أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن ادوارد وولكر أن الجماعات الإرهابية في السعودية لا تمثل تياراً عاماً ولا تستند إلى قاعدة شعبية ولا تحظى بأي قبول من عامة المواطنين السعوديين، الذين يرفضون أي أعمال تهدد أمن بلادهم أو تسيء الى صورة الدين الإسلامي. وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق خلال مشاركته في كتاب بعنوان:"السعوديون والإرهاب... رؤى عالمية":"إن رفض المجتمع السعودي للإرهاب تنامى بدرجات كبيرة كرد فعل للعمليات التخريبية التي ارتكبها الإرهابيون في مناطق متفرقة من البلاد، واتخذ هذا الرفض خلال العامين الماضيين صوراً ايجابية تتجاوز الإنكار السلبي، إلى دعم جهود الجهات الأمنية في ملاحقة العناصر الإرهابية وتضييق الخناق عليها، وهو ما كان له أكبر الأثر في إفشال الكثير من المخططات الإرهابية في مهدها". وأضاف وولكر أن"هذا النجاح الذي حققته السعودية في مكافحة الإرهاب، والذي شهد به التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية الذي صدر أخيراً تحت عنوان"أنماط الإرهاب الدولي"جاء نتيجة للإجراءات الحكيمة والجادة التي اتخذتها السعودية لمكافحة جميع أشكال الإرهاب، والتي كان لها أكبر الأثر في حدوث انخفاض وتراجع كمي ونوعي في العمليات الإرهابية في السعودية، ولا سيما أن الإجراءات الأمنية السعودية في مكافحة الإرهاب ترافقت مع تفعيل دور المؤسسات الإسلامية في بيان مخالفة العمليات الإرهابية لتعاليم ومبادئ الشريعة الإسلامية، وتقديم الأدلة التي تبطل شرعية دعاوى التنظيمات الإرهابية وتنظيم القاعدة على وجه الخصوص، إضافة إلى السياسة الحكيمة التي انتهجتها الحكومة السعودية في محاصرة الأفكار المغذية للتطرف بدرجة اهتمامها بملاحقة الإرهابيين". وأشاد وولكر بأجندة الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي التي بدأت السعودية تنفيذها، والتي كان من ثمارها إنشاء مركز للحوار الوطني والجمعية السعودية لحقوق الإنسان، ثم إجراء الانتخابات البلدية، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية المهمة التي تدعم تحرك السعودية للانضمام لمنظمة التجارة العالمية. ورفض مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق في أطروحته المزاعم التي تحاول الربط بين الفكر الوهابي"الوهابية"وتنظيم القاعدة، مؤكداً أن الوهابية ليست كما يعتقد البعض هي العامل المشجع للإرهاب، فتنظيم القاعدة لا تقوم فلسفته ? وفقاً لتقرير لجنة 11 أيلول سبتمبر ? على الدعوة الوهابية أو تعاليم الإسلام الصحيحة. وخلص وولكر في ختام أطروحته إلى أن نجاح السعودية في مكافحة الإرهاب وحماية أمنها ليس نهاية المطاف، بل إن الطريق طويل، إلا أن البداية المشجعة والناجحة التي جعلت السعودية أكثر أمناً اليوم، تمثل حافزاً عملياً لمزيد من العمل على مختلف الجبهات، والاستفادة من الرفض الشعبي العريض لاجتثاث آفة الإرهاب من جذورها وتجفيف منابعها كافة.