استعرض وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجية الست خلال اجتماعهم التشاوري الذي أختتم أمس في الرياض، المتغيرات والمستجدات الأمنية إقليميا ودولياً، في ظل ما يواجهه العالم بأسره من انتشار لظاهرة الإرهاب، وخطورته المتنامية على السلم والأمن الدوليين، وما يشكله من ترويع للآمنين وإزهاق للأرواح البريئة، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل الخطط التنموية، وأكد الوزراء على المواقف الثابتة لدول مجلس التعاون من هذه الآفة الخطيرة، التي تنبذ الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره، واياً كان مصدره، وما يساق له من أسباب غير مبررة، مكررين في الوقت نفسه دعوة مجلس التعاون إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة هذا الخطر الداهم، ومواجهته على كل المستويات وبمختلف الوسائل، وذلك من خلال تحديد مفهوم وتعريف محدد للإرهاب يميزه عن الشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي، وتأكيداً لهذه المواقف اتخذت دول مجلس التعاون التي عانت ولا تزال من تداعيات هذا الداء العديد من الخطوات والوسائل والآليات التي ستمكنها - بإذن الله تعالى- من تطويق ودحر مخططات العناصر الإرهابية الضالة، وتحفظ لشعوب دول المجلس ما تنعم به من استقرار وازدهار. كما أكد الوزراء ان هناك جرائم أخرى لا تقل خطورة على مجتمعات دول المجلس كظاهرة انتشار المخدرات، وجرائم غسيل الأموال، التي يجب تكثيف الجهود وتطوير آليات المكافحة لها، من خلال سرعة تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية المعنية في الدول الأعضاء. وتدارس الوزراء مسار التنسيق والتعاون الأمنيين بين دول المجلس في ضوء قرارات المجلس الأعلى، وقرارات اجتماعهم الثالث والعشرين، وأبدى الوزراء ارتياحهم لما اتخذته الدول الأعضاء من إجراءات تنفيذية لتلك القرارات، وخصوصاً منها ما يتعلق بتسيهل تنقل المواطنين بين الدول الأعضاء بالبطاقة الشخصية لتكثيف اتصالهم وتواصلهم، وتسهيل منح التأشيرات السياحية وتأشيرات رجال الأعمال، وغيرها من المواضيع الأخرى ذات العلاقة ببعض مجالات العمل المشترك الأخرى التي تهدف إلى تعزيز المسيرة وتفعيلها. وأعرب الوزراء عن خالص شكرهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مقدرين لوزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، الجهود المتميزة في الاعداد والترتيب لعقد هذا اللقاء المبارك.