشل حركتها، وتعطل كثيراً من مشاريعها. سيرة ذاتية سهيلة زين العابدين محمد حماد. المؤهلات والوظائف: بكالوريوس آداب قسم تاريخ من جامعة الملك سعود. دبلوم دراسات عليا"تاريخ إسلامي"- جامعة الأزهر. معلمة تاريخ في المدينةالمنورة. مساعدة مديرة مدرسة. رئيسة المدارس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في المدينةالمنورة ? سابقاً. رئيسة لجنة الأديبات الإسلاميات في رابطة الأدب الإسلامي. عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. عضو الاتحاد النسائي العالمي. المؤلفات: مسيرة المرأة السعودية إلى أين؟ المرأة بين الإفراط والتفريط. دور المرأة المسلمة في وضعنا الراهن. إحسان عبدالقدوس بين العلمانية والفرويدية. الإعلام في العالم الإسلامي الواقع... والمستقبل. من وراء أحداث سبتمبر؟ ومؤلفات وبحوث ودراسات أخرى.