فاز الهلال بكأس سمو ولي العهد، ولم يكن ذلك غريباً على ناد مثل نادي الهلال... وعلى أرضه وبين جماهيره. فأي فريق يلعب في دفاعه مقاتل مثل تفاريس.. ويطير في ظهيره شاهين مثل أحمد الدوخي... ويسند رايته فارس مثل خالد عزيز ويتحرك به مشاغب مثل الشلهوب... ويحيك له ذئب مثل سامي... صعبة هزيمته. وناهيك عن كل هذا، محمد بن فيصل تحمل مسؤولية كيان مثل الهلال في أحلك الظروف... بكل شجاعة وإقدام؟... وعمل بصدق وجد وبثقة وحزم... وكان له"رجال"من خلف الكواليس يساندونه بلا هوادة... ولذلك، يستاهل أبو سلطان أن يحقق أحلامه ويرتقي على تلك المنصة ويرفع رأسه مصافحاً ولي العهد مستلماً الكأس الثمينة من يديه الكريمتين.. أما رجال القادسية الأبطال، فقد بيضوها ورفعوا رأس أهالي الشرقية كلهم. فريق عنيد عتيد صعب... لو لم يضيع أحد مهاجميه الفرصة الثانية التي سنحت له بعد الهدف الأول، وتقدم بهدفين بدلاً من هدف واحد، لكان هناك سيناريو آخر مختلف تماماً للمباراة. فالفريق الذي يلعب له موسيقار مثل عبده حكمي، وفنان مثل الخرازي، وبطل مثل ياسر، ولاعبون آخرون أفذاذ في معظم المراكز الأخرى، فريق يستاهل اللعب على النهائي... بل والفوز فيه. المفرج كاد أن يورط فريقه مرتين... فهو لاعب محترف يلعب في فريق االهلال، لذا يحتاج أن يجد حلاً لموضوع ترامي أطرافه عندما يكون داخل خط الثماني عشرة... على الأقل. أما ياسر فقد كان كبيراً عندما همّ بمصافحة حكم اللقاء الإيطالي، على رغم قرار الطرد"الظالم"الذي جاء في وقت حساس جداً من عمر اللقاء.... وعلى رغم حركات خالد عزيز الاستفزازية له بعدما أشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجهه... خرج ياسر بكل هدوء وسط احترام الجميع، محترماً في ذلك نفسه، وفريقه وجمهور اللقاء... بل وراعي اللقاء... تمنيات أتمنى ألاّ يهبط الاتفاق... يا لاعبي الاتفاق. أتمنى أن تجبر البنوك والشركات الضخمة والغرف التجارية على تخصيص موازنات لرعاية الشباب وأنديتهم. أتمنى ولو لمرة واحدة... أن أتصل بقسم الحجز بالخطوط السعودية، وأجد مقعداً لرحلة ما في اليوم التالي... وأن يمر يوم واحد فقط من دون تأخر رحلة أوعلى الأقل ألا تُلغى!! أتمنى أن يتعلم أطفالنا احترام الوقوف في الصف الطابور... في أي مكان كان. [email protected]