بدأت الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة تنفيذ مشروع تجربة استمطار السحب بمنطقة عسير من خلال استخدام احدث الاجهزة والمعدات المتخصصة فى هذا المجال ومستعينة بطائرة أبحاث مجهزة لدراسة فيزياء السحب واستمطارها وبمشاركة العديد من المتخصصين فى الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة والقوات الجوية الملكية السعودية والجامعات السعودية ومراكز الابحاث المختصة من داخل المملكة وخارجها. كما تشارك فى المشروع كلية الارصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة بمحطة رصد متكاملة فى المنطقة الساحلية اضافة الى القوات الجوية الملكية السعودية ممثلة فى قاعدة الملك خالد الجوية مقر انطلاق العمليات للمشروع والدعم اللوجستى لمساندة عمليات البحث واستمطار السحب. وتبرز تجربة استمطار السحب باستخدام تكنولوجيا العلم التطبيقى بسبب تأثير الجفاف الشديد المتكرر فى بعض المناطق القليلة المصادر للمياة للتخفيف من حدته. وكانت اولى المحاولات لاستخدام هذه الطريقة قد بدأت فى الخمسينات من القرن الماضى فى الولاياتالمتحدةالامريكية. وبين مدير المركز الاقليمى للارصاد وحماية البيئة بالمنطقة الجنوبية على عبدالله الفرطيش أن عمليات استمطار السحب تهدف الى زيادة وارتفاع منسوب المياه فى الخزانات الارضية وزيادة الحصيلة الانتاجية الزراعية والحيوانية والصناعية وتحسين البيئة والغطاء النباتى للرعي ، موضحا أن الابحاث والدراسات تشير الى أن أفضل وقت لاستمطار السحب يكون خلال فصل الصيف نظرا لامتداد السحب الرأسى فى الغلاف الجوى بسبب تيارات الحمل الصاعدة وبين أن عملية استمطار السحب تتلخص باستعمال طائرة مزودة بأجهزة خاصة ومصممة لوضع المواد الاساسية لذلك وبعضها على شكل جهاز شبيه بالالعاب النارية والبعض الاخر على شكل قمع يتسع تدريجيا نحو الخارج ويتوهج وينفجر فجأة عند الاستعمال لمواد البذر للسحب والمكونة من يوديد الفضة اضافة الى مادة بير كلورايت البوتاسيوم مع بعض المركبات ويتم اطلاقها نحو السحب الركامية الشبيهة بالابراج وهى ذات امتداد رأسى فى الغلاف الجوى وذلك لكى تستحث السحب على النمو وعمل كمية كبيرة من الامطار. وقال الفرطيش ان عملية البذر للسحب تتم اما عن طريق القمع المثبت على أجنحة الطائرة أو محمولا ثم يسقط أو يطلق من تحت جسم الطائرة ويتم توجيه قائدها نحو السحب التى يعتقد أخصائى الارصاد أنها قابلة للاستمطار ومعرفة ذلك تتم باستخدام المعدات ومنها رادار الطقس. واشار الى أن الوقت والهدف يعتبران عاملين حرجين لانجاح عملية بذر السحب المختارة لانجاح عملية الاستمطار وذلك لتحقيق أهداف منها استمطار السحب وزيادة كمية الماء ومنع تكوين حبات البرد وتبليل الارض لرى المزروعات وزيادة المساحة المستهدفة مبينا فى الوقت نفسه انه اذا توفرت الطائرة واخصائى الارصاد فان عملية البذر تكون فى اى وقت على مدار العام. وأعدت الرئاسة العامه للارصاد وحماية البيئة العديد من الخطوات ضمن مشروع المرحلة الثانية لدراسة فيزياء السحب بالمملكة لتنفيذ هذا المشروع وانجاحة وهى على ثلاث مراحل تتمثل في سحب المعلومات وتجهيز الخرائط وتحضيرها اضافة الى صور الاقمار الصناعية والرادار وتوقعات الحالة الجوية ، والاطلاع على المعلومات والخرائط وصور الاقمار الصناعية والرادار ودراستها والعوامل المؤثرة على تكون السحب الركامية وهطول الامطار ومراقبة تغير الرياح والرطوبة النسبية ومؤشرات الاستقرار وجبهة نسيم البحر اضافة الى مراقبة طبقات الانقلاب الحرارى والحالة الساينوبتيكية وطبقات الجو العليا وكذلك اعتبارات الموقع الجغرافى والتأثيرات المحلية لمنطقة عسير /، وفي الختام تتم دراسة الحالة المتوقعة لبعض عناصر الطقس و اتخاذ قرار القيام برحلة الطيران واعداد خطة لمواقع السحب واخذ القراءات لفيزياء السحب اضافة الى انه يتم خلال الطيران اطلاق مادة بير كلورايت البوتاسيوم لبذر السحب وتحديد العدد الذى يتم استخدامه ومواقع الاستخدام محددة بخطوط الطول ودوائر العرض. الجدير بالذكر أن الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة قد نفذت مؤخرا عددا من المشروعات فى الارصاد والبيئة ومنها مشروع رصد الاشعاع النووى بمناطق المملكة اضافة الى تفعيل دور فروع الرئاسة لتقديم ادق معلومات للارصاد والبيئة.