اختتم أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية امس اعمال اجتماعهم التشاوري السادس وذلك بقصر المؤتمرات في الرياض. ورأس وفد المملكة في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية. وكانت الجلسة الافتتاحية بدأت بكلمة لمعالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بمملكة البحرين. والقى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: انها للحظة سعيدة ان نلتقي جميعاً في هذا اليوم المبارك ومن حسن حظنا ان اجتماعنا التشاوري اتى بعد اجتماع قادتنا واصبحت الأمور ميسرة أمامنا أن نسلك ما رسموه لنا من طريق اشكر معالي الأخ العزيز عن سؤالكم عن صحة مولاي خادم الحرمين الشريفين وكذلك أصحاب المعالي وأحب أن اطمئنكم انه في تقدم وفي هذا اليوم بالذات كان التحسن كبيرا جداً والتقدم كبيراً جداً وصحته الحمد لله في أفضل ما يكون وكل شيء في أفضل مستوى وأفضل ناحية صحية والجميع مطمئنين لصحة مولاي وإن شاء الله يغادر المستشفى خلال الايام القلائل إن شاء الله. كما أننا سعداء بنجاح العملية لصاحب السمو الشيخ جابر الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة ونبارك لانفسنا ولشعب الكويت العزيز بنجاح هذه العملية. قبل ان ابدأ كلمتي احب ان أرحب بزميلنا معالي الأخ عبدالله بن ناصر الخليفة آل ثاني مشاركاً لنا كوزير داخلية لدولة قطر الشقيقة، كما نذكر بالخير سلفه الشيخ حمد بن ناصر بن قاسم آل ثاني بما شاركنا به من أعمال طيبة. لاشك ان اجتماعنا هذا كاجتمعات سابقة خلال السنوات هذه كانت في ظروف أمنية غير عادية وقد واجهنا جرائم شرسة تسيء أول ما تسيء للإسلام مع انها تدعي الإسلام وهي أبعد ما تكون عن الإسلام وأكبر مسيء للإسلام خالية من كل الاعتبارات الدينية والإنسانية وللاسف ان اعداءالدين واعداء الوطن وجدوا اشخاصاً ضللوهم وشحنوا افكارهم بالافكار الخاطئة واستعملوهم ادوات في القتل والتدمير ولكن ارادة الله وعونه ثم يقظة رجال الأمن في دولنا جميعاً واتحدث عن المملكة العربية السعودية وكل ما يحدث يقال فقد كان والحمد لله رجال الأمن في بلدكم هذا في أفضل مستوى وقد حققوا الكثير في دحر هؤلاء الضالين ومنعوا حدوث أشياء أكثر وإن شاء الله انه سيقضى عليهم جميعاً في وقت ارجو ان الا يطول ولكن نحن نعيش ضمن هذا العالم وبجوار مواقع فيها الأمن مفقود ولذلك علينا ان نواجه هذا الواقع ونعمل بكل جد واجتهاد لتجنيب بلادنا وشعوبنا مخاطر هذه الأعمال الإرهابية. واضاف سموه قائلاً: أنا أعلم بالتأكيد وكلكم تشاركوني هذا ان جميع المواطنين في دولنا دائماً يتطلعون الآن لرجال الأمن وهذا شرف لرجال الأمن أن يقوموا بواجبهم في خدمة بلادهم ودرء الشر عنها ونرجو إن شاء الله ان يكون أبناء الوطن من رجال الأمن عند حسن ظن اخوانهم المواطنين في كل دولة من دول مجلس التعاون ولكن الأمور تحتاج إلى العمل الجاد وتحتاج إلى رفع مستوى الأداء وتيسير الامكانات ثم تحتاج إلى أننا نسرع في تنظيم علاقتنا بعضنا ببعض في هذا المجال وننظم الأمور بالشكل الذي يجعلنا نعمل كجهاز واحد ونقوي قدرة القنوات بيننا وبين بعض على كافة المستويات ما اعتقد ان الأخوة يشاركوننا لأن في العمل الأمني الساعة لها قيمة في التعامل مع أي حدث أمني والحوادث الأمنية والجرائم الأمنية لا تنبي عن نفسها بل قد تفاجئك إذا لم تكن على استعداد كامل لها. ارجو من الله عز وجل أن يشد ازرنا جميعاً وان يوفق الله رجال أمننا جميعاً بالتوفيق والسداد وان يعطيهم القوة والإيمان الدائم بالتضحية في سبيل الله ثم سبيل دينهم وسبيل أوطانهم وامتهم وهذا الحمد لله ما هو حاصل الآن. واكد سمو وزير الداخلية: نحن نعيش هذا الإرهاب والعالم كله يواجه هذا العمل وعلينا ان نكون في مقدمة دول العالم التي تكافح الإرهاب وان نمد أيدينا لمن يريد ان يتعاون معنا تعاوناً مفيداً وهذا موجود ولعلكم كما تفضل معالي الرئيس انعقاد مؤتمر مكافحة الإرهاب هنا في الرياض بمبادرة من المملكة ورعاية من صاحب السمو الملكي سيدي ولي العهد المعظم، ثم اقتراح سموه بإنشاء المركز لمكافحة الإرهاب وهو مركز دولي وهذا ما تقرر وإن شاء الله يكون تعاوناً جميعاً بداية لتحقيق هذا الأمل الذي هو فعلاً سيحقق الكثير وسيجمع الجهود الدولية لمكافحة هذه الآفة. والحقيقة لسنا معذورين في العالم كله واقصد أجهزة الأمن ان نبقي مصادر هذا الإرهاب قائمة فلا بد أن تنتهي ولا بد أن تجتث لأن إذا لم يجتث المنبع والمصدر سيبقى العمل الإرهابي موجود. أرجو إن شاء الله أن تعاوننا يكون فاعلاً ومفيداً وأن نقدم لعالمنا العربي وللعالم كله تنظيما وقدوة تستطيع أن تسهم إسهاما فاعلا في العمل الأمني ومكافحة