أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة اتجاهها إلى وضع خطة لتعميم مشروع دراسة فيزياء السحب واستمطارها على المناطق السعودية كافة، خلال مواسم تكون السحب، وإجراء تجارب مماثلة عليها. وجاء الإعلان أمس خلال اجتماع في حضور رئيس الأرصاد والبيئة الأمير تركي بن ناصر للاطلاع على نتائج دراسة تجربة مشروع الاستمطار الذي نفذته الرئاسة في منطقة عسير صيف العام الماضي بالتعاون مع الفريق العلمي من مركز أبحاث علوم الغلاف الجوي"انكار"في ولاية كلورادو الأميركية. وحلل الفريق العلمي بمشاركة عدد من الاختصاصيين في الرئاسة معلومات ونتائج هذه التجربة، والتي استخدمت فيها طائرة أبحاث وشبكة تغطية رادارية، إضافة إلى العديد من محطات القياسات الأرضية. وبحسب نتائج الدراسة فإن الخواص الفيزيائية للسحب، وخصوصاً تكوّن قطرات الماء السحابي حصل فيها تغير عن الوضع الطبيعي حيث وجود نويات تكثف، ناتجة عن بعض الانبعاثات للملوثات، مما يؤدي إلى صغر حجم قطرات الماء السحابي، وبالتالي تقل فرصة ديناميكية التصادم والتلاحم بين القطرات. في حين استخدم خلال هذه التجربة نويات تكثف طبيعية تم بثها في السحب الركامية بطريقة علمية مدروسة نتج عنها استمرارية نمو السحب المستهدفة وزيادة نسبة الهطول. وكانت السعودية بدأت في هذه التجربة منذ تشرين الأول أكتوبر الماضي، بهدف زيادة منسوب المياه في الخزانات الأرضية وزيادة الحصيلة الإنتاجية الزراعية والحيوانية والصناعية وتحسين البيئة والغطاء النباتي للرعي. وتلخصت عملية الاستمطار في استعمال طائرة مزودة بأجهزة خاصة ومصممة لوضع المواد الأساسية للاستمطار، وبعضها على شكل جهاز شبيه بمطلق الألعاب النارية وبعضها الآخر على شكل قمع يتسع تدريجياً نحو الخارج ويتوهج وينفجر فجأة عند الاستعمال. أما المواد المستخدمة لاستمطار السحب فتتكون من يوديد الفضة إضافة إلى مادة بير كلورايت البوتاسيوم مع بعض المركبات، ويتم إطلاقها نحو السحب الركامية الشبيهة بالأبراج، وهي ذات امتداد رأسي في الغلاف الجوي، وذلك كي تستحث السحب على النمو وعمل كمية كبيرة من الأمطار.