الإرهاب. أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني وأشكر معالي الأمين العام على جميع الترتيبات التي عملت لانعقاد لقائنا هذا المبارك أرجو من الله أن يكون عوناً لنا وأن يجعل فيما تعملون الخير والسداد وأن يعينكم على القيام بواجبنا تجاه ديننا وأمتنا ويعلم الله أننا لا نعمل إلا لمكافحة الشر وتحقيق الأمن والاستقرار لكل مواطن في بلادنا وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكان وزراء داخلية دول مجلس التعاون قد أدلوا بتصريحات صحافية لدى وصولهم إلى الرياض أكدوا فيها على ضرورة التكاتف الأمني بين دول المجلس والتنسيق فيما بينهم لمواجهة المخاطر الأمنية وفي مقدمتها الإرهاب ومكافحة المخدرات وجرائم غسل الأموال مؤملين أن يؤصل الاجتماع التشاوري إلى الرؤى المشتركة والإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار الذي تنعم به دول المنطقة. وصدر بيان في ختام أعمال الاجتماع التشاوري جاء فيه: اختتم اليوم - أمس - الثلاثاء أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعهم التشاوري السادس، في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وذلك برئاسة معالي الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة - وزير الداخلية بمملكة البحرين رئيس الاجتماع، وبحضور معالي عبدالرحمن بن حمد العطية، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وانعقد اللقاء التشاوري السادس لاصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمقر الأمانة العامة بالرياض يوم الثلاثاء 23 ربيع الآخر 1426ه الموافق 31 مايو 2005م وقد ترأس اللقاء معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بمملكة البحرين وبحضور كل من: الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان - وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية، ومعالي السيد سعود بن ابراهيم البوسعيدي - وزير الداخلية بسلطنة عمان، ومعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني - وزير الدولة للشؤون الداخلية عضو مجلس الوزراء بدولة قطر، ومعالي الشيخ نواف الأحمد الصباح - النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت، وبحضور معالي عبدالرحمن بن حمد العطية - الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. واستعرض الوزراء المتغيرات والمستجدات الأمنية اقليميا ودوليا في ظل ما يواجهه العالم باسره من انتشار لظاهرة الإرهاب وخطورته المتنامية على السلم والأمن الدوليين وما يشكله من ترويع للآمنين وازهاق للارواح البريئة وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وتعطيل للخطط التنموية. واكد الوزراء على المواقف الثابتة لدول مجلس التعاون من هذه الآفة الخطيرة والتي تنبذ الإرهاب بمختلف اشكاله وصوره وايا كان مصدره ومايساق له من اسباب غير مبررة مكررين في الوقت نفسه دعوة دول مجلس التعاون إلى تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة هذا الخطر الداهم ومواجهته على كل المستويات وبمختلف الوسائل وذلك من خلال تحديد مفهوم وتعريف محدد للارهاب يميزه عن الشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي وتاكيدا لهذه المواقف اتخذت دول مجلس التعاون التي تعاني ولاتزال من تداعيات هذا الداء العديد من الخطوات والوسائل والآليات التي ستمكنها باذن الله تعالى من تطويق ودحر مخططات العناصر الإرهابية الضالة وتحفظ لشعوب دول المجلس ماتنعم به من استقرار وازدهار. كما اكد الوزراء على ان هناك جرائم اخرى لاتقل خطورة على مجتمعات دول المجلس كظاهرة انتشار المخدرات وجرائم غسل الأموال والتي يجب تكثيف الجهود وتطوير اليات المكافحة لها من خلال سرعة تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية المعنية في الدول الأعضاء. تدارس الوزراء مسار التنسيق والتعاون الأمني بين دول المجلس في ضوء قرارات المجلس الأعلى الموقر وقرارات اجتماعهم الثالث والعشرين وابدى الوزراء ارتياحهم لما اتخذته الدول الأعضاء من اجراءات تنفيذيه لتلك القرارات وخاصة منها مايتعلق بتسهيل تنقل المواطنين بين الدول الأعضاء بالبطاقة الشخصية لتكثيف اتصالهم وتواصلهم وتسهيل منح التاشيرات السياحية وتاشيرات رجال الأعمال وغيرها من الموضوعات الأخرى ذات العلاقه ببعض مجالات العمل المشترك الأخرى والتي تهدف إلى تعزيز المسيرة وتفعليها. عبر الوزراء عن خالص شكرهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على كرم الضيافة وحسن الاستقبال مقدرين لوزراء الداخلية في المملكة العربية السعودية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية للجهود المتميزة في الإعداد والترتيب لعقد هذا اللقاء المبارك